}
مرض هشاشة العظام
تُعدّ هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis) من الأمراض الشائعة في العالم، وخاصة في الشرق الأوسط وإفريقيا، وبالرجوع إلى إحصائية أجريت في الأردن في عام 2008؛ يٌقدر أنّ هناك ما يعادل 1008 إصابة بكسور في منطقة الحوض تحدث خلال العام الواحد، ويُقدر بحلول عام 2050 أنّ معدل الإصابة قد يزداد إلى أربعة أضعاف.[١] وقد عرّفت منظمة الصحة العالمية هشاشة العظام على أنّها مرض يتسبب بنقصان كتلة العظم والأنسجة الدقيقة المكونة له، مما يؤدي إلى ضعف العظام وهشاشتها، وبذلك تزيد فرصة تعرّضها للكسور،[٢]فالعظم السليم يمر بعمليات متوازنة من الهدم والبناء بشكل مستمر، وإنّ حدوث خلل في هذا التوازن يتسبب بمعاناة الشخص من الهشاشة؛ أي بمعنى آخر يمكن القول إنّ تراجع عمليات البناء أو سيطرة عمليات الهدم وزيادتها عن المعدل الطبيعي يؤدي إلى جعل العظام هشةً وأكثر عرضة للكسر.[٣]
العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام
هناك العديد من العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام، ومن هذه العوامل ما يأتي:
‘);
}
- التقدم في العمر؛ حيث تصل العظام إلى أعلى كتلة لها عند بلوغ الإنسان الثلاثين من العمر، وبعد ذلك يبدأ الجسم بفقدان جزء من نسيجه العظميّ.[٤]
- الجنس؛ تُعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مقارنة بالرجال، ويُعزى ذلك لانخفاض الكتلة العظمية لديهن وصغر حجم العظام.[٥] ويجدر التنويه إلى أنّ انخفاض هرمون الإستروجين في الجسم عند بلوغ المرأة سن اليأس يزيد من احتمالية هدم العظام، وهذا بدوره يزيد احتمالية المعاناة من هشاشة العظام.[٦]
- طبيعة أو نمط الحياة؛ إذ إنّ التدخين وشرب الكحول من الأمور التي تزيد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام، وكذلك ترتفع احتمالية الإصابة بهشاشة العظام في حال عدم تناول الشخص ما يحتاجه من الكالسيوم وفيتامين د.[٧]
- العوامل الوراثية؛ حيث إنّ تعرّض أحد الوالدين خاصة لكسورٍ في الحوض يزيد من احتمالية الإصابة بالهشاشة لدى الأبناء.[٨]
- العِرق: إذ إنّ الشعوب القوقازية والآسيوية هي من أكثر الشعوب إصابة بالهشاشة.[٨]
- تناول بعض الأدوية؛ مثل بعض أدوية الصرع، ومضادات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotics)، وبعض الأدوية التي تستخدم في حالات زراعة الأعضاء، والعلاج الكيميائي، والهرمونات القشرية السكرية (بالإنجليزية: Glucocorticoid) التي تستخدم في علاج بعض الأمراض الالتهابية المزمنة كالتهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، وغيرها.[٩][١٠]
- اختلال التوازن الهرموني الذي قد يظهر كتأخرٍ في سن البلوغ لدى الفتيات، أو انقطاع الطمث في عمر مبكر (بالإنجليزية :Amenorrhea).[٩]
أعراض هشاشة العظام
لا يُعاني المصاب في العادة من أية أعراض، وغالباً ما تكون الكسور أولى علامات وأعراض هشاشة العظام، وتُعتبر عظام المعصم، والساعد، والعمود الفقري، والحوض الأكثر عرضة للكسور، ومن الجدير بالذكر أنّ الكسر قد ينتج عن فعل بسيط كالسعال، وقد تترتب على هشاشة العظام معاناة المصاب من نقصان في الطول بسبب انحناء ظهره نتيجةً لإصابة عظام عموده الفقريّ بالهشاشة، ومن جهة أخرى فإنّ تعرّض عظام الحوض للهشاشة قد يجعل ممارسة الأنشطة اليومية أمراً صعباً وقد يتسبب بوفاة المصاب على المدى البعيد.[٧]
تشخيص الإصابة بهشاشة العظام
يتم تشخيص الإصابة بهشاشة العظام من خلال إجراء فحص كثافة العظم (بالإنجليزية: DXA) لمنطقتي الحوض وأسفل الظهر، ويمكن إجراء فحص كثافة العظم لأسفل القدم واليد في بعض الحالات، ولا بد من معرفة التاريخ العائلي والطبي للمصاب، وسؤاله عن العوامل التي تزيد احتمالية إصابته بالهشاشة مثل تناول الهرمونات القشرية السكرية، ويقوم الطبيب كذلك بفحص المصاب جسدياً لملاحظة حدوث تغير في الطول أو تقوسٍ في الظهر، هذا وقد يطلب الطبيب إجراء فحوصاتٍ مخبرية كفحص تعداد الدم، وتركيز فيتامين د، والكالسيوم، والفوسفور في الدم، ونسبة وفحص هرمون الغدة الدرقية، وغيرها.[١١]
الوقاية من هشاشة العظام
هناك العديد من الخطوات الوقائية التي يمكن اتخاذها لمنع حدوث هشاشة العظام، نذكر منها ما يلي:
- تناول كميات كافية من الكالسيوم بشكل يوميّ؛ أي بما يعادل 1000 ملغ للنساء والرجال دون سن الخمسين، و1200 ملغ للرجال فوق السبعين من العمر وللنساء فوق سن الخمسين، ومن مصادر الكالسيوم الحليب، ومشتقات الألبان، والخضراوات الورقية كالبروكلي، وبعض الحبوب المدعمة به. وتجدر الإشارة إلى أنّ تناول فيتامين د يساعد على امتصاص الكالسيوم، وتُقدّر حاجة الإنسان اليومية منه ما يُعادل 600 وحدة دولية تحت سن السبعين و800 وحدة دولية فوق السبعين من العمر.[١٢] ويمكن الحصول على فيتامين د بالتعرّض لأشعة الشمس دون استعمال واقٍ، وتنصح منظمة هشاشة العظام العالمية بالتعرض لأشعة الشمس ما بين الساعة 11 صباحاً والثالثة مساء لمدة 10 دقائق يومياً خلال شهرأيار إلى شهر أيلول، ويُنصح كبارالسن الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بالشكل الكافي، والنساء المُرضعات، والحوامل بأخذ مكملات غذائية تحتوي على 400 وحدة من فيتامين د يومياً.[١٣]
- الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول.[١٢]
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام كرياضة الجري والتسلق؛[١٤] وذلك لدور الرياضة في زيادة مرونة العضلات والتوازن، مما يقلل من خطر الوقوع والتعرض للكسر، ويُنصح بممارسة الرياضة بما يعادل 30-40 دقيقة ثلاث إلى أربع مرات في الأسبوع.[١٥]
- تجنب التعرّض للسقوط؛ حيث إنّ كبار السن، والذين يعانون من ضعف البصر أو مشكلة في التوازن، والذين يستخدمون بعض الأدوية التي تُسبّب الدوار وعدم التركيز يكونون أكثر عرضة للسقوط؛ فيتوجب عليهم توخي الحذر والقيام بإجراءات حماية كالقيام بالتمارين الرياضية التي تجعلهم أكثر مرونة واتزاناً، وإزالة كل ما يجعل الأرض زلقة، وإخبار الطبيب بشأن أعراض عدم التوازن والدوار للكشف عن السبب وعلاجه.[١٦]
علاج هشاشة العظام
غالباً ما يتم علاج هشاشة العظام بتناول بعض المكملات الغذائية وبعض الأدوية بالاعتماد على حالة المصاب، ومن هذه العلاجات عامة ما يلي:[١٧]
- مكملات الكالسيوم بجرعة 1000-1200 مليجرام بالإضافة إلى فيتامين د بجرعة 600-800 وحدة دولية يومياً.
- ممارسة التمارين الرياضية بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي كما ذكرنا سابقاً.
- أدوية البيسفوسفونات (بالإنجليزية: Bisphosphonate) مثل اباندرونات (بالإنجليزية: Ibandronate)، وزوليدرونيك أسيد (بالإنجليزية: Zoledronic acid)، وريزدرونات (بالإنجليزية: Risedronate).
- دواء رالوكسيفين (بالإنجليزية: Raloxifene).
- دواء كالسيتونين (بالانجليزية: Calcitonin).
المراجع
- ↑” ,fact and statistics ,Key statistics for Middle East and Africa”, www.www.iofbonehealth.org, Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ↑ Brian K. Alldredge,Robin L. Corelli , Michael E. Ernst and others , Koda-Kimble and Young’s Applied Therapeutics: The Clinical Use of Drugs 10th Edition , Page 2417, Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ↑“OSTEOPOROSIS ,Alterations in bone formation and resorption”, www.emedicine.com, Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ↑Matthew B Dobbs,Joseph Buckwalter,and Charles Saltzman, [https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1888612/ “www.bones.nih.gov, Retrieved 19/1/2018. Edited.
- ↑“Handout on Health: Osteoporosis ,Risk factors you cannot change:”, www.bones.nih.gov, Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ↑Joseph T. DiPiro, Robert L. Talbert, Gary C. Yee and others, Pharmacotherapy: A Pathophysiologic Approach, 10e , Page 2418, Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ^أب“Does Osteoporosis Run in Your Family?”, www.cdc.gov, Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ^أب“OSTEOPOROSIS ,FIXED RISK FACTORS”, www.iofbonehealth.org, Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ^أب“Handout on Health: Osteoporosis ,Risk factors you can or may be able to change:”, www.bones.nih.gov, Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ↑“OSTEOPOROSIS ,Secondary osteoporosis”, www.emedicine.medscape.com, Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ↑Joseph T. DiPiro, Robert L. Talbert, Gary C. Yee and others, Pharmacotherapy: A Pathophysiologic Approach, 10e , Page 16. ,Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ^أب“Once Is Enough: A Guide to Preventing Future Fractures “, www.bones.nih.gov, Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ↑“The National Osteoporosis Society launches sunlight campaign to boost vitamin D levels in summer months “, www.iofbonehealth.org, Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ↑“Once Is Enough: A Guide to Preventing Future Fractures ,What type of exercise is best to reduce my risk of another fracture?”, www.bones.nih.gov, Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ↑“EXERCISE”, www.iofbonehealth.org, Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ↑“OSTEOPOROSIS”, www.iofbonehealth.org, Retrieved 20/1/2018. Edited.
- ↑Joseph T. DiPiro, Robert L. Talbert, Gary C. Yee and others, Pharmacotherapy: A Pathophysiologic Approach, 9e , Page 18, Retrieved 20/1/2018. Edited.