غالبا ما تشعر المرأة بالإحباط بسبب عدم فقد الوزن الذي تتوقعه عند تنفيذ نظام غذائي معين، رغم أنها تطبقه بكل دقة، فهي تتطلع للتخلص من عدة كيلوجرامات، وكميات من الدهون المتراكمة في مناطق معينة من الجسم، تعيقها عن ارتداء الملابس المناسبة، وتعرضها للضيق والإحراج وصعوبة الحركة، كما تسبب لها الأمراض المختلفة، وموضوعنا اليوم عن أسباب عدم فقد الوزن أثناء الرجيم، وبعد الولادة، وحتى مع الالتزام بالحمية، حتى يمكن تدارك تلك الأسباب، والتغلب عليها وتحقيق النتائج التي تتمناها، فقد تكون أسبابا بسيطة ولكن تأثيرها كبيرا.
أسباب عدم فقد الوزن أثناء الرجيم
أصبحت زيادة الوزن مشكلة العصر للجنسين، تسببت فيها عادات غذائية غير سليمة، والاعتماد على الوجبات الجاهزة، والتي غاليا تكون غنية بالدهون المشبعة التي تتسبب في الكثير من الأمراض الخطيرة- مثل أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والسرطان- والبعد عن الغذاء الصحي الغني بالعناصر الغذائية الأساسية، وأيضا هجر الرياضة التي تمنح الجسم اللياقة اللازمة ورشاقة الحركة، وفي أثناء الرجيم يلاحظ البعض أن تخفيض الوزن لا يتم بالسرعة المطلوبة، وسوف نتعرف معا على أسباب عدم فقد الوزن أثناء الرجيم.
عدم الاهتمام بشرب الماء بشكل كاف
فبدون شرب كميات كافية من الماء لن ينتظم عمل الجهاز الهضمي بكفاءة، ويجب توزيع شرب الماء على مدار اليوم على شكل جرعات صغيرة، والتي تقوم بدور هام في ضبط حركة الأمعاء، وتحقيق التوازن اللازم لعملية هضم الطعام وحرق المزيد من السعرات الحرارية.
عدم الانتظام في النوم من أهم أسباب عدم فقد الوزن
عدم النوم لفترات كافية، وخصوصا في الليل، حيث يحتاج الجسم للنوم لمدة 8 ساعات متصلة في الليل حتى يقوم بعملية الحرق اللازمة، وبشكل سليم تظهر آثاره بالفعل على الشخص، كما أن النوم المتقطع يؤدي إلى نتائج عكسية حيث يشعر الشخص بشهية مفتوحة للطعام، بما يعني تناول المزيد من الطعام ويخرج بالشخص عن الرجيم الذي يتبعه.
الانتظام في رجيم واحد لفترة طويلة
قد يتخيل البعد أن الاستمرار على نظام غذائي واحد لفترة طويلة من شأنه أن يؤدي إلى أنقاص الوزن بشكل مستمر، لكن هذه الفكرة منافية للواقع، حيث أن الاستمرار على رجيم محدد لفترة طويلة يجعل الجسم يعتاد عليه، وبالتالي تتحدد كمية السعرات الحرارية التي يتم حرقها يوميا دون زيادة، فيؤدي ذلك إلى ثبات للوزن دون نقصان، لذلك ينصح أطباء التغذية بكسر الرجيم مرة واحدة أسبوعيا، ليقوم ذلك بتحفيز الجسم على حرق المزيد من السعرات الحرارية، وهو ما يعرف باليوم الحر (الفري).
تطبيق نظام غذائي صارم
هناك من يتخيل أن تطبيق نظام غذائي صارم يصل إلى حد الحرمان من الكثير من الأطعمة هو وسيلة جيدة لتخفيض الوزن، بينما يحقق ذلك نتائج عكسية حيث يقوم الجسم نتيجة الحرمان بتخزين كل طعام يصل إليه في شكل من أشكال الحماية حتى لا يصاب الجسم بالوهن، وبالتالي فإنه يتم تخزين أي طعام يتناوله الشخص مما يسبب المزيد من السمنة.
الإصابة بالإمساك المزمن
يعتبر الإمساك العدو الأول للرجيم، ذلك لأن الطريق الطبيعي للتخلص من الدهون يكون عن طريق الإخراج، وحدوث الإمساك يعني احتفاظ الجسم بالدهون دون التخلص منها، لذلك فإن الاهتمام بالتغذية الجيدة المتوازنة، والتي تحتوي على الخضروات الطازجة الغنية بالألياف، وشرب كميات مناسبة من الحليب، يكون جيدا لعدم الإصابة بالإمساك.
إهمال ممارسة الرياضة من أهم أسباب عدم فقد الوزن
لابد أن تكون الرياضة أسلوب حياة لكل الناس، فهي البوابة الرئيسية للحصول على قوام رياضي صحي متناسق، والعامل الأكبر المساعد في تخفيض الوزن، فممارسة الرياضة جنبا إلى جنب مع الرجيم من شأنه أن يعوض مكان الدهون المفقودة عضلات قوية متناسقة، وبالتالي لا تظهر علامات الترهل المزعجة على الجسم، كما تكسب الجسم النشاط والحيوية التي تساعد على حرق المزيد من الدهون.
أسباب عدم فقد الوزن بعد الولادة
تحرص الأمهات حديثات الولادة على تنفيذ برامج غذائية تساعدهن على التخلص من آثار الولادة التي تعرضن لها أثناء فترة الحمل، سواء في محيط البطن والأرداف، أو الزيادة في الوزن التي اكتسبها الجسم أثناء فترة الحمل، لكن الكثيرات منهن لا يشعرن أن الوزن ينقص بالمعدل المتوقع على الرغم من الالتزام بالبرنامج الغذائي بكل دقة. وسوف نناقش أسباب ذلك مع عرض وسائل التغلب عليها.
عدم الالتزام بالكميات المناسبة من الطعام
أحيانا يساء فهم تعبير الأغذية الصحية، فتتناول منها المرأة المزيد من الكميات لمجرد كونها صحية، مع العلم أن هناك أغذية قد تكون بالفعل صحية وهامة لكنها مرتفعة السعرات الحرارية مثل المكسرات، فلابد من الحرص على تناولها دون إسراف.
عدم تناول الكمية المشبعة من الطعام في الوجبات المختلفة
وذلك يؤدي إلى الشعور بالجوع ليلا، وهو ما لا يجب فعله، حيث لا يجب تناول أي طعام بعد الساعة العاشرة مساء، ولا يجب أن تكون الوجبة المشبعة غنية بالدهون أو السعرات الزائدة، بل يمكن الوصول للشبع عن طريق الخضروات والفواكه قليلة السعرات الحرارية.
عدم الحصول على قدر كاف من النوم
ويحدث ذلك بسبب أعباء المولود حيث يصعب على الأم الانتظام في نوم مستقر عدد كاف من الساعات ليلا، مما يتسبب في زيادة نسبة الكورتيزون في الدم، فيعمل ذلك على إبطاء عملية الحرق.
عدم الانتظام في ممارسة الرياضة
ويحدث بسبب الأعباء الزائدة على الأم، خصوصا إذا كانت تعمل، لذلك ينصح بالانضمام لأحد أندية اللياقة البدنية لتحقق الانتظام في مواعيد التمرين.
التوقف عن الرضاعة الطبيعية
وقد يكون لذلك أسبابا متعددة مثل الارتباط بالعمل، أو الإصابة بالأمراض، فالرضاعة الطبيعية تعمل على حرق 600 سعرا حراريا تقريبا في اليوم.
أسباب عدم فقد الوزن مع الالتزام بالحمية
يرجع أخصائيو التغذية أسباب عدم نزول الوزن بالشكل المتوقع مع الالتزام بالحمية لارتفاع توقعات الأشخاص، وعلى سبيل المثل عندما يتوقع الشخص انخفاض وزنه بمعدل 5 كيلوجرام في الأسبوع، ويفشل في ذلك، فإنه يتعين عليه إعادة النظر في نظامه الغذائي، والنزول للتوقعات الواقعية بما ييسر تحقيقها.
أيضا يمارس الكثيرون الحمية بشكل خاطئ، فيسرفون في الامتناع عن الطعام مع ممارسة الرياضة، ويكتشفون عدم انخفاض وزنهم، وهم لا يعلمون أن مقدار ما تناولوه من طعام غير كاف لمنحهم القدرة على ممارسة الأنشطة المختلفة، فيبدأ الجسم في إبطاء معدلات الحرق حتى يحتفظ بالطاقة اللازمة للجسم لممارسة أنشطته المختلفة، لذلك يجب أن يتم تنفيذ الحمية بمتابعة متخصص حتى تحقق الهدف منها.
أيضا قد يؤدي الجوع الذي يصل إلى درجة الحرمان إلى تمرد الجسم والدخول في حالة نهم شديد لتناول المزيد من الطعام دون السيطرة عليه، وبالتالي يتسبب في انهيار النظام الغذائي بأكمله.
هناك البعض الذي يوهم نفسه أنه يتناول غذاءَ صحيا فيفرط في تناوله دون حساب سعراته جيدا، وذلك ما يتطلب معرفة الفارق بين الأكل الصحي والأكل مرتفع السعرات الحرارية، فليس كل أكل صحي منخفض السعرات، وعليه يجب الحذر والتقدير الجيد لمقدار الطعام الذي تتناوله.
يتسبب عدم الانتظام في مواعيد تناول الطعام إلى الإفراط في الطعام في بعض الوجبات، مما يتسبب في فشل النظام الغذائي.
عدم التوازن بين السعرات الحرارية المكتسبة من الغذاء والسعرات الحرارية المفقودة نتيجة العمليات الحيوية للجسم، والجهد اليومي المبذول وممارسة الرياضة، حيث يجب أن تزيد المحصلة لصالح السعرات المفقودة حتى يتحقق هدف نظام الحمية.
عدم انتظام حياة العاملين واضطرارهم للاستعانة بالوجبات الجاهزة من شأنه أن يخرجهم تماما عن النظام الغذائي مما يؤدي إلى عدم تحقيق أهدافه.
التعرض للضغوط الحياتية يؤدي في كثير من الأحيان إلى فشل الالتزام بالأنظمة الغذائية، ويتجه الشخص لتناول المزيد من الطعام، ويكون للتوتر أيضا تأثير على إعاقة حرق المزيد من السعرات.
الإسراف في ممارسة الرياضة مع عدم تناول الطعام الكافي ظنا أن ذلك هو السبيل إلى حرق المزيد من الدهون، وذلك اعتقاد خاطئ حيث أن ممارسة الرياضة العنيفة يتطلب غذاء من نوع خاص، وإلا فسوف يصاب الجسم بالإرهاق والتحميل الزائد عليه، وسوف يتسبب ذلك في زيادة إفراز هرمون الكورتيزول الذي يعطل حرق الدهون فتكون النتيجة الظاهرة هي زيادة الوزن مع اعتلال الصحة.
عدم حصول الجسم على القدر الكافي من الراحة والاسترخاء نتيجة عدم النوم ليلا عدد الساعات المناسبة، وذلك ينعكس على اختلال القدرة على حرق السعرات بالجسم.
عدم الاهتمام بشرب كميات كافية ومتوازنة من الماء، وأيضا الغذاء الصحي الغني بالبروتينات والفيتامينات وباقي العناصر الغذائية الهامة، والاهتمام فقط بعد السعرات الحرارية، بينما الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات الداكنة يساعد على الهضم الجيد والتخلص من الإمساك، وبالتالي التخلص من السموم والدهون الزائدة الموجودة في الجسم.
العوامل المساعدة على إنجاح النظام الغذائي
تعتبر رياضات التأمل من الوسائل الفعالة في تحقيق الهدف من أنظمة الحمية والتي يفضل ممارستها ولو في أبسط صورها مثل تمرينات التنفس البطيء.
المرحلة العمرية للإنسان لها تأثير على سرعة استجابته لأنظمة الحمية، وقد ظهر ذلك أكثر وضوحا لدى النساء لمن وصلن لمرحلة انقطاع الحيض، وبالتالي حدث لديهن تغيرات هرمونية أدت إلى تراكم الدهون في مناطق معينة في الجسم مثل البطن والأرداف، فإن استجابتهن لبرامج الحمية تكون أقل.
الحرمان من الدهون على اعتبار أن كل الدهون ضارة، وهذا اعتقاد خاطئ، فالجسم يحتاج إلى الدهون ولكن الغير مشبعة، والغنية بأوميجا3 مثل الموجودة في زيت الزيتون والأفوكادو، والأسماك، هذه الدهون حميدة ويحتاج إليها الجسم لأنها مضادة للأكسدة، وتقي الجسم من العديد من الأمراض، وترفع المستوى المناعي للجسم.
التركيز على الميزان منذ بداية تطبيق الحمية وملاحظة عدم تسجيل انخفاض في الوزن ليس دليلا على فشل النظام، بل ربما تم إعادة توزيع تراكمات الدهون بالجسم، بحيث أصبح الجسم أكثر تناسقا مع ممارسة الرياضة.
التسرع في ظهور النتائج يؤدي غالبا إلى الشعور باليأس، فالأمور لا تتم بهذه البساطة، وبداية تحرك الميزان بالسالب يحتاج في البداية لبعض الوقت، ولكن توقع الاستمرار بعد ذلك.
ضرورة إحداث تناغم بين العناصر المختلفة لتحقيق الهدف، فالبرنامج الغذائي المناسب، والموضوع تحت إشراف طبي، لابد وأن يتوافق مع برنامج الحياة اليومية من مواعيد تناول الطعام وكميتها ونوعيتها، وأن يتوافق أيضا مع مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ، مع مراعاة العدد الكافي من ساعات النوم، ولابد أن يرتبط ذلك بممارسة التمارين الرياضية المناسبة من ناحية النوعية وفترة التمرين، أيضا من الضروري التحلي بالصبر والتيقن بأن ذلك هو الطريق الذي سوف يصل بك لتحقيق الهدف.
ختاما نكون قد تعرفنا على العديد من المعلومات عن الحمية الغذائية، و أسباب عدم فقد الوزن رغم ممارسة الرجيم، وأيضا أسباب عدم فقد الوزن بعد الولادة، وتعرفنا أيضا على أسباب عدم نزول الوزن مع الحمية، وأن الطريق لنجاح أي حمية لابد وأن يعتمد على مجموعة من العوامل من الضروري أن تجتمع معا في نظام دقيق، وأن يتم اتخاذ الأمر بجدية وأيمان بأنك سوف تحقق في نهايته الهدف منه.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.