ووفق محلل سياسي ليبي تحدث لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن هذه التحركات الإقليمية والدولية، التي لم تحدث منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار عام 2020، يجب اغتنامها، محذرا من أن ليبيا الآن في “الفرصة الأخيرة” للوصول إلى الانتخابات والابتعاد عن شبح حرب داخلية جديدة.
محادثات إقليمية ودولية
أجرى السفير الأميركي، مبعوث واشنطن الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند مباحثات هاتفية مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، حول جهود المصالحة الوطنية، وكسر الجمود السياسي الذي يخنق البلاد والدفع بالعملية السياسية للأمام؛ للوصول إلى الانتخابات في أقرب وقت.
وفي ذات الملف، أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في اجتماع مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ضرورة توجيه الأطراف الليبية دعوة تستعجل إنجاز الانتخابات.
واتفق الطرفان على ضرورة التوصل إلى حل توافقي للأزمة أساسه تنظيم الانتخابات، ودعم مسار المصالحة الوطنية في إطار الحوار الشامل الذي تقوده الأمم المتحدة.
من جانبه، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، الذي زار ليبيا مؤخرا، مجمل أوضاع ليبيا، واتفقا على ضرورة إجراء الانتخابات في أقرب فرصة.
وطالبت السفيرة البريطانية في ليبيا، كارولين هورندال، بتوسيع نطاق المحادثات بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة؛ للتوصل للقاعدة الدستورية اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، قائلة إنه من المهم معالجة القضايا التي تعرقل التقدم بالإجابة على أسئلة متعلقة بمدى التزام جميع الأطراف بقبول نتائج الانتخابات بعد إجرائها.
انتخابات في 2023
قبل أيام، تحدث رئيس مجلس النواب عقيلة صالح عن إمكانية إجراء الانتخابات في شهر نوفمبر القادم بعد التوصل لقاعدة دستورية بالاتفاق مع المجلس الأعلى للدولة.
وعن الخلافات الدائرة مع مجلس الدولة وعطَّلت الانتخابات، قال صالح إن نقاط الخلاف الباقية فيما يخص الوثيقة الدستورية تتعلق بمسألتي ترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية، وهناك لجنة تعمل على تقريب وجهات النظر.
ومتحدثا عن وجهة نظر المجلس الأعلى للدولة، أكد ناجي مختار، النائب الأول لرئيس المجلس، ما جاء على لسان صالح من أن المادتين اللتين لم يتم الفصل فيهما بعد تتعلقان بترشح العسكريين ومزدوجي الجنسية.
وتوقع أن تنجز القاعدة الدستورية في فبراير القادم، ثم تحال إلى اللجنة المكلفة بإصدرارالقوانين؛ ما يجعل إجراء الانتخابات هذا العام أمرا ممكنا.
تهديد اتفاق وقف إطلاق النار
في غضون ذلك، تنتشر مخاوف في ليبيا من أن يؤدي تأخير الانتخابات إلى انهيار وقف إطلاق النار الموقع برعاية الأمم المتحدة عام 2020.
وعزز هذه المخاوف الاشتباكات التي تندلع من حين لآخر بين الميليشيات المتصارعة على النفوذ والثروة في غرب البلاد، بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتودي بأعداد من القتلى والمصابين، منها اشتباكات الميليشيات في مدينة العجيلات.
الفرصة الأخيرة
بتعبير المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري، فإن هذا العام هو “الفرصة الأخيرة لإجراء الانتخابات”، محذرا من أن التحشيد المستمر من الميليشيات ينبأ بأن القادم ليس الأفضل، إن لم تتم الانتخابات.
وعن خطر انهيار وقف إطلاق النار، يلفت الفيتوري إلى أن هذا الخطر يزداد، وسط اندلاع الاشتباكات بشكل شبه يومي بين الميليشيات غربي البلاد؛ وهو ما يعني حالة من العبث العسكري والسياسي، ستنعكس بشدة على الحالة الاقتصادية.