ويتخوف محللون ليبيون خلال حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية” من انهيار وقف إطلاق النار الموقع عام 2020، ودخول البلاد في دوامة عنف جديدة.
إحباط سياسي
المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري، بدا غير متفائل بانفراج قريب في البلاد، مشيرا إلى حالة إحباط بين الليبيين، ويُرجع ذلك إلى أن:
- المجتمع الدولي يبدو أنه راضٍ عما آلت إليه الأمور، ولا يرغب في تدخل حقيقي لحل الأزمة وإجبار الأطراف الليبية على الحوار لإنجاز العملية السياسية.
- الوضع معقد للغاية، وقد ينفجر عسكريا في أي لحظة، خاصة بين الميليشيات في غرب ليبيا التي تشهد الآن صراع نفوذ قويا بينها.
- الحل الليبي-الليبي بات مستحيلا بسبب تعنت الأطراف المتصارعة.
- هناك أطراف تقدم تنازلات لكن لجهات خارجية للحصول على تأييد دولي ووعود بالبقاء في السلطة.
- يبقى الحل الحقيقي في يد الليبيين إذا أرادوا حل الأزمة دون إراقة مزيد من الدماء.
ونتج الجمود السياسي في ليبيا عن توقف ركب الانتخابات البرلمانية والتشريعية منذ فشل إجرائها ديسمبر 2021، وفشل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في الاتفاق على قاعدة دستورية تجري بشأنها الانتخابات، بسبب اعتراض الأخير على ترشح العسكريين.
ورغم انتهاء ولاية الحكومة التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، فإنه رفض تسليم السلطة إلى الحكومة الجديدة التي كلفها البرلمان في مارس، بحجة أن سلطته مستمرة حتى إجراء الانتخابات.
أدى هذا لاشتباكات عنيفة بين الأطراف المؤيدة للدبيبة والأخرى الداعمة لفتحي باشاغا رئيس الحكومة الجديدة، الأمر الذي هدد بانهيار وقف إطلاق النار.
لحظة حاسمة
يتوقع المحلل السياسي الليبي سلطان الباروني، بألا يأتي العام 2023 بجديد لليبيين، خاصة أن الأطراف المتصارعة في حالة رضا عن الجمود السياسي، مستدلا بأنه منذ فشل الانتخابات في 2021 وكل المباحثات بين مجلسي النواب والدولة لتحريك العملية السياسية قد فشلت.
وحذر الباروني بشكل خاص من مخاطر هذا على مصير اتفاق وقف إطلاق النار، نتيجة ما يلي:
- إن الجمود السياسي في بلد به فوضى في انتشار السلاح والميليشيات سيؤدي لا محالة لفوضى عارمة وأزمات عسكرية كبيرة.
- في حال انهار وقف إطلاق النار ستدخل ليبيا في دوامة وحرب أهلية طويلة.
- الحل يجب أن يأتي من مجلس الأمن الدولي بتحديد ملتقى ليبي يتم عن طريقه وضع خارطة طريق جديدة مصغرة محدودة المدة، أساسها تشكيل حكومة لإعداد الانتخابات.
- التحرك إذ لم يكن دوليا فلا نفع لأي تحركات داخلية، لأن الأطراف الموجودة في المشهد تحشد توقعا لأي تصعيد.
تحرك الجيش الليبي
وتأتي هذه الأوضاع في وقت أعلن فيه قائد الجيش الوطني، المشير خليفة حفتر “فرصة أخيرة” لوضع خارطة طريق تفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وأرجع حفتر ذلك إلى أنه “لا يمكن للشعب أن يظل صامتا على ما يحدث من إساءة لليبيين في ظل وجود الأجسام السياسية التي عرقلت الانتخابات”، داعيا بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا، إلى “تحمل مسؤولياتها” لحل الأزمة.