}
الماء
يُشكّل الماء 72% من مساحة الكرة الأرضيّة، وهذا يدلّ على أهميته، كما أنّه يُشكّل 60% من حجم جسم الإنسان البالغ، وهذا دليل آخر على أهمّيّته في حياة الكائنات الحيّة، وبالرّغم من وفرة الماء على كوكب الأرض؛ إلّا أنّ 97% منه مياه مالحة غير صالحة للشرب، فلا يتبقّى إلّا 3% من المياه العذبة التي يوجد أغلبها على شكل كتل جليديّة؛ مما يجعل من مصادر المياه العذبة شديدة النّدرة، لذلك لا بدّ من المحافظة عليه وحمايته من الهدر، فمقدار الماء في الطّبيعة ثابت لا يمكن زيادته، وإنما يتحوَّل من شكلٍ لآخر من خلال دورة الماء في الطّبيعة، وهذا ما يجب أن نُعلّمه للأطفال لإنشاء جيل أكثر وعياََ بأهمية الماء، وطرق ترشيد استهلاكه، والمحافظة عليه نقيّاََ وصالحاََ للاستخدام.[١][٢]
دورة الماء في الطّبيعة
دورة الماء في الطّبيعة (بالإنجليزيّة: water cycle)، أو الدّورة الهيدرولوجيّة (بالإنجليزيّة:hydrologic cycl)، هي دورة تصف حركة الماء ما بين الأرض (بما في ذلك البحيرات والأنهار والمحيطات)، والغلاف الجوي، ومن ثم عودتها للأرض مرة أخرى، كما أنّها تصف الأشكال المختلفة للماء من السّائل إلى الغاز إلى الصّلب، وتتمّ هذه الدّورة بعدّة خطوات أو مراحل، وهي:[٣][٤]
‘);
}
- التّبخُّر (بالإنجليزيّة: Evaporation): يُقصَد بالتّبخُّر تحوُّل الماء من الحالة السّائلة إلى بخار الماء (الحالة الغازيّة)؛ وذلك بتأثير أشعة الشّمس التي تعمل على رفع درجة حرارة الماء في البحار، والمحيطات، والبحيرات، والأنهار، فيتبخّر الماء ويرتفع إلى الغلاف الجوي، بالإضافة للماء الذي تفقده الأشجار والنّباتات من خلال أوراقها على شكل بخار في عمليّة النتح، وعند تبخّر جزيئات الماء، فإنّها تُمضي عشرة أيام تقريباََ في الغلاف الجوي قبل أن تعود مرة ثانية إلى الأرض على شكل مطر أو ثلج.
- التّكاثف (بالإنجليزيّة: Condensation): التّكاثف هو العمليّة المعاكِسَة للتبخّر ويحدث عندما يرتفع بخار الماء إلى الأعلى، فتنخفض درجة حرارته، فيتحوّل إلى الحالة السّائلة مرة أخرى مُشكِّلاََ الغيوم التي تنتقل بدروها من مكان لآخر بحسب حركة الرّياح والتّيارات الهوائيّة.
- التّساقُط أو الهطول (بالإنجليزيّة: Precipitation): التّساقط هو نزول الماء من الغيوم إلى الأرض على شكل مطر، أو ثلج، أو بَرَد، ويحدث هذا عندما تُصبح كمية الماء في الغيوم كبيرة جداََ وتفوق قُدرَة الهواء على حملها.
- تجميع الماء (بالإنجليزيّة: Collection): يتم تخزين جزء من الأمطار في الأنهار والمحيطات؛ إلّا أنّ أغلب الماء الذي يسقط على شكل مطر يتبخّر لتُعاد الدّورة من جديد. عند سقوط ماء المطر على النّباتات، يتبخّر جزء منه عن طريق الأوراق بعملية النّتح التي ذكرناها سابقاً، ويتسرّب جزء من الماء إلى التّربة فتمتصّه الجذور من جديد، وعند سقوط الماء على شكل ثلج أو برد أو ماء ثلجي، فإنّه يذوب عندما ترتفع درجة حرارته، وإما أن يتسرّب إلى داخل الأرض أو يتدفّق إلى المسطحات المائيّة مثل الأنهار والمحيطات، وفي جميع الأحوال سينتهي الماء إلى الأنهار والمحيطات.
شرح دورة الماء للأطفال
يحتاج الأطفال إلى شرح مبسّط لدورة الماء ليتمكنوا من فهمها، وفي ما يلي بعض الأفكار التي يمكن الاستعانة بها، ومنها:[٥][٦]
- عرض فيلم فيديو يوضّح مراحل دورة الماء بشكل بسيط.
- مشاركة الطّفل بإنشاء رسم تخطيطي لدورة الماء باستخدام فن الكولاج ( تجميع أشكال مختلفة لتكوين عمل فني)، ويمكن استخدام بذور العدس أو الأشكال المختلفة من المعكرونة، وأوراق الأشجار، والأغصان، كما يمكن استخدام الطّباشير والألوان.
- تكليف الأطفال برسم مُخطّط يوضّح مراحل دورة الماء مع كتابة اسم كل مرحلة.
- تكليف الطّفل بمراقبة مستوى الماء في وعاء مُعرَّض لأشعة الشّمس، أو مراقبة بركة من الماء وملاحظة تناقص مستوى الماء، وربط ذلك بمفهوم التّبخر.
- مشاركة الطّفل في إجراء تجربة لفصل الماء عن الملح بواسطة التّبخُّر.
- استغلال فرصة تساقط المطر لمناقشة الطّفل بالمفاهيم الأساسيّة الخاصة بدورة الماء، وطرح أسئلة تثير فضول الطفل، ومنها: من أين يأتي المطر؟ ما هي الغيمة؟ ويجب الحرص على استخدام المفاهيم العلميّة وعدم استبدالها بمفاهيم ومصطلحات أخرى.
- يمكن للأم استغلال بعض الأنشطة المنزليّة لتوضيح دورة الماء، مثلاََ يمكن الطّلب من الطّفل المشاركة بنشر الغسيل على الحبل في يوم دافئ، ومناقشته بدور الشّمس والهواء في تجفيف الغسيل، وطرح أسئلة مثل: أين يذهب الماء الذي يُبلل الغسيل؟ وأيضاََ يجب استخدام المفاهيم العلميّة، مثل: التّبخر، والتّكاثف، والتّساقط.
- تصميم ورقة عمل تُوضّح مراحل دورة الماء في الطّبيعة، ووضع كلمات تُمثّل المفاهيم الأساسيّة لدورة الماء في مربعات مُبعثَرة أسفل الرّسم، وطرح أسئلة عن المسار الذي يسلكه الماء كما يظهر في الرّسم، ومن ثم تكليف الطّفل بإكمال الرّسم بوضع الكلمات في مكانها المناسب.
أهمية الماء
يمكن اغتنام فرصة شرح دورة الماء للطفل للتأكيد على أهمية الماء، وأنّه بدون وجود ماء لا يوجد حياة، وأنّ الماء يُستخدَم في المجالات الآتية:[٧]
- الشّرب.
- الطّبخ.
- غسل الأطباق والأواني المُستخدَمة للطبخ.
- الاستحمام.
- غسل الملابس.
- تنظيف المنزل.
- بِرَك السّباحة.
- ريّ النّباتات والأشجار.
- تصنيع بعض المنتجات الضّروريّة للحياة.
ترشيد استهلاك الماء
من المهم جداََ أن يُدرِك جميع أفراد المجتمع صغاراً وكباراََ أهمية الماء، وبالتالي أهمية المحافظة على الماء وعدم هدره، وفي ما يلي بعض النّصائح لترشيد استهلاك الماء:[٨]
- توعية الجميع أنّ ترشيد استخدام الماء واجب ومسؤولية كل فرد في المجتمع.
- غرس عادة ترشيد استهلاك الماء عند الأبناء بأن يلتزم الآباء بالاستخدام الأمثل للماء ليكونوا قدوة حسنة للأبناء.
- صيانة صنابير الماء باستمرار، وإصلاح الصّنابير التي يوجد فيها تسريب ماء، وعدم إهمالها مهما كان الماء المهدور ضئيلاََ.
- استخدام قطع توفير المياه التي يمكن تركيبها للصنابير وخراطيم الماء والمراحيض.
- تقليل كمية الماء المستخدم للاستحمام، ويمكن ذلك بتقليل الوقت الذي يستغرقه الاستحمام.
- عدم ترك صنبور الماء مفتوحاً أثناء الوضوء أو تنظيف الأسنان أو الحلاقة، أو غيرها من الأنشطة اليوميّة.
المراجع
- ↑Brett Israel (9-9-2010), “How Much Water Is on Earth?”، www.livescience.com, Retrieved 11-1-2018. Edited.
- ↑Brandon Specktor (7-1-2018), “How Much Water Do You Really Need To Drink?”، www.livescience.com, Retrieved 11-1-2018. Edited.
- ↑“THE WATER CYCLE!”, www.natgeokids.com, Retrieved 11-1-2018. Edited.
- ↑“The Water Cycle”, www.britannica.com, Retrieved 11-1-2018. Edited.
- ↑“What is the water cycle?”, www.theschoolrun.com, Retrieved 11-1-2018. Edited.
- ↑“Complete the water cycle”, www.theschoolrun.com, Retrieved 11-1-2018. Edited.
- ↑” Water – its importance and source”, www.health.gov.au,11-2010، Retrieved 11-1-2018. Edited.
- ↑“داءات التوعية المائية لحملة الصيف/2010″، www.mwi.gov.jo، اطّلع عليه بتاريخ 11-1-2018. بتصرّف.