سرطان اللوزتين

}
سرطان اللوزتين
اللوزتان هما زوجان من الغدد بيضاوية الشكل، تقعان في مؤخرة الفم، وتعدان بمثابة خطوط الدِّفاع الأولى من جهاز المناعة؛ وذلك لدورهما المهم الذي تؤدِّيانه، إذ تعملان على محاربة الجراثيم وإيقاف انتشارها، ممّا أدى إلى جعلهما أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض الخطيرة، مثل: سرطان اللوزتين. تنشأ وتتشكّل حوالي 3.5% من أمراض سرطان الفم في اللوزتين، ويعاني المصاب بسرطان اللوزتين من صعوبة البلع، والإحساس بوجود جسمٍ ما في الحلق، ولا يشخّص عادةً هذا النوع من السرطان إلّا في المراحل المتأخرة منه، والتي يكون فيها قد انتقل إلى الأنسجة المجاورة، مثل: اللسان، والعقد اللمفاوية.[١][٢]
‘);
}
أسباب سرطان اللوزتين
يعدّ الرجال أكثر عرضةً للإصابة بسرطان اللوزتين من النساء بـ 3-4 أضعاف تقريبًا، وعادةً يشخّص المرض لدى المصابين بعد بلوغ عمر خمسين عامًا، لكن قد يحدث في أي عمر.[٣] ويحدث سرطان اللوزرتين عند تكوُّن خلايا سرطانية داخل اللوز، وهو ما قد يحدث أيضًا لدى المصاب الذي أجرى عملية استئصال للوزتين سابقًا وبقاء جزءٍ صغير منهما بعد الاستئصال. ولم يتوصَّل العلماء حتى الوقت الحالي إلى سببٍ محدد يؤدي إلى الإصابة بسرطان اللوزتين، لكنّهم يؤكّدون وجود بعض عوامل الخطر التي تسبب حدوث تغيرات جينية تساهم في تطور مرض السَّرطان، وتتضمّن عوامل الخطر هذه كلًا ممّا يأتي:[٤][٥]
- الإدمان على شرب الكحول.
- التَّدخين المستمر لفتراتٍ طويلة.
- الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، الذي يجعل المصاب أكثر عرضةً للإصابة بسرطان اللوزتين.
- الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريّة، ممّا يزيد من احتمال الإصابة بسرطان اللوزتين.
- سوء التغذية وتناول كميّات قليلة من الفواكه والخضراوات.
- ضعف الجهاز المناعي.
أعراض سرطان اللوزتين
يوجد العديد من المصابين بسرطان اللوزتين لا يعانون من أيّ أعراضٍ حتى بعد تشخيصهم بالمرض، وعند ظهورها يتضمن أهمها تضخّم إحدى اللوزتين مقارنةً بالأخرى، ويليها التهاب الحلق المزمن، ثم تظهر أعراضٌ مختلفة تعتمد على حجم السرطان، منها ما يلي:[٦][٧]
- بحّة في الصوت أو تغيّر في الصوت.
- التّعب والإجهاد.
- خسارة الوزن الكبيرة غير المبرَّرة.
- الإحساس بآلام في الأذن والرَّقبة، خاصّةً إن كانت في جانب واحد منها.
- المعاناة من صعوبة أثناء التكلم أو تناول الطعام أو ابتلاعه، خصوصًا عند تناول الحمضيّات.
- حدوث نزيفٍ في الفم.
- رائحة الفم الكريهة.
- تضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة.
- ظهور بعض الكتل في منطقة العنق.
- ظهور قرحٍ أسفل الفم والحلق لا تُشفَى.
- خروج اللعاب مخلوطًا بالدماء.
تشخيص سرطان اللوزتين
على غرار جميع أمراض السرطان يبحث الطبيب في البداية السِّجل المرضي للمريض، ثم يلجأ إلى أحد أو بعض الإجراءات التالية لتأكيد التشخيص:[٤]
- إجراء تحاليل الدم والبول.
- تنظير الحنجرة لفحص الحلق من الداخل واكتشاف وجود أيّ تغيرات.
- الأشعة التّشخيصية المختلفة، مثل: التصوير بالرّنين المغناطيسي، أو الأشعة المقطعيَّة، أو الأشعة السينية؛ لفحص تغيّرات الأنسجة، وتحديد مدى انتشار السرطان.
- أخذ خزعة من الأنسجة وفحصها تحت الميكروسكوب؛ لاكتشاف وجود خلايا سرطانية فيها.
بعد التَّأكد من الإصابة بسرطان اللوزتين يحرص الطَّبيب على معرفة مدى انتشاره إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم، وتبعًا لهذا الانتشار يقسم سرطان اللوزتين إلى أربع مراحل مختلفة، هي كما يأتي:[٤]
- المرحلة الصفرية: فيها تحدث تغيّرات في خلايا اللوزتين، تزيد خطر تحوّلها إلى سرطانية، وتعرف هذه الخلايا حينها بما قبل السّرطانية، وهي غير قادرة على الانتشار.
- المرحلة المتمركزة: تسمّى المرحلة الأولى، وفيها تتكون خلايا سرطانية في اللوزتين، لكن تكون متمركزةً فيها ولا تنتشر خارجها، ويكون حجم السرطان في هذه المرحلة أصغر من 2 سم.
- المرحلة الموضعية: فيها ينتشر السرطان إلى الأنسجة المجاورة للوزتين، مثل: لسان المزمار، والعقد اللمفاوية، ويزداد حجم السّرطان في هذه المرحلة أكثر من 2 سم، وقد يصل إلى أكثر من 4 سم أيضًا.
- المرحلة الانتقالية البعيدة: هي المرحلة الأخيرة التي ينتشر فيها السرطان إلى عظام الفكّ والفم، ومع تقدّم المرض قد ينتشر إلى الرئتين والكبد.
علاج سرطان اللوزتين
إنّ الهدف من علاج سرطان اللوزتين هو الشفاء التام بما لا يؤدي إلى أيّ انتكاسةٍ لاحقًا، أو ظهور أيّ أعراضٍ أخرى للمرض مرةً أخرى، ويختلف نوع العلاج المُستخدَم باختلاف حجم ومدى انتشار السرطان، ويكون بأحد أو بعض الخيارات التالي ذكرها:[٤]
- الجراحة لإزالة الورم الخبيث والأنسجة المحيطة به تبعًا لمدى انتشاره، إذ قد يستأصل الطبيب اللوزتين بالكامل والأنسجة المحيطة بهما لتقليل فرص بقاء أيّ خلايا سرطانية بعد الجراحة، وقد يتعرّض المُصاب لبعض المضاعفات بعدها بسبب تضرر الأعضاء والأنسجة القريبة من مكان الجراحة، فقد يحتاج إلى تركيب أنبوب تغذية أو ثقب القصبة الهوائية ليستطيع التنفس، أو زرع أسنان أو إعادة بناء الفك، أو إجراء جراحة تجميلية، أو قد يحتاج المريض إلى إجراء بعض التغييرات على أسلوب غذائه بعد الجراحة.
- العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية والحد من انتشارها، ولتقليص حجم السرطان كي يسهل استئصاله جراحيًا، وعادةً يحتاج المصاب إلى استخدلم العلاج الكيماوي والإشعاعي معًا في ذات الوقت؛ إذ يقوم العلاج الكيماوي بقتل الخلايا السّرطانية والخلايا السليمة أيضًا، مما يسبب ظهور الأعراض الجانبية الكثيرة المُصاحِبَة له.
- العلاج الإشعاعي لتقليص حجم السرطان قبل الجراحة، أو لقتل أيّ خلايا سرطانية متبقية بعد الجراحة.
- العلاج الموجّه الذي يستهدف الخلايا السرطانية فقط، دون التعرض للخلايا السليمة، لذا يعدّ علاجًا قليل الأعراض الجانبية.
الوقاية من سرطان اللوزتين
توجد بعض النّصائح والتعليمات التي يستطيع أي شخص اتباعها لتقليل خطر الإصابة بسرطان اللوزتين قدر الإمكان، مثل:[٦]
- الإقلاع عن التدخين والابتعاد عن تناول أيّ من منتجات التبغ أو الماريجوانا أفضل وسيلة للوقاية من سرطانات الرأس والرقبة عمومًا.
- تجنّب الوجود في أماكن التدخين؛ لتجنب التعرض للتدخين السلبي الذي يزيد أيضًا من فرص الإصابة بسرطان اللوزتين.
- تجنب الجماع غير المحمي واستخدام الواقي الذكري أثناء الجماع؛ لتجنب التقاط فيروس الورم الحليمي البشري قدر الإمكان، إذ إنّ هذا الفيروس يستطيع الانتقال من خلال الجماع أيضًا.
- حماية الأطفال من الإصابة بسرطان اللوزتين لاحقًا بالحرص على تطعيمهم بلقاح فيروس الورم الحليمي.
- مراجعة طبيب الفم والأسنان باستمرار؛ لفحص الفم وتشخيص سرطان اللوزتين مبكرًا.
المراجع
- ↑“Head and neck cancer types”, www.cancercenter.com, Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ↑Tonsil cancer (2018-12-8), “Tonsil cancer”، www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ↑“Tonsil Cancer”, www.cedars-sinai.org, Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ^أبتثClaire Sissons (2019-8-23), “Can you get cancer on the tonsils?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ↑“Risk Factors for Oral Cavity and Oropharyngeal Cancers”, www.cancer.org,2018-3-9، Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ^أبSandy McDowell (2017-6-21), “Understanding Tonsil Cancer”، www.healthline.com, Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ↑ Kristin Hayes (2019-9-26), “An Overview of Tonsil Cancer”، www.verywellhealth.com, Retrieved 201-10-30. Edited.
