عند إطلاق عنوان الرياضة غير المفيدة فإنه يشمل على معنيين متناقضين وفي نفس الوقت كلاهما غير مفيد للجسم؛ الأول الرياضة غير المفيدة نتيجة لأن قدر المجهود العضلي الذي يمارسه الجسم خلالها لا يرقى ليحدث فرقاً ملحوظاً في قدرة الجسم الرياضية وبنيته الصحية وبالتالي فإن من يمارسها يضيع من عمره وقتاً دون جدوى في انتظار وجود نتيجة لن تأتي. أما النوع الثاني فهي الرياضة غير المفيدة نتيجة لأنها تبذل بكم أكبر بكثير من مقدرة الجسم على التحمل وبالتالي ستصيبه بالإعياء بدلاً من أن تزيد من القدرة البدنية.
فوائد الرياضة
بشكل عام إن كان الشخص يمارس الرياضة بالقدر الكافي والمناسب للجسم بدون زيادة أو نقصان فإن للرياضة فوائد لا حصر لها للجسم سواء على المستوى الملحوظ الذي يمكن لصاحبه ملاحظته بنفسه بمجرد الوقوف أمام المرآة حيث سيجد نمو في حجم العضلات وبروز أكبر لها وهو في الأغلب أهم ما يدفع الشباب لممارسة الرياضة أو فوائد أخرى يشعر بها الشخص مع الحركة المستمرة والمجهود حيث أن ممارسة الرياضة بانتظام تؤدي إلى ضبط معدلات نبض القلب ومعدلات التنفس والحفاظ عليها دائماً في المستوى الطبيعي وفي نفس الوقت توافر القدرة الجسدية الكافية على زيادتهما بمجرد أن يحدث ظرف يجعل الجسم بحاجة إلى ذلك؛ بمعنى آخر أنك إن كنت تشعر بالإرهاق عند السير لمسافة معينة فإنك وبعد اعتياد جسمك على ممارسة الرياضة ستجد بأنك تسير بشكل طبيعي نفس المسافة وبدون الشعور بالتعب وذلك لأن القلب أصبح يملك القدرة على زيادة عدد ضرباته وقوتها وبالتالي زيادة كمية الدم الذي يضخ إلى العضلات عند بذل المجهود وهو ما يفسر كذلك أن الأشخاص الرياضيين يبدأوا نشاطهم الرياضي دائماً بألعاب بسيطة أو بحمل أوزان خفيفة ثم تزيد تدريجياً كلما زادت قدرة القلب على تحمل هذا الكم من المجهود.
أنواع الرياضة
وفقاً لما ذكر في الفقرة السابقة من فوائد الرياضة للجسم وما ذكر عن وجود أنواع من الرياضة غير المفيدة فبالتالي يمكن القول أن أنواع الرياضة تنقسم من حيث الهدف العضلي لها إلى نوعين: الأول هي تمارين القلب التي تسعى فقط لزيادة قدرة القلب على النبض من حيث القوة والسرعة وبالتالي زيادة قدرته على تحمل المجهود وهو ما يتضح بقدرة الشخص على السير أو الركض لمسافات طويلة دون أن يشعر بالتعب أو الإعياء على عكس ما كان يحدث بالسابق أما النوع الثاني فهي تمارين العضلات الإرادية التي تزيد من حجم عضلات الجسم وتساعد على بناء جسم رياضي كتلك التي يمتلكها لاعبي المصارعة والملاكمة وكمال الأجسام.
هل يستطيع مريض القلب الجري؟
من أكثر المفاهيم الخاطئة الشائعة بيننا هو أن مرضى القلب لا يمكنهم ممارسة الرياضة على الإطلاق وذلك لكون القلب ضعيف وليس لديه القدرة على تحمل ذلك المجهود وبالتالي فالركض يندرج تحت بند الرياضة غير المفيدة. لكن على النقيض فمرضى القلب يمكنهم ممارسة الكثير من أنواع الرياضة طالما كانت تحت إشراف طبي بل إنها من الأمور المستحبة كذلك نظراً لأنها تضمن ضبط الجسم على المعدلات الصحية طيلة الوقت كي لا يزيد الوزن فجأة بشكل لا يمكن للقلب تحمله؛ وعلى ذلك فإنه يجب على مرضى القلب أن يتوجهوا بالسؤال أولاً إلى طبيب مختص بعد مراجعة حالتهم الصحية لمعرفة أي التمارين الرياضية مسموح بها وأيهم ممنوع تماماً وفي جميع الأحوال فهنالك عدة ملاحظات يجب أن يتبعها مرضى القلب لتجنب الرياضة غير المفيدة وهي:
- بدء الرياضة دائماً بمستوى منخفض ثم زيادتها بالتدريج مع وجود فاصل زمني مناسب للراحة للقلب بين كل مجموعة تمارين وأخرى وكلما شعر المريض أن معدل خفقان القلب يتسارع بشكل كبير.
- شرب كميات مناسبة من الماء في أثناء الفواصل الموجودة بين التمرين وذلك لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل عبر التعرق في أثناء ممارسة الرياضة كي لا يصاب بالجفاف.
- تجنب ممارسة الرياضة بالخارج في الأيام ذات الطقس البارد جداً أو الحار جداً أو شديد الرطوبة وممارستها في المنزل وكذلك تجنب الاستحمام بماء ساخن جداً أو بارد جداً بعد ممارسة التمارين والاعتماد على الماء الفاتر متوسط الحرارة.
- إن حدث واضطررت في فترة ما للانقطاع عن التمارين عدة أيام فعند معاودة ممارستها بالطبع ستجد أنك لم تعد تتحمل القدر السابق من التمارين وبالتالي يتوجب عليك أن تعاود مارستها تدريجياً بحيث تبدأ بمعدل منخفض نسبياً ويزيد كل يوم.
سلبيات الرياضة
كما ذكر من قبل فإن الرياضة غير المفيدة تحمل نوعين أولهما أن تكون ممارسة الرياضة بقدر أقل ما يجب أن يكون عليه كي يحدث فرقاً في الجسم سواء على مستوى القلب أو مستوى العضلات وثانيهما أن تكون الرياضة بقدر أكبر بكثير من كمية تحمل الجسم مما يصيبه بالإعياء ويعرضه لمخاطر صحية شديدة قد تصل إلى الوفاة. وبالنسبة للنوع الأول من الرياضة غير المفيدة فسلبياته تشمل تضييع الكثير من الوقت على ممارسة تمارين لن تجدي بنتيجة في النهاية مما قد يصيب صاحبها باليأس في مرحلة ما فيدفعه إما للتخلي التام عن الرياضة أو اللجوء إلى المكملات الغذائية الضارة للجسم. أما النوع الثاني فهو يحمل الكثير من الجهد العضلي الذي لا يستطيع الجسم تحمله مما ينتج عنه إصابات عضلية كالشد العضلي أو قطع الأربطة وتمزقها أو الكسور والرضوض وإصابات قلبية قد تحمل في طياتها انخفاض حاد في الدورة الدموية وخلل في معدل النبض ينتج عنه توقف القلب تماماً عن العمل.
كيف يمكنني تجنب الرياضة غير المفيدة ؟
بعملية حساب بسيطة يمكن للشخص معرفة كم الرياضة الذي يمارسه مناسب لجسمه أم لا وهو ما يتطلب مراجعة اختصاصي تغذية ورياضة للوقوف على طبيعة النظام الغذائي الذي تتبعه ومقاسات الجسم وبالتالي تحديد كمية الرياضة المناسبة لك. لكن بشكل عام هنالك عدة نصائح يمكن اتباعها للتأكد من ذلك وهي:
- ملاحظة علامات الإعياء الجسدي والتي تشمل فقدان القدرة على استكمال التمارين رغم ثبوتها في المقدار أو الإصابة بالشد العضلي الذي يستغرق وقتاً للالتئام أكثر من 3 أيام مما يعني أن جسدك يحتاج إلى وقت أطول للراحة قبل معاودة استكمال الرياضة.
- اضطرابات في معدل النوم سواء من حيث الرغبة في النوم المتكرر ولعدد ساعات أطول من المعتاد كل يوم أو من حيث غياب القدرة على النوم والإصابة بالأرق فهي علامات كذلك تدل على عدم كفاية قدر الرياضة لجسمك.
- وجود تغيرات مزاجية سيئة وسلبية فمن المفترض أن تؤثر الرياضة بالإيجاب على الحالة المزاجية العامة للشخص وبالتالي فإن فوجئت بالعكس فذلك يعني أنك بحاجة لمراجعة كمية الرياضة التي تمارسها.
- قياس معدل النبض عبر ساعات مخصصة لذلك يتم ربطها حول المعصم وحول الصدر أثناء ممارسة الرياضة حتى تتأكد من أن معدل ضربات قلبك مازال مستمراً في الوضع الطبيعي ولم يزيد بشكل حاد.
- مراقبة مستوى التحسن الجسدي سواء فيما يخص العضلات والوزن أو ما يخص نبض القلب ومعدل التنفس.