‘);
}
الفرق بين علم الكلام والفلسفة من حيث المفهوم
مفهوم علم الكلام
يعرف علم الكلام بحسب تعريف عضد الدين الإيجي أنه العلم الذي يبحث في كيفية إثبات العقائد الدينية بإيراد الحج العقلية، والبراهين، وهنا يقصد بالعقائد ما يقع في النفس دون العمل، وفي الدين الإسلامي هي العقيدة التي نسبت إلى النبي الكرم محمد، وأخذ بهذا التعريف الكثير من العلماء والمفكرين كالتفتازاني، أما عند الغزالي، فهو العلم الذي يراد به حفظ العقيدة، وحراستها من التشويه، ومن أهل البدع.[١]
وبذلك يمكن ملاحظة أن علم الكلام، بالمفهوم الغزالي لا يقتصر إلا على دائرة محددة وهي علم الكلام السني، ويستثنى منه كل ما هو غير ذلك، أهم من أخرجهم الغزالي بمفهومه المعتزلة، وبذلك يكون مفهوم الإيجي أكثر شمولًا وإحاطةً، لأن المعتزلة لا يمكن استثناؤهم من علم الكلام، كما أن هنالك فرق إسلامية أخرى ساهمت بإثراء علم الكلام والتأصيل له.[٢]
مفهوم الفلسفة
أما الفلسفة فمن حيث الاشتقاق، يرجع أصلها إلى اللغة اليونانية، وتتكون كلمة فلسفة من مقطعين، وهما فيلو، ويقصد به محبة، وصوفيا ويقصد بها الحكمة، وبذلك يكون معنى الفلسفة محبة الحكمة، وتعرف بأنها العلم بحقائق الأشياء والعمل بما هو أصلح، وتنقسم الفلسفة إلى قسمين القسم النظري، ويبحث في الميتافيزيقا والوجود، والعلم الإلهي الذي قال عنه الكندي أنه من أشرف العلوم.[٣]
‘);
}
يتضمن القسم النظري العلم الرياضي، أما القسم العملي فيتضمن الساسة والأخلاق، وعرفها أرسطو بأنها علم الأسباب القصوى، أي أسباب الوجود والعلل الأولى له، وهي علم الوجود بما هو موجود، وأخذ ابن سينا بهذا المفهوم لكنه أضاف بأنها الوقوف على حقائق الأشياء بقدر ما يستطيع الإنسان أن يقف.[٣]
الفرق بين الفلسفة وعلم الكلام من حيث الموضوعات
تتميز الفلسفة عن علم الكلام من خلال الموضوعات التي يبحث فيها كل منهما:
موضوعات علم الكلام
ارتبطت نشأة علم الكلام بأحداث سياسة تتعلق بالخلافة الإسلامية والإمامة، وكان للفرق الإسلامية دور في الجدال الدائر، فكل فرقة تسعى إلى إقامة الحجة على صحة معتقداتها وآرائها، لذلك لا يمكن فصل علم الكلام عن السياسة في العالم الإسلامي، فكانت الإمامة والمسؤولية الإنسانية لأفعال الإنسان أهم القضايا التي تناولها علم الكلام الإسلامي.[٤]
موضوعات الفلسفة
تنقسم الفلسفة إلى ثلاثة مباحث رئيسية، تغطي معظم الموضوعات الفلسفية وهي:[٣]
- المبحث الوجودي: ويعرف بالأنطولوجيا، ويعد المبحث الرئيسي لأن الفلسفة تبحث في الوجود، وماهيته، ويتميز هذا المبحث بالطابع التأملي.
- المبحث القيمي: ويعرف بالأكسيولوجيا، ويبحث في القيم ومفاهيم الخير والشر، والمنطق.
- المبحث المعرفي: ويعرف بالأبستيمولوجيا، ويبحث في نظرية المعرفة، وينقسم الفلاسفة إلى تيارين تجريبي وعقلاني.
علم الكلام وعلاقته بالفلسفة
يمكن القول إن علم الكلام، من فروع الفلسفة، وذلك لأن معظم رواد علم الكلام تأثروا بما نقل عن الفلسفة اليونانية، وأفادوا بالترجمات والمنطق الأرسطي، وتجلت فيه النزعة العقلانية التي مجدت من العقل، وجعلته هاديًا، ويظهر ذلك بشكل جلي في كتب الفكر المعتزلي.[٤]
المراجع
- ↑عبدالرحمن الإيجي، المواقف في علم الكلام، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑محمد العمري، علم الكلام بين الأصالة والتجديد، صفحة 2. بتصرّف.
- ^أبتجميل صليبا ، معجم الفلسفة، صفحة 160. بتصرّف.
- ^أبسميح دغيم ، فسلفة القدر في فكر المعتزلة، صفحة 7-10. بتصرّف.