سرطان البلعوم

}
سرطان البلعوم
البلعوم هو من أجزاء الجسم التي تحمل وظيفةً مزدوجة، وتُعدّ عضوًا مشتركًا بين الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، إذ يمرّر الطعام إلى المعدة، كما أنّه يمرّر الهواء إلى الرئتين، الأمر الذي يجعل منه عضوًا مهمًا وفعَّالًا.[١]
ويمتدّ البلعوم من الجزء الخلفي للأنف إلى بداية المريء، ويتكوّن من ثلاثة أجزاء؛ هي: البلعوم الأنفي الذي يمثّل الجزء العلوي منه، والفموي الذي يشمل الجزء الخلفي من الفم ونهاية اللسان واللوزتين ونهاية البلعوم، وييتكوّن السرطان في أي جزءٍ من الأجزاء الثلاثة، وتختلف خصائص كل نوع من أنواع السرطان حسب موقعه.[٢]
ولعلّ من أبرز الأمور الخَطِيرَة التي تصيب أي جزء في جسم الإنسان هو مهاجمة الخلايا السّرطانية له، إذ أنّ السرطان من الأمراض الفتّاكة التي أودت بحياة الكثير، وهذا السرطان لا يقلّ خطرًا عن أي نوع آخر في حال عدم الكشف عنه من البداية والتعامل معه وعلاجه.[٣]
‘);
}
أسباب سرطان البلعوم
يحدث سرطان البلعوم نتيجة تطوير العديد من الخلايا الموجودة في البلعوم للطفرات الجينية، إذ تسبب هذه الطّفرات نمو الخلايا بشكل لا يُسيطَر عليه، وتستمرّ في البقاء ولا تموت مثل الخلايا الطبيعية، مما يؤدي إلى تراكمها وتسببها في تشكيل ورم في البلعوم، وما يزال سبب حدوث هذه الطفرات الجينية غير معروف، لكن حدّد الأطباء العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان البلعوم؛ لتجنبها قدر الإمكان، وفي ما يلي ذكر بعضها:[٤]
- التبغ بأشكاله كافة، سواء من خلال مضغه كما هو، ويسود هذا الأمر عند كثير من الشعوب، أو من خلال لفّه في شكل سجائر، ففي الأحوال كلها هذه المادة من أكثر المواد ضررًا على الجسم البشري.
- شرب الكحول بشكل مفرط؛ إذ يؤدي إلى إتلاف الخلايا المبطنة لمنطقة البلعوم، ويجعل الأنسجة معرضة لهجوم الخلايا السرطانية الخبيثة.
- عدم الالتزام بنظام غذائي متوازن يعود على الجسم بكثير من الآثار السلبية، ومن بينها إضعاف مناعة الجسم، والتعرّض لمهاجمة مثل هذه الخلايا الخبيثة.
- العدوى بفيروس ينقل عن طريق الاتصال الجنسي يُسمّى بـفيروس الورم الحليمي البشري.
- الإصابة بـارتداد الأحماض المعدي المريئي.
بمعرفة الشخص لعوامل الخطر التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض تُتجنّب هذه العوامل للحماية من الإصابة بالمرض.
أعراض سرطان البلعوم
من الضروري التعرف إلى الأعراض التي تصاحب هذا المرض ليستطيع الشخص الكشف المبكر عنه في حال الاصابة به، وهي في أغلب الحالات تتمثل بما يلي:[٣][٤]
- التورم في الغدد الليمفاوية في منطقة العنق، وهذه العلامة من أكثر العلامات التي كُشِف بها عن أكثر من نصف حالات سرطان البلعوم.
- الالتهاب المتكرر في منطقة الحلق من جهة واحدة، وعدم شفائه مع تكرار العلاج.
- وجود ألم قوي في الحنجرة، ويمتد ليصل إلى الأذنين.
- معاناة صعوبة في عملية البلع، الأمر الذي يترتب عليه فقدان الشهية، ونقصان الوزن.
- التغيير في نبرة الصوت، والحشرجة أثناء الحديث، أو الغناء، أو الصراخ.
أنواع سرطان البلعوم
هناك عدة أنواع رئيسة وفرعية من السرطانات التي تصيب البلعوم، وتشمل الشائعة منها ما يلي:[٥]
- سرطان الخلايا الحرشفية: يتطور في الخلايا المسطّحة التي تبطّن الحلق والبلعوم، وتشبه خلاياه قشور السمك تحت المجهر، ويُعدّ أكثر الأنواع شيوعًا.
- سرطان الخلايا الغدية: يبدأ هذا النوع في الخلايا الغدّية في البلعوم والحلق.
- الساركوما: تُعدّ أقلّ أنواعه شيوعًا، وتنشأ في ألياف العضلات في الرقبة.
تشمل أنواع سرطان البلعوم وفقًا للمنطقة التي يبدأ فيها تشكّل الخلايا الخبيثة ما يلي:[٤]
- سرطان البلعوم الأنفي: الذي يبدأ في الحلق خلف الأنف.
- السرطان الفموي البلعومي: يصيب الجزء الفموي من البلعوم الذي يحتوي على اللوزتين.
- السرطان الحنجري البلعومي: يبدأ في نهاية البلعوم المسمّى بالبلعوم الحنجري الموجود فوق المريء والقصبات الهوائية.
- السرطان المزماري: إذ يصيب الحبال الصوتية.
- سرطان فوق المزمار: هو الذي ينشأ في الجزء العلوي من الحنجرة، ويشمل السرطان الذي يصيب لسان المزمار (قطعة غضروفية تمنع الطعام من الدخول إلى القصبة الهوائية).
- سرطان تحت المزمار: الذي يبدأ أسفل الأحبال الصوتية في الجزء السفلي من الحنجرة.
تشخيص سرطان البلعوم
يبدأ تشخيص سرطان البلعوم بسؤال المريض عن الأعراض وإجراء الفحص البدني، وقد يستخدم الطبيب تنظير الحلق لرؤية التغيّرات داخله، وتساعد فحوصات التصوير؛ مثل: التصوير بالاشعّة السينية، أو الأشعّة المقطعية، أو التصوير بالرنين المغناطيسي في معرفة مدى انتشار السرطان.[٣]
وقد يوصي الطبيب بإجراء خزعة، وهذا ينطوي على أخذ عينة من أنسجة الحنجرة أو خلاياها لفحصها في المختبر، وتساعد في معرفة نوع السرطان الموجود في البلعوم، وتحدد مرحلته، وأفضل طريقة لعلاجه.[٣]
مراحل سرطان البلعوم
يعد تقييم مرحلة سرطان البلعوم من أهم العوامل في تحديد طرق العلاج، وتشتمل مراحل سرطان البلعوم على ما يلي:[٥]
- المرحلة الأولى: يكون الورم صغيرًا وحجمه لا يتجاوز 2 سم أو أقلّ، ويقتصر وجوده على الحلق فقط.
- المرحلة الثانية: يتراوح حجم الورم في هذه المرحلة ما بين 2-4 سم، لكن يبقى محصورًا داخل الحلق، ولا ينتشر إلى العقد الليمفاوية أو الأنسجة البعيدة.
- المرحلة الثالثة: يزداد نمو الورم في هذه المرحلة وينتشر إلى ما بعد الحنجرة، إذ قد يمتد إلى الأنسجة والأعضاء القريبة، وقد ينتشر السرطان في هذه المرحلة إلى الغدد الليمفاوية القريبة.
- المرحلة الرابعة: قد يكون السرطان بأي حجم، ويبقى في الرقبة أو قد ينتشر إلى العديد من الغدد الليمفاوية، أو قد ينتشر إلى أجزاء الجسم البعيدة، مثل الرئتين.
علاج سرطان البلعوم
إنّ الأمر المهم في علاج المرض هو المحافظة على أداء الوظيفة الطبيعية من إصدار الصوت والبلع، لهذا في أغلب الحالات يُنفّذ العلاج من خلال تناول الأدوية الكيميائية، أو تعريض البلعوم للأشعّة الكيميائية؛ مما يُسهّل في الحالات المتقدّمة تنفيذ عملية استئصال جراحي، وتشمل أسباب استخدام هذه الطّرق العلاجية ما يلي:[٦]
- العلاج الإشعاعي، بما في ذلك العلاج المعدّل لمنع الخلايا السرطانية من الانقسام، وإبطاء نمو الورم، كما يدمّر هذه الخلايا، ويقلّص أو يزيل الأورام، ويسمح العلاج المعدّل بجرعات إشعاع أكثر فاعلية ذات آثار جانبية أقلّ من العلاج الإشعاعي التقليدي.
- العلاج الكيميائي مع العلاج الإشعاعي، حيث استخدامهما بديلين من الجراحة، ويُنفّذان بعدها لتقليل خطر عودة السرطان، وإبطاء نمو الورم، والسيطرة على الأعراض عندما يتعذّر علاج السرطان.
- الجراحة، في معظم الحالات تصبح مطلوبة إذا عاد الورم بعد العلاج الكيميائي، فإن كان صغيرًا تُجرى الجراحة باستخدام الليزر، أمّا الأورام الكبيرة فتتطلب إجراء شقّ تقليدي لاستئصال الورم.
المراجع
- ↑“Lungs and Respiratory System”, kidshealth.org, Retrieved 9-11-2019. Edited.
- ↑“PHARYNGEAL CANCER”, www.nyp.org, Retrieved 9-11-2019. Edited.
- ^أبتثBrenda McBean, “What are the facts about throat cancer?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 9-11-2019. Edited.
- ^أبت“Throat cancer”, www.mayoclinic.org, Retrieved 9-11-2019. Edited.
- ^أب“Throat cancer”, www.cancercenter.com, Retrieved 9-11-2019. Edited.
- ↑“Pharyngeal Cancer”, cedars-sinai, Retrieved 9-11-2019. Edited.
