وجاء تعيين الفنان ملحم زين بناء على مساهمات إنمائية عديدة نفذها على طرق لبنان المهملة، بفعل الأزمة، بينما كانت تحتاج إعادة تأهيل وصيانة شاملة.
وقال الفنان اللبناني في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، “الفنان ابن المجتمع ومؤثر فيه، وبإمكانه أن يسلط الضوء على مشاريع إنمائية معينة، وهذا ما أقوم به، لست الوحيد في هذا المجال، إذ سبق أن ساهم فنانون لبنانيون قبلي في هذه الخطوة، والفنان لا يقتصر عمله على مجال الفن وحسب”.
أضاف زين “أما بالنسبة للقب السفير فهو ثانوي بالنسبة لي، والأهم هو تنفيذ أعمال مفيدة للمجتمع الذي يعاني من غياب تام للدولة”.
وكشف عن “القضايا التي تحظى بالاهتمام، موضحا أنها تشمل “البيئة وسلامة الناس، في ظل غياب المسؤولين عن القيام بواجبهم، وتراجع سعر صرف الليرة وضآلة الأموال المرصودة في موازنة وزارة الأشغال العامة لأجل إصلاح الطرق في لبنان”.
إنارة الطرق
وقال “مبادرة إنارة الطرق في ظل الانقطاع التام للتيار الكهربائي كانت تحدياً بالنسبة لي، وقد حققت تقدما لا بأس به في هذا المجال”.
وشرح الفنان ملحم زين “الطرق التي استطعت إنارتها تمتد من منطقة الصيفي في وسط العاصمة بيروت إلى منطقة البترون شمالي لبنان بطول 37 كيلومترا، وكذلك من مرفأ خلدة قرب المطار حتى مدينة صور جنوب لبنان بطول 67 كلم”.
وتابع” كذلك استطعنا إضاءة 12 كلم على طريق “ظهر البيدر” المرتفعة والتي تصل العاصمة بيروت بمحافظة البقاع، وهي أهم شريان حيوي يربط العاصمة بمحافظة البقاع، ويكثر فيها الضباب والثلوج خلال فصل الشتاء”.
وأردف زين أن “الخطة شملت أنفاق السفارة الكويتية باتجاه المطار في بيروت، ونفق بحمدون في منطقة الشوف، وما بعد نفق شكا شمال البلاد وتحويلة طريق المديرج – ظهر البيدر؛ أي مكان الحادث الذي وقع لي سابقا ونجوت منه”.
لا نريد تكرار حادثة جورج الراسي
وأضاف “ما زال هناك طريق مستشفى “أوتيل ديو” شرق العاصمة باتجاه مدينة شتورا البقاعية، وأخطط للقيام بعدد من المشاريع بعد عودتي من السعودية حيث أقدم حفلا غنائيا”.
وذكر زين بحوادث السير القاتلة التي أودت بالعديد من الضحايا؛ وفي طليعتهم الفنان الراحل جورج الراسي الذي راح ضحية سوء إنارة الطريق الدولية بين لبنان وسوريا.
وأكد زين أنه “في ظل غياب المبادرات الحكومية وبصفتي مواطناً لبنانياً، شعرت بالحاجة إلى التحرك والمساهمة لدعم مجتمعي، لقد أثر حادث السير علي بشدة، ولهذا السبب بادرت إلى إنارة الأنفاق والطرق السريعة حول المدينة، ويشرفني أن أحظى بتقدير من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وأتطلع إلى العمل معاً في المزيد من المشاريع في المستقبل القريب”.
برنامج الأمم المتحدة
قال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في بيان، أصدره يوم الجمعة:
• ستساهم شهرة الفنان ملحم زين وانتشاره في لبنان والعالم العربي في نشر الوعي بأهمية سلامة الطرق وحشد الدعم للمساعدة في ضمان طرق أكثر أمانا، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة من أجل مستقبل خال من الفقر والجوع.
• وفقًا للبنك الدولي، يعتبر لبنان من بين الدول الأسوأ عالمياً من حيث سلامة الطرق، فحوادث المرور هي السبب الأول للإصابات والوفيات في البلاد.
منذ بداية الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان في أكتوبر 2019 وحتى مايو 2022، تشير التقديرات إلى أن لبنان شهد ما معدله 237 حادث سير ومقتل 32 شخصاً في المتوسط شهريا.
بدورها، قالت ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المقيمة في لبنان، ميلاني هوشنتاين: “كنا نبحث عن شخصية يمكنها مساعدتنا في نقل الرسالة حول أهمية السلامة على الطرق في لبنان، ودفع هذه الفكرة إلى الأمام”.
واستطردت “من المؤكد أن الفنان زين بصفته سفيرنا للنوايا الحسنة، ومن خلال تأثيره وسط الجماهير اللبنانية، سيساهم في إنقاذ الأرواح وسيدعمنا بدفع أجندة أهداف التنمية المستدامة”.
ولفت البرنامج الى أن “منظمات الأمم المتحدة تقوم على نحو منتظم بتوسيع الخدمات التطوعية ودعم الشخصيات البارزة كسفراء للنوايا الحسنة لتسليط الضوء على القضايا المهمة التي تؤثر على عالمنا”.
وقال “منذ إطلاقها عام 2009، عينت مبادرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “عيش لبنان” عددًا مختاراً من اللبنانيين كسفراء للنوايا الحسنة، معظمهم من المغتربين.
ويتم اختيار السفراء بناءً على مسيراتهم الخيرية والتزامهم بتنمية لبنان، وقد قامت مبادرة “عيش لبنان” بحشد الموارد لتنفيذ أكثر من 70 مشروعاً في مناطق مختلفة في البلاد.