‘);
}
الفرق بين الدهشة الطبيعية والدهشة الفلسفية من حيث المفهوم
الفرق بين الدهشة الطبيعية والدهشة الفلسفية من حيث المفهوم فيما يأتي:
مفهوم الدهشة الطبيعية
يشير مفهوم الدهشة الطبيعية إلى الشعور الذي يعتري الإنسان من حالة ناشئة عن حدوث أمر غير متوقع ومفاجئ، وهذا الانفعال يصحبه رجة وجدانية شديدة وعنيفة نتيجة الذهول أمام شيء خارق للعادة وغير مألوف، أما على الصعيد النفسي فيرافق الدهشة الشعور بالتوتر والحيرة وشيء من الألم، وهي تحصل للعقل عندما يعجز عن استيعاب حدث أو أمر أو ظاهرة ما فينشأ صراع وتحد معرفي داخلي.[١]
مفهوم الدهشة الفلسفية
تُعَد الدهشة الفلسفية إحدى خصائص التفكير الفلسفي، وهي تشير إلى الحالة الذهنية التي تصبح عندها الأشياء مختلفة عن مظهرها الطبيعي، لتذوب معانيها الاعتيادية، الأمر الذي يؤدي إلى التساؤل، ودافعه الجهل وعدم الفهم الكافي، وهما يدلان على أولى مراحل المعرفة.[٢]
‘);
}
إن الدهشة الفلسفية لا تكون فضولية وإنما متأملة، وذلك لأنها بتفكيكها المعنى العادي للأشياء لا تبحث عن التفسير، وإنما عن معنى أعمق، وهي في بحثها عن هذا المعنى، تكشف القيود الكامنة وراء الأشياء، ثم تعمل على تفكيكها، ثم تتجاوزها.[٢]
هكذا كانت الدهشة أصل الفلسفة، خاصة وأنها تشير إلى ذلك التساؤل والبحث الذي لا نهاية له، والدهشة الفلسفية بدأت مع الفلاسفة اليونانيين، إذ أكد أرسطو أن الدافع الأول وراء البحوث الفلسفية الأولى هو الدهشة.[٢]
الفرق بين الدهشة الطبيعية والدهشة الفلسفية من حيث الخصائص
الفرق بين الدهشة الطبيعية والدهشة الفلسفية من حيث الخصائص فيما يأتي:
خصائص الدهشة الطبيعية
تتمثل خصائص الدهشة الطبيعية فيما يأتي:[٣]
- الدهشة الطبيعة هي شعور ومَلَكة تولد مع الإنسان وتمنحه الفضول لاكتشاف العالم من حوله وطرح تساؤلات بسيطة.
- الاعتياد على رؤية كل شيء طبيعيًا يمثل الخصيصة الأبرز لدى الدهشة الطبيعية، حيث يتوقف الإنسان بفعلها عن طرح التساؤلات بشأن العالم من حوله.
- الدهشة الطبيعية حين تثير الأسئلة، عادة ما تبدأ بالمشكلات العادية التي لا يتجاوزها معظم البشر وصولًا نحو المشكلات الأعمق.
- الدهشة الطبيعية سمة مشتركة لدى جميع البشر.
خصائص الدهشة الفلسفية
تتمثل خصائص الدهشة الفلسفية فيما يأتي:[٣]
- في الدهشة الفلسفية تتحول التساؤلات البسيطة لدى الدهشة الطبيعية إلى تساؤلات تطَّلِع لمعرفة الأسرار والظواهر وعلة الوجود، فينشأ عن فضول الدهشة فلسفة.
- الدهشة الفلسفية نزوع إلى المعرفة، كونها تكشف عن الجهل غير المرئي داخل الإنسان.
- الدهشة الفلسفية تدفع الإنسان إلى التفلسف فيذهب أبعد وأبعد ليتساءل بشكل أكبر وأعمق، جاعلة بذلك المألوف غير مألوف.
- الدهشة الفلسفية سمة فردية تختلف من إنسان لآخر باختلاف تجربة اندهاشه.
فروقات أخرى بين الدهشة الطبيعية والدهشة الفلسفية
فروقات أخرى بين الدهشة الطبيعية والدهشة الفلسفية فيما يأتي:
الدهشة الطبيعية: أولى مراحل الوصول للدهشة الفلسفية
تُعَد الدهشة الطبيعية المرحلة الأولى نحو الدهشة الفلسفية، وذلك بسبب ما يأتي:[٤]
- ليست البذرة التي تبدأ منها حياة الفلسفة فحسب، بل هي قوة الحياة نفسها التي تحملها وتسيطر على مراحل نموها.
- الدهشة انفعال وعاطفة بالمعنى الذي يحتمل العذاب والصبر والمعاناة، ومن هذا الاحتمال وُلِدت الفلسفة.
- الدهشة هي الحال التي يكشف بها الوجود عن نفسه.
- الدهشة هي البداية الأولى لرؤية العالم بطريقة مختلفة وخاصة، وتنبع من الإنسان ذاته، لتعتبر بذلك الدهشة أصل الحرية.
- الدهشة تبدأ من تفاصيل الحياة اليومية الاعتيادية، وقد تتجاوزها إلى الظواهر الخارقة للطبيعة.
- الدهشة هي أسمى ما يتطلّع إليه الإنسان، لأنه بالدهشة وحدها يبقى الإنسان إنسانًا.
الدهشة الفلسفية: نتاج الفلسفة الطبيعية
تصل الدهشة الطبيعية إلى ذروة تمامها حين تتحول إلى دهشة فلسفية، والتي هي كالآتي:[٤]
- الدهشة الفلسفية تتطلب المعاناة وقدرة الإنسان على أن يسأل ويتساءل في ذات الوقت.
- الدهشة الفلسفية هي سؤال: “ما هو الوجود من حيث هو موجود؟” ذلك السؤال الذي يمثل السعي إلى الدهشة وإلى مصدر كل دهشة.
- الدهشة الفلسفية هي الفعل الذي يتعدى به الإنسان حدود عالمه ويتجاوز به ذاته.
- الدهشة الفلسفية تحول النظرة الخاصة إلى العالم إلى نظرية نقية خالية من أي هدف نفعي، فهي تسعى إلى المعرفة من أجل المعرفة فحسب.
- الدهشة الفلسفية تنطلق تساؤلاتها من الإنسان وحياته وتجاربه بعيدا عن التعالي على العالم الإنساني والتطلع خارجه.
- الدهشة الفلسفية هي ما تكشف عن جوهر الإنسان وكينونته.
المراجع
- ↑علي صبيح التميمي، الدولة في الفلسفة السياسية، صفحة 26. بتصرّف.
- ^أبتAnders Schinkel (29/11/2018), “Wonder, Mystery, and Meaning”, tandfonline, Retrieved 27/1/2022. Edited.
- ^أبعبد الله شمت المجيدل، تطور الفكر الفلسفي من الفلسفة اليونانية إلى المعاصرة، صفحة 35. بتصرّف.
- ^أبعبد الغفار مكاوي، مدرسة الحكمة، صفحة 81 – 94. بتصرّف.