‘);
}

صلاة الجمعة

يحرص الإسلام على الاجتماع بين المسلمين في مختلف أشكاله، فيهتم باجتماعهم في الأعمال، والأقوال، والقلوب، وكلّ ما من شأنه أن يزيد من أواصر الألفة والمحبة بين المسلمين، ويجعل المجتمع المسلم متيناً قوياً متماسكاً، ولذلك فقد شرع الله -تعالى- من العبادات ما لا تتم إلّا بالاجتماع بين المسلمين؛ منها صلاة الجمعة، وصلاة الجمعة هي: ركعتان يصليهما الإمام بالناس، بعد أن يلقي خطبة الجمعة الخاصة بهذه العبادة، ويسنّ للإمام أن يقرأ في الركعة الأولى بعد سورة الفاتحة سورة الجمعة، وأن يقرأ في الركعة الثانية سورة المنافقون، وقد ورد في السنة أيضاً، أن يقرأ في الركعة الأولى سورة الجمعة، وفي الركعة الثانية سورة الغاشية، كما ورد وجهٌ آخرٌ في السنة، وهو قراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى، والغاشية في الركعة الثانية، والأفضل أن يقرأ في كلّ جمعةٍ واحدةً من تلك الوجوه الواردة في السنة؛ حتى يحييها جميعاً ويعمل بها، ولا بأس أن يقرأ ما تيسر من القرآن، وإنّ لصلاة الجمعة سنّةٌ تُلحق بها، فإذا صلّاها المسلم في البيت، كانت ركعتين، أمّا إن صلّاها في المسجد فهي أربع ركعاتٍ بسلامين.[١][٢]

تجب صلاة الجمعة على كلّ مسلمٍ ذكرٍ بالغٍ عاقلٍ مقيمٍ حرٍ قادرٍ على السعي إليها، وخالٍ من الأعذار التي تبيح له التخلف عن صلاة الجمعة، وصلاة الجمعة غير واجبةٍ على المرأة والصبي باتفاق العلماء، ولا على المريض الذي يشق عليه السعي إلى صلاة الجمعة، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة مرضه، أو تأخر شفائه، ولا تجب صلاة الجمعة على المسافر، حتى وإن كان نازلاً في وقت إقامتها؛ لفعل النبي صلّى الله عليه وسلّم، والخلفاء من بعده، ولا تجب كذلك على المدين الذي لا مال له يسد به دينه، ويخشى على نفسه الحبس، ولا تجب كذلك على من كان مختبئاً من حاكمٍ ظالمٍ، وكلّ من كان معذوراً بترك الجماعة، فهو معذورٌ بترك صلاة الجمعة، وصلاة الجمعة تسْقط صلاة الظهر، فلا يجوز لمن صلّى صلاة الجمعة أن يصلّي بعدها ظهراً، وفيما يتعلق في وقت صلاة الجمعة؛ فيكون أفضله بعد زوال الشمس إلى نهاية وقت الظهر، ويجوز أداء صلاة الجمعة قبل الزوال، ويشرع لصلاة الجمعة أذانان، الأول فيهما يكون قبل الزوال، والثاني يكون قبيل دخول الإمام للخطبة، والأفضل أن يكون بين الأذانين فاصلٌ زمنيٌ جيدٌ، يتيح للمسلم أن يستعد لصلاة الجمعة، ويأخذ بآدابها وسننها.[١][٣]