هل تتصور وجود علاقة بين الرياضة والحالة المزاجية ؟الرياضة وغيرها من الأنشطة البدنية لها عدد لا يحصى من الفوائد الصحية الجسدية، بما في ذلك تحسين عضلة القلب ولياقة العضلات، والحفاظ على صحة العظام، وزيادة العمر المتوقع، وتقليل فرص الإصابة بالأمراض، ويمكن للرياضة أيضًا أن تساعد في منع أنواع مختلفة من السرطان وزيادة الوزن، كما أن لها آثار إيجابية على الصحة النفسية عن طريق الحد من الاكتئاب وتحسين وظائف الإدراك، نستعرض سويًا العلاقة الموجودة بين الرياضة والحالة المزاجية في السطور المقبلة.
الرياضة والحالة المزاجية : هل تحسن الرياضة المزاج؟
إذا كنت تبحث عن مزيد من السعادة والاسترخاء، فما عليك إلا الانخراط في نشاط رياضي. فسواء كنت تلعب رياضة ما، أو تمارس التمرينات في صالة الألعاب الرياضية، أو تأخذ جولة تمشية سريعة حول المنزل، فإن كل هذه الأنشطة البدنية تؤدي إلى زيادة إفرازات الدماغ للمواد الكيميائية التي تحسن حالتك المزاجية وتمنحك شعورًا بالسعادة والاسترخاء. كما أنها توفر فوائد اجتماعية من خلال السماح لك بالتواصل مع زملائك وأصدقائك في بيئة ترفيهية.
الرياضة تحسن عملية التركيز
يساعد النشاط البدني المنتظم في الحفاظ على قوة المهارات العقلية الرئيسية الخاصة بك حتى مع تقدم العمر. وهذا يشمل التفكير النقدي، والتعلم، وإصدار الأحكم الجيدة واتخاذ القرارات. وقد أظهرت الأبحاث أن القيام بمزيج من الأنشطة الهوائية وتقوية العضلات مفيد بشكل خاص، حيث أن المشاركة في هذا النوع من النشاط من ثلاث إلى خمس مرات أسبوعيًا لمدة 30 دقيقة على الأقل يمكن أن يوفر هذه الفوائد الصحية العقلية، وهذا من أفضل الأدلة على وجود علاقة بين الرياضة والحالة المزاجية .
الرياضة تقلل الإجهاد والاكتئاب
عندما تكون نشط بدنيًا فإن ذلك يشتت تفكيرك بعيدًا عن الضغوط اليومية، ويجنبك الأفكار السلبية التي تقلل من إنتاجك وتصيبك بالإحباط والكسل. كما أن ممارسة الرياضة تقلل من مستوى هرمونات التوتر في الجسم، وفي الوقت نفسه تحسن إنتاج هرمون الإندورفين
الذي يعتبر مقاوم طبيعي للإجهاد والاكتئاب، ومحسن للحالة المزاجية؛ فالإندروفين قد يترك لك شعور أكثر استرخاء وتفاؤلًا بعد ممارسة الرياضة. ويتفق الخبراء على أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث النوعية لتحديد العلاقة بين الرياضة والاكتئاب.
الرياضة تحسن عادات النوم
الرياضة وغيرها من أشكال النشاط البدني تحسن من نومك، وذلك من خلال مساعدتها لك على النوم بسرعة دون الشعور بالأرق، وتعميق نومك لتشعر بمزيد من الراحة. كما أن النوم بشكل أفضل يمكن أن يحسن الأداء العقلي الخاص بك في اليوم التالي، وكذلك تحسين مزاجك الشخصي. فقط كن حذرًا من الانخراط في الرياضة في وقت متأخر جدًا من اليوم، حيث أن ممارسة الرياضة في المساء قبل ساعات قليلة من النوم قد تترك جسمك نشيط بدرجة لا تسمح لك بالسقوط في النوم، وهذا دليل قوي على وجود علاقة بين الرياضة والحالة المزاجية .
الرياضة تساعد في الحفاظ على وزن صحي
توصي منظمة الصحة العالمية بممارسة الرياضة كوسيلة صحية للحفاظ على الوزن. فالرياضات الفردية، مثل الجري وركوب الدراجات ورفع الأثقال، كلها طرق فعالة بشكل خاص لحرق السعرات الحرارية والتخلص من الدهون الزائدة وزيادة معدلات الأيض وبناء العضلات. كما أن البقاء ضمن نطاق الوزن الموصى به يقلل من احتمال الإصابة بمرض السكري وارتفاع الكولسترول وارتفاع ضغط الدم. ووفقا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة؛ ما بين ساعتين ونصف إلى خمس ساعات من النشاط البدني المعتدل يمكن أن تساعد في تحقيق استقرار الوزن، وأكثر من ذلك يمكن أن تساعد الناس الذين يرغبون في إنقاص الوزن أو الحفاظ على ما فقدوه من الوزن. وبالنسبة لتأثير فقدان الوزن على الصحة النفسية، فقد ثبت أن خسارة الوزن تمنح الأشخاص مزيدًا من السعادة والثقة بالنفس والثقة في قدرتهم على تحقيق هدف معين بإرادة وعزيمة صلبة. كما أن شكل الجسم يختلف تمامًا بعد ممارسة الرياضة ويمنح شعورًا بالخفة والجمال وحب الذات والاحتفاء بالجسد.
الرياضة تعزز الثقة بالنفس
ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تعزز ثقتك بنفسك، واحترامك لذاتك، فتحسين مهاراتك وقدرتك على التحمل خلال ممارستك للرياضة سوف يحسن صورتك أمام نفسك، ومع تجدد الطاقة والقوة المستمدة من النشاط البدني، ستكون أكثر قدرة على تحقيق الصعاب والنجاح في مهامك خارج الملعب.
الرياضة تحسن المهارات القيادية
تعد الفرق الرياضية مثل كرة القدم والبيسبول وكرة السلة أرضًا خصبة لاكتساب مهارات القيادة. وتكشف الدراسات التي أجريت في المدارس الثانوية عن وجود علاقة بين المشاركة الرياضية والصفات القيادية. فبسبب الفرصة المتاحة لهم للتدريب، والمحاولة، والفوز، أو الخسارة معًا، نجد أن الناس الذين يشاركون في الرياضة هم أكثر ميلاً إلى استخدام “عقلية الفريق” في مكان العمل وفي المواقف الاجتماعية، وتؤدي عقلية الفريق إلى صفات قيادية قوية على مر الزمن.
أهمية الرياضة للأطفال
يمكن للرياضة أن تفيد الأطفال بالعديد من الطرق نفسها التي تعود بالنفع على البالغين. الفرق الأكبر هو أنه عندما يبدأ الأطفال المشاركة في الألعاب الرياضية في سن مبكرة، يكونون أكثر احتمالاً بكثير للبقاء أنشط مع تقدمهم في السن، ويشير نفس المصدر إلى أن المشاركة في رياضة الفريق تحسن الأداء الأكاديمي وتؤدي إلى مزيد من التقدم فيما بعد المدرسة.
ما يجب أن نأخذه في الاعتبار
بعض الرياضات الجماعية الشعبية، بما في ذلك كرة القدم، عادة ما تؤدي إلى إصابات. وتشمل الإصابات الرياضية التي يتم الإبلاغ عنها بشكل متكرر؛ الالتواء والكدمات والأطراف المكسورة. ومعظم الإصابات الرياضية يتم الشفاء الكامل منها إذا كان هناك العناية الطبية المناسبة. ومع ذلك، فإن بعض الإصابات، مثل صدمة الدماغ والارتجاج، يمكن أن تسبب أضرار دائمة مدى الحياة للرياضي. وقد اكتسبت الارتجاجات المزيد من الاهتمام من المجتمع الرياضي في السنوات الأخيرة مع زيادة حدوثها، لذا يجب الوعي بكيفية تجنبها والتعافي منها، حيث يمكن لصدمات الرأس المتكررة أن تعطي نتيجة عكسية تمامًا للفوائد المرجوة من المشاركة الرياضية، مما يؤدي إلى الاكتئاب، وانخفاض الوظائف المعرفية، والميول الانتحارية. كذلك الربو الناجم عن ممارسة هو عرض آخر ذكر من قبل العديد من الرياضيين. فإذا كنت تمارس الرياضة عدة مرات في الأسبوع وبدأت أعراض الربو في الظهور عليك، فمن المهم أن تولي الأمر اهتمامًا. اسأل طبيبك أو أخصائي تدريب عن تمارين التنفس وكيفية ممارستها فقد تساعدك على تجنب الإصابة بالربو المزمن، أو قد يقترح طبيبك تناول أدوية معينة قبل ممارسة الرياضة للمساعدة في الحد من أعراض الربو كذلك.
وأخيرًا نؤكد على أن إيجابيات المشاركة في الألعاب الرياضية وفيرة – من المزايا التي تقدمها للأطفال الصغار، إلى الصلة المؤكدة بالصحة النفسية والسعادة، وبالطبع الإندورفين الذي تسببه. إذن ليس هناك نقص في الفوائد يجعلك تأجل ممارسة الرياضة. ومن المهم أن تتحدث إلى طبيبك قبل البدء في أي نشاط رياضي؛ للتأكد من أن قلبك صحي بما يكفي لممارسة التمارين الرياضية، وضع في اعتبارك إمكانية الإصابة الخطيرة والربو الناجم عن ممارسة الرياضة. لكن على الرغم من أن هناك مخاطر متعلقة ببعض الألعاب الرياضية، إلا أن هناك الكثير من الرياضات الآمنة. فإذا كنت قلقًا بشأن الإصابة، اختر رياضة منخفضة الخطورة مثل السباحة.