أحسن علاج لمرض السكريّ

}
مرض السكري
يحتوي جسم الإنسان على العديد من الهرمونات التي تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على وظائف الجسم المختلفة، ومن هذه الهرمونات هرمون الإنسولين، والذي يُفرَز من البنكرياس استجابةً لارتفاع مستوى السكر بالدم، خاصة بعد تناول الطعام؛ بهدف السيطرة على مستوى السكر في الدم، ذلك بالسماح للسكر للدخول إلى الخلايا ليُستخدم مصدرًا للطاقة.
وفي حال حدوث خلل سواء في إفراز هرمون الإنسولين من البنكرياس، أو استجابة الخلايا للإنسولين؛ فإنّه يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، وهو مرض مزمن يستمر مدى الحياة يحدث فيه ارتفاع مستوى السكر في الدم على المستوى الطبيعي، ويُقسّم مرض السكري نوعين أساسين؛ النوع الأول أو ما يُسمّى السكري المعتمد على الإنسولين، والذي يتميز بعجز البنكرياس عن إنتاج هرمون الإنسولين نتيجة إصابته بمرض مناعي، أو عدوى فيروسية، أو التعرض لمواد سامة مما يسبب إتلاف خلايا بيتا المسؤولة عن إفراز الإنسولين، وتحدث الإصابة به في مراحل مبكرة من عمر الإنسان.
أما النوع الثاني للسكري أو ما يُسمى السكري غير المعتمد على الإنسولين، فعادة ما تحدث مقاومة للإنسولين الذي يُفرَز بواسطة خلايا الجسم وعدم استجابة له، مما يسبب زيادة في مستوى السكر في الدم.[١]
‘);
}
علاج مرض السكري
تتعدد العلاجات المستخدمة في علاج مرض السكري. وفي ما يأتي بيان لكل منها:
العلاج الدوائي
تتنوع العلاجات الدوائية المستعملة في معالجة السكري؛ كالإنسولين، والعلاجات الفموية، بالإضافة إلى العلاجات الأخرى. وفي ما يأتي توضيح لكل منها:
- العلاج بالأنسولين، إذ يُعدّ الخيار الأولي في معالجة السكري النوع الأول؛ نتيجة فشل البنكرياس في إفراز هرمون الإنسولين بشكله الطبيعي، والذي يُعطى في شكل حقن، أو باستخدام مضخة للإنسولين تُزوّد الجسم بكمية معينة من الإنسولين بناءً على مستوى السكر في الدم. وتوجد خمسة أنواع من الإنسولين تُحقَن. وتتضمن ما يأتي:[٢]
- الإنسولين سريع المفعول، إذ يبدأ بالعمل بعد دقائق قليلة من إعطائه سواءً حُقنًا أو استنشاقًا؛ لذلك يُفضل إعطاؤه قبل الوجبة، وتستمر فاعليته من ساعتين لغاية أربع ساعات، ويُعطى إلى جانب الإنسولين طويل المفعول في معالجة السكري النوع الأول، مع ضرورة الانتباه إلى عدم إمكانية إعطائه للمدخنين، أو الذين يعانون من أمراض الرئة المزمنة.
- الإنسولين قصير المفعول، الذي يبدأ بالعمل بعد 30 دقيقة من إعطائه لتستمر فاعليته من 3 إلى 6 ساعات.
- الإنسولين متوسط المفعول، الذي يستلزم من ساعة إلى ساعتين لبدء مفعوله ليستمر إلى 18 ساعة كحد أقصى.
- الإنسولين طويل المفعول، إذ يبدأ مفعوله بعد ساعة إلى ساعتين من إعطائه لتستمر فاعليته أكثر من 24 ساعة، -وكما ذُكر سابقًا- فإنّه يُستخدم مع الإنسولين سريع المفعول، كما يتميز بإمكانية إعطائه للمصابين بالنوع الثاني للسكري.
- الإنسولين فائق المفعول، يبدأ بالعمل بعد ساعة أو ساعتين لتستمر فاعليته لما يصل إلى 42 ساعة.
- العلاج الفموي، توجد العديد من العلاجات الفموية التي تُستخدم في معالجة السكري النوع الثاني؛ ذلك لقدرتها على خفض مستوى السكر في الدم، أو زيادة فاعلية الإنسولين في الجسم. وتتضمن العلاجات الفموية ما يأتي:[٣]
- ميتفورمين، الذي يُعدّ العلاج الأساسي المستخدَم في معالجة النوع الثاني للسكري، وتتمثل آليه عمله بقدرته على خفض مستوى السكر في الدم من خلال تقليل إنتاج الكبد لسكر الغلوكوز، بالإضافة إلى مساهمته في زيادة حساسية الأنسجة العضلية لهرمون الإنسولين في الجسم، وبالتالي زيادة امتصاص الغلوكوز.
- ثيازوليدينديون، تُعدّ بيوغليتازون وروسيغليتازون من أهم الأمثلة، والتي تعمل بفاعلية لتقليل إنتاج سكر الغلوكوز من الكبد، إضافةً إلى قدرته على تحسين من تأثير الإنسولين في العضلات والدهون.
- مثبطات ببتيديز 4 ثنائي الببتيديل، إذ تتميز بقدرتها على زيادة ارتباط سكر الغلوكوز في الدم من دون أن تسبب انخفاضًا في مستوى السكر في الدم كباقي الأدوية؛ ومن أهم أمثلتها: ساكساجلبتين، وسيتاجليبتين، وألوجلبتين.
- مثبطات ألفا جلوكوزيداز، إذ تساهم في السيطرة على مستوى السكر في الدم، خاصةً بعد تناول الطعام، ذلك من خلال تثبيط عملية تكسير النشويات المتناولة إلى سكر الغلوكوز، ويُعدّ أكاربوز وميجليتول من أهم الأمثلة.
- الميجليتينايدز، حيث إناتيغلينيد وريباغلينيد من أهم أمثلتها، والتي تساهم في انخفاض مستوى السكر في الدم من خلال تحفيز البنكرياس على إنتاج هرمون الإنسولين.
- منحيات حامض الصفراء، تساهم في خفض مستويَي الكولسترول والسكر في الدم.
- ناقل مشارك صوديوم/جلوكوز 2، إذ تساهم في انخفاض مستوى السكر في الدم من خلال زيادة طرح سكر الغلوكوز في البول؛ ذلك بتثبيط عملية إعادة الامتصاص في الكلى، ويُعدّ كاناجليفلوزين وداباغليفلوزين من أهم الأمثلة.
- سلفونيليوريا؛ مثل: غليبيزيد، وغليمبريد، وكلوربروباميد، التي تسبب زيادة في إنتاج هرمون الإنسولين من خلال تحفيزها للبنكرياس.
- ناهضات مستقبل الببتيد الشبيه بالجلوكاجون-1، فإلى جانب استخدامها في معالجة السكري النوع الثاني فإنّها تساهم في فقدان الوزن لدى المصاب، والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ ومن أهم أمثلتها: ليراجلوتايد، ودولاجلوتيد، وسيماغلوتايد، وألبيغلوتايد.
- علاجات أخرى، توصلت بعض التجارب الحديثة إلى وجود عدة طرق أخرى تساهم في معالجة السكري، لكنها تُستخدَم بشكل قليل في ذلك. وتتضمن ما يأتي:[٣]
- البنكرياس الصناعي، الذي يُعرَف أيضًا باسم نظام الحلقة المغلقة الهجين، إذ يُتَمَكّن من خلاله من قياس مستوى الغلوكوز في الدم كل خمس دقائق، وبناءً عليه تُعطى الكمية المناسبة من الإنسولين أوغلوكاغون، كما يتميز بإمكانية عمله أثناء النوم، مما يُسهّل على المصاب عدم الاستيقاظ ليلًا لفحص مستوى السكر في الدم أو تناول الدواء، كما يتيح فرصة المراقبة عن بُعد عبر الأطباء، أو مقدمي الرعاية، أو الوالدين للتأكد من عمله.
- جراحات علاج البدانة، إذ تساهم في عودة مستوى السكر في الدم إلى الوضع الطبيعي، خاصة لدى المصابين بالسمنة.
- زرع أنسجة جزر البنكرياس، عادة ما تُستخدَم هذه الطريقة في معالجة السكري النوع الأول؛ نظرًا لمهاجمة جهاز المناعة لخلايا جزر لانجرهانز الموجودة في البنكرياس، والمسؤولة عن إنتاج هرمون الإنسولين في الجسم لتسبب تلف الخلايا، وانخفاض فمستوى الإنسولين في الجسم.
العلاج بالأعشاب
توجد بعض الأعشاب التي تؤثر إيجابيًا في علاج مرض السكري، وتساهم في التخفيف من أعراض المرض، والتقليل من المضاعفات الناجمة عنه؛ لذلك تُستخدَم إلى جانب العلاجات الدوائية التي ذُكِرَت سابقًا. ومن أهم الأعشاب المستخدمة ما يأتي:[٤]
- الحنظل، إذ أثبتت بعض الدراسات فاعلية الحنظل في التقليل من أعراض مرض السكري، وتتعدد الطرق التي يمكن فيها استخدام نبتة للحنظل، منها ما هو شرب اللب، أو تناول البذور نفسها، أو في شكل مكمل غذائي.
- الخرفيش، يتميز الخرفيش بامتلاكه خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب، مما يعود بالفائدة على المصابين بمرض السكري.
- القرفة، تشير العديد من الدراسات إلى فاعلية القرفة في تقليل مستوى السكر في الدم، وزيادة حساسية الإنسولين في الجسم، بالإضافة إلى مساهمتها في تقليل مستوى كلّ من الكولسترول وبروتين دهني منخفض الكثافة أو ما يُعرَف باسم الكولسترول السيء والدهون الثلاثية، إلى جانب قدرته على زيادة مستوى الكولسترول الجيد في الدم.
- الحلبة، تقلل بذور الحلبة من مستوى السكر بالدم، ويُعزى ذلك إلى فاعليتها في زيادة مستوى الإنسوليين، إضافة إلى احتوائها على ألياف ومواد كيميائية تقللان من عملية هضم السكر والكربوهيدرات، كما تتعدى فوائد الحلبة إلى قدرتها على خفض مستوى الكولسترول في الجسم.
- جيمنيما، وجدت بعض الدراسات أنّ تناول المصاب بالسكري لنبتة الجيمنيما لمدة طويلة ما يقارب 18 شهرًا يخفّض مستوى السكر في الدم، وكذلك ارتفاع مستوى الإنسولين.
- الزنجبيل، إلى جانب فوائد الزنجبيل في معالجة الالتهابات ومشاكل الهضم، فقد توصل بعض الباحثين إلى مساهمة الزنجبيل في خفض مستوى السكر في الدم من دون تأثير في مستوى الإنسولين، ذلك من خلال قدرته على تقليل مقاومة الإنسولين لدى المصابين بالسكري النوع الثاني.
- ألوفيرا، تتعدد فوائد نبية الألوفيرا إلى كونها تُستخدَم في العناية بالجلد والبشرة، إذ إنّها تُستخدَم لدى المصابين بمرض السكري، إذ تتميز باحتوائها على خصائص مضادة للأكسدة تساهم في حماية وتجديد خلايا بيتا الموجودة بالبنكرياس، والمسؤولة عن إنتاج هرمون الإنسولين، وبالتالي تقلّل من تقاقم مرض السكري النوع الثاني، وتُستخدم إما مكمّلًا غذائيًا في شكل كبسولات، أو شرب هلام لبّ نبية الألوفيرا.
نصائح للمصابين بمرض السكري
توجد عدة نصائح مهمة لمرضى السكري ينبغي اتباعها؛ ذلك لتأثيرها الإيجابي في الحالة المرضية لدى المصاب، وتتضمن ما يأتي:[٥]
- الابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة المحتوية على كميات كبيرة من السكر، والتي تؤثر سلبًا في مرضى السكري وتؤدي إلى تفاقم مرضهم. ومن أهم هذه الأغذية التي ينبغي تجنبها ما يأتي:
- المشروبات السكرية، والمشروبات الغازية، وعصائر الفواكه.
- الأطعمة المُعلّبة، والمُعدّلة وراثيًا؛ كفول الصويا، والذرة.
- الزيوت المهدرجة؛ كزيت فول الصويا، والزيوت النباتية، وزيت بذرة القطن.
- الكحول.
- حليب البقر، ومنتجات الألبان.
- البقوليات المحتوية على الجلوتين -كالقمح-.
- ممارسة الرياضة بانتظام لمساهمتها في السيطرة على مستوى السكر في الدم، ودعم عمليات الأيض وحرق الدهون، إذ يُنصح بالمشي يوميًا بما يقارب من 20-30 دقيقة، بالإضافة إلى ممارسة مختلف أنواع الرياضات؛ كاليوغا، وتمارين الحرق، وتمارين الشد، وغيرها.
- اتباع نظام غذائي صحي، والتركيز على تناول الأطعمة المفيدة للمصاب بالسكري. والتي تتضمن ما يأتي:
- الأطعمة الغنية بالبروتينات؛ كالأسماك، واللحم البقري، والدجاج، والبيض، والعدس.
- الدهون الصحية؛ كزيت جوز الهند، وزيت النخيل الأحمر.
- الأطعمة الغنية بالألياف؛ كالخضروات، والأفوكادو، وبذور الشيا، وبذور الكتان، والمكسرات.
- الأطعمة المحتوية على الكروميوم؛ كالبروكلي، وخميرة البيرة، والفاصولياء الخضراء.
- الأطعمة المحتوية على المغنيسيوم؛ كالسبانخ، وبذور اليقطين، والزبادي، واللوز، والفاصولياء السوداء.
أعراض مرض السكري
ينجم عن الإصابة بمرض السكري ظهور العديد من الأعراض لدى المصاب، والتي تتضمن ما يأتي:[٦]
- عدم وضوح الرؤية.
- فقدان الوزن.
- الشعور بالتعب الشديد.
- زيادة الشعور بالجوع والعطش.
- ظهور تقرحات صعبة الإلتئام.
- التبول باستمرار.
- انخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجال، بالإضافة إلى ضعف الانتصاب، وضعف قوة العضلات.
- زيادة فرصة الإصابة بالالتهابات البولية وعدوى مهبلية بالخميرة لدى النساء، إضافة إلى وجود جفاف وحكة بالجلد.
المراجع
- ↑Melissa Conrad Stöppler (7-3-2019), “Diabetes Symptoms, (Type 1 and Type 2)”، www.medicinenet.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
- ↑Jennifer Robinson (12-1-2018), “Understanding Diabetes — Diagnosis and Treatment”، www.webmd.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
- ^أبAdam Felman (16-11-2018), “How to treat diabetes”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
- ↑Jon Johnson (7-3-2019), “Seven herbs and supplements for type 2 diabetes”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
- ↑“How to Reverse Diabetes Naturally”, draxe.com, Retrieved 16-7-2018. Edited.
- ↑Stephanie Watson (4-10-2018), “Everything You Need to Know About Diabetes”، www.healthline.com, Retrieved 11-10-2019. Edited.
