‘);
}
كيف يكون لقاء الله يوم القيامة؟
أشار شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- أن لقاء الله -تعالى- يوم القيامة متضمّن لرؤيته، وأن هذه الرؤية كما فسّراه بعض السلف والخلف تتضمن المشاهدة والمعاينة، وأشار بعض السلف إلى أن الكفار أيضاً يرون ربهم يوم القيامة، ولكن رؤية الكفار لله -تعالى- تختلف عن رؤية المؤمن، فهي رؤية غير متضمّنة لأي كرامة لهم أو نعيم، ويتبعها حجب وحرمان.[١]
الأدلة الشرعية على لقاء الله
هناك العديد من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تُثبت لقاء الله -تعالى- يوم القيامة، ومنها ما يأتي:
الدليل من القرآن الكريم
قال الله -تعالى-: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ)،[٢] بينما رؤية المؤمنين لله -تعالى- تكون بكل سهولة ويسر كما بشّرهم بذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي سيأتي لاحقاً، وتكون رؤية الكافرين كما شرح شيخ الإسلام للآية الكريمة بالحجب، فكلمة لمحجوبون تشعر بأنهم عاينوا ثم حجبوا، وأن الحجب جاء بعد الرؤية.[١]
‘);
}
الدليل من السنة النبوية
ثبت في حديث أبي هريرة قال: (قالوا: يا رَسولَ اللهِ، هلْ نَرَى رَبَّنَا يَومَ القِيَامَةِ؟ قالَ: هلْ تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ الشَّمْسِ في الظَّهِيرَةِ، ليسَتْ في سَحَابَةٍ؟ قالوا: لَا، قالَ: فَهلْ تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، ليسَ في سَحَابَةٍ؟ قالوا: لَا، قالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لا تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ، إلَّا كما تُضَارُّونَ في رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا، قالَ: فَيَلْقَى العَبْدَ، فيَقولُ: أَيْ فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ، وَأُسَوِّدْكَ، وَأُزَوِّجْكَ، وَأُسَخِّرْ لكَ الخَيْلَ وَالإِبِلَ، وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ فيَقولُ: بَلَى، قالَ: فيَقولُ: أَفَظَنَنْتَ أنَّكَ مُلَاقِيَّ؟ فيَقولُ: لَا، فيَقولُ: فإنِّي أَنْسَاكَ كما نَسِيتَنِي).[٣]
حيث قضى الله -تعالى- ألا يراه أحد من خلقه في الحياة الدنيا، وسينعم على عباده الصالحين الصادقين برؤيته يوم القيامة، وهذه من أكمل النعم التي ينالها العبد في الآخرة، ورؤية المؤمنين لله -عز وجل- يوم القِيامة أعظم نعيم الجنة، وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يَشغلهم ذلك من حرصهم.[٤]
وفي قوله -صلى الله عليه وسلم- “فوالذي نفسي بيده”؛ أي قاسماً بالله -عز وجل-، وذلك لأن الله هو الذي يملك الأنفس، وكثيراً ما كان يقسم النبي بهذا القسم، ثم يقول لهم إنكم سترون ربكم دون أن يصيبكم ضرر ودون أي دافعة أو مزاحمة، بل سترونه بكل سهولة ويسر، وستتمتّعون بالنظر إلى جماله -سبحانه وتعالى-.[٤]
وبعد ذلك يلقى الله العبد الكافر أو الفاجر، فيسأله عن نعم الله التي أنعمها عليه، فيقرّ الكافر بتلك النعم جميعاً، فيسأله الله -تعالى- إن كان يظنّ أنه سيلقاه ويقف بين يدي، فيقول الكافر: لا، وذلك من نسيانه لربه وانشغاله بالحياة الدنيا عن الآخرة.[٤]
الاستعداد للقاء الله
يكون استعداد الإنسان للقاء الله -تعالى- باتّباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، ومن ذلك أيضاً ما يأتي:[٥]
- أن يحب الإنسان لقاء الله -تعالى- حتى يحب الله -تعالى- لقاءه ومشاهدته.
- أن يصبر الإنسان على ما يشق عليه.
- أن يلازم مناجاة الله، وتلاوة القرآن الكريم.
- أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.
- أن يكون محباً لذكر الله -تعالى-.
- أن يندم على ما فاته من طاعة وذكر لله -تعالى-.
المراجع
- ^أبمجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1497. بتصرّف.
- ↑سورة المطففين، آية:15-16
- ↑رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2968، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ^أبت“شرح حديث رؤية الله”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13-2-2022. بتصرّف.
- ↑خالد الحسينان، هكذا كان الصالحون، صفحة 49-50. بتصرّف.