تحرير غرب طرابلس..نصر ساحق لـ”الوفاق” (تحليل إخباري)

تحرير غرب طرابلس..نصر ساحق لـ"الوفاق" (تحليل إخباري)

Turkey

إسطنبول/ مصطفى دالع/ الأناضول

 – انتصارات متتالية لقوات الوفاق تطرد حفتر من معظم المنطقة الغربية
– سيطرت على صرمان وصبراتة وعلى كامل الطريق الدولي مع تونس و5 بلدات جنوب مدن الشريط الساحلي 
– قد تشهد المرحلة المقبلة تركيز قوات الوفاق على ترهونة وبلدات النواحي الأربعة، أو ما يسمى بالقوس الشرقي لمعركة طرابلس، وحينها ستكون مليشيات حفتر محاصرة بالكامل في أحياء جنوبي العاصمة

حققت قوات الحكومة الليبية، الإثنين، انتصارا كبيرا وغير متوقع، بعد أن استرجعت مدينتين استراتيجيتين من مدن غلاف العاصمة طرابلس، اللتين تقعان على الطريق الساحلي الحيوي، الرابط بين طرابلس وتونس، بالإضافة إلى 5 بلدات غرب طرابلس.

ويأتي تحرير مدينتي صرمان (60 كلم غرب طرابلس) وصبراتة (70 كلم عرب طرابلس) بعد يوم واحد فقط من صدها هجوما عنيفا على منطقة أبوقرين، البوابة الجنوبية الشرقية لمدينة مصراتة الاستراتيجية (200 كلم شرق طرابلس).

وبعد هذا الانتصارات، أصبحت كامل المدن الساحلية الرئيسية غرب طرابلس بيد حكومة الوفاق، على غرار الزاوية (50 كلم غرب طرابلس)، صرمان، صبراتة، مليتة (80 كلم غرب طرابلس)، زوارة (100 كلم غرب طرابلس)، أبو كماش (170 كلم غرب طرابلس) وصولا إلى معبر راس جدير على الحدود التونسية.

كما سيطرت قوات الوفاق على جميع البلدات الخمس الواقعة بين الشريط الساحلي وجبل نفوسة (الجبل الغربي) والتي دخلتها مليشيات حفتر، بعد اقتحام قوات الوفاق قاعدة الوطية الجوية، في مارس/آذار الماضي، وهي: العجيلات، الجمَيَّل، رقدالين وزلطن، والعسة.

ولم يبق لحفتر في المنطقة الغربية، سوى قاعدة الوطية الجوية، الواقعة تحت رحمة غارات طيرات الوفاق، بالإضافة إلى بلدات معزولة في الجبل الغربي مثل الأصابعة والعربان، أما مدينة الزنتان، فتم تحييدها بسبب الانقسام الداخلي الذي يشل حركة أنصار حفتر بها.

** التفوق الجوي والحاضنة الشعبية.. سر الانتصار

ولعب عاملان الدور الرئيسي في تحقيق انتصارات قوات الوفاق المتتالية والسريعة على مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر:

أولهما: تكريس طيران الوفاق هيمنته على سماء المعركة في المنطقة الغربية منذ اقتحام قوات الوفاق قاعدة الوطية الجوية، في 25 مارس/آذار الماضي، وأسرهم 27 عنصرا من مليشيات حفتر، بينهم طيارون وفنيو طيران.

تلا الاقتحام، غارات مكثفة على قاعدة الوطية، التي تعتبر الأكبر والوحيدة لحفتر التي تغطي كامل المنطقة الغربية، مما أدى إلى تحييدها، خاصة بعد تدمير 3 طائرات من نوع سوخوي 22، كانت رابضة بالقاعدة، وطائرة مسيرة أسقطت جنوب بلدة العجيلات (80 كلم جنوب غرب طرابلس).

ودخلت قوات الوفاق، صرمان وصبراتة، بتفوق جوي مطلق، في حين عجزت مليشيات حفتر عن توفير أي إسناد جوي لعناصرها في المدينتين.

وحتى بعد أن حاولت مليشيات حفتر بصبراتة إرسال دعم لعناصرها بصرمان مع بداية الهجوم، تمكن طيران الوفاق من قصف رتل الدعم وتشتيته، ما أدى إلى سقوط صرمان بتلك السرعة.

ثانيهما: أن قوات الوفاق تمتلك حاضنة شعبية واسعة في صرمان وصبراتة، بل واحتضنت طرابلس عددا كبيرا من شباب المدينتين، الذين أُخرجوا منهما بسبب الخيانة وأساليب الخداع التي استعملها حفتر للتغلغل داخلهما.

لذلك فأبناء صرمان وصبراتة تصدروا قوات الوفاق التي هاجمت مليشيات حفتر في المدينتين، بحكم معرفتهم الجيدة لمداخل المدينة ومخارجها، وتواصلهم المسبق مع أفراد داخل المدينتين من أجل الاستعلام، وهو ما وصفته صفحات موالية لمليشيات حفتر بأنها “تعرضت للخيانة”.

وتشبه خطة تحرير صرمان وصبراتة، عملية تحرير مدينة غريان (100 كلم جنوب طرابلس)، في 26 يونيو/حزيران 2019، من خلال هجوم بري سريع من خارج المدينة تسبقه غارات جوية مكثفة، وتحرك خلايا نائمة من داخل المدينة لإرباك مليشيات حفتر ودفعها للانهيار والانسحاب السريع.

** كيف انضمت صرمان وصبراتة لعدوان طرابلس في 2019؟

بدأت عمليات توغل مليشيات حفتر بصبراتة، في مارس/آذار 2017، تحت شعار مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، الذي انكشف أمره حينها، بالتنسيق مع كتائب موالية لحكومة الوفاق، أما صرمان فتسللت إليها مليشيات حفتر تحت شعار مكافحة الهجرة غير النظامية في سبتمبر/أيلول 2017، واشتبكت مع كتيبة موالية لحكومة الوفاق، وطردتها من المدينة.

ومع بداية هجوم حفتر على طرابلس في 4 أبريل/نيسان 2019، انضمت المدينتين وقواتهما الأمنية إلى مليشياته على غرار مدينتي غريان وترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس).

وأصبحت هذه المدن الأربعة الموالية لحكومة الوفاق (ترهونة، غربان وصبراتة وصرمان)، الركائز الأربعة التي حاول جنرال الشرق تثبيت قواته بالمنطقة الغربية، بعد خسارته لمدينة الزنتان (170 كلم جنوب غرب طرابلس) إثر انقسامها بين أنصاره ومؤيدي حكومة الوفاق.

كانت خطة حفتر للسيطرة على طرابلس، تعتمد على الهجوم من ثلاث محاور؛ المحور الشرقي وينطلق من ترهونة، ومحور غربي ينطلق من صبراتة وصرمان، ومحور جنوبي وهو القلب، وينطلق من غريان.

في بداية الهجوم ظهر أن محور صبراتة وصرمان، كنقطة ضعف حفتر، بعد أن تلقى فيه هزيمة قاسية، إثر أسر أكثر من 120 من عناصره وخسارة نحو 40 آلية مسلحة، وفرار قادة الكتيبة، ما أدى إلى تجميد هذا المحور بالكامل، رغم بعض المناوشات مع كتائب الزاوية التابعة لقوات الوفاق مؤخرا، بهدف دفعها لسحب مقاتليها المتمرسين من جبهات القتال جنوبي طرابلس.

وبسقوط صرمان وصبراتة وقبلهما غريان، يكون حفتر خسر ثلاث ركائز لعمليته العسكرية، ولم يبق له سوى ترهونة، التي لوحت قوات الوفاق بإمكانية شن عملية عسكرية قريبا لتحييدها.

وقد تشهد المرحلة المقبلة تركيز قوات الوفاق على ترهونة وبلدات النواحي الأربعة (سوق الخميس امسيحل، سوق السبيعة، سوق الأحد، سوق السبت)، أو ما يسمى بالقوس الشرقي لمعركة طرابلس، وحينها ستكون مليشيات حفتر محاصرة بالكامل في أحياء جنوبي العاصمة.

Source: Aa.com.tr/ar

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *