تلهف رئاسي لـ “عودة الرياضة” في الولايات المتحدة وسط بحث حذر عن الحلول

وهذه ليست المرة الأولى التي يتطرق فيها ترامب الى استئناف الدوريات المحلية، إذ أبدى أيضا في أوائل الشهر الحالي ثقته بعودة المنافسات، "عاجلا وليس آجلا"، لكنه امتنع عن تحديد جدول زمني لهذه العودة.

وسط تلهف من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعودة النشاطات الرياضية، يواصل أصحاب الشأن بحثهم الحذر عن حلول لاستئناف البطولات وسط استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد الذي وضع الولايات المتحدة على رأس لائحة الدول الأكثر تضررا، إن كان من ناحية عدد الوفيات أو الإصابات.

وقال ترامب الثلاثاء “علينا استعادة رياضتنا. لقد سئمت من مشاهدة مباريات في البيسبول أقيمت قبل 14 عاما”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتطرق فيها ترامب الى استئناف الدوريات المحلية، إذ أبدى أيضا في أوائل الشهر الحالي ثقته بعودة المنافسات، “عاجلا وليس آجلا”، لكنه امتنع عن تحديد جدول زمني لهذه العودة.

وفي اتصال هاتفي جماعي مع مفوضي الدوريات الرياضية الرئيسية في البلاد، أعلم ترامب في حينها مفوض دوري كرة القدم الأميركية رودجر غودل بأنه متفائل بإمكانية انطلاق الموسم الجديد كما كان مقررا في أيلول/سبتمبر.

وتسبب فيروس “كوفيد-19” بتعليق كافة البطولات الوطنية في الولايات المتحدة، مثل دوري كرة السلة للمحترفين، دوري البيسبول، دوري كرة القدم والدوري الوطني للهوكي.

وعلى الرغم من أن عدد الإصابات بفيروس “كوفيد-19” في الولايات المتحدة أصبح الأكبر في العالم (أكثر من 614 ألف إصابة وقرابة 26 ألف وفاة حتى الثلاثاء)، كان الرئيس الأميركي متفائلا في الرابع من نيسان حين قال “أريد عودة المشجعين الى الملاعب… عندما نكون جاهزين. بمجرد أن نكون قادرين، بطبيعة الحال. لا أستطيع أن أخبركم بالتاريخ لكني أعتقد أنه سيكون عاجلا وليس آجلا”.

ويدرس مسؤولو دوري البيسبول ودوري كرة السلة إمكانية استئناف المنافسات خلف أبواب موصدة من دون جمهور وعلى ملاعب محايدة، وذلك لتقليل مخاطر العدوى التي يمكن أن تنجم عن الحضور الجماهيري.

ومع ذلك، تحدث ترامب بتفاؤل عن عدة المنافسات بحضور الجمهور، موضحا “لن يكون هناك فصل (تباعد اجتماعي) لبقية حياتنا على هذا الكوكب. نحن بحاجة لذلك في هذه الفترة من الزمن، لكن في نهاية المطاف سيكون الناس قادرين على شغل تلك المقاعد (في المدرجات) بجانب بعضهم البعض. أنا لا ألتزم بذلك، لكن سيكون من الرائع إذا استطعنا”.

ولم يتخذ دوري كرة القدم الأميركية أي قرار حتى الآن بشأن إرجاء موسم 2020-2021 المقرر أن ينطلق في العاشر من أيلول/سبتمبر، على أن تكون المباريات التحضيرية في آب/أغسطس.

لكن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم شكك بإمكانية استئناف المنافسات الرياضية في آب/أغسطس أو أيلول/سبتمبر، محذرا من احتمال عودة العدوى بالفيروس في حال استئناف البطولات الرياضية.

وأدى توقف البطولات الى تكهنات حول متى وكيف يمكن استئناف المنافسات، في وقت تنكب رابطتا دوري كرة السلة والهوكي على دراسة كيفية استكمال الموسم الذي كان في مراحله الأخيرة قبل الدخول في الأدوار الإقصائية “بلاي أوف”.

– “لا خطة لكن الكثير من الأفكار” –

وفي الوقت الذي تداولت التقارير بإمكانية أن تقام الأدوار الإقصائية لدوري كرة السلة في مكان واحد قد يكون لاس فيغاس، أفيد أن رابطة البيسبول بدورها تفكر بعزل الفرق الثلاثين في أريزونا، أو ربما أريزونا وفلوريدا، على أن يبدأ الموسم خلف أبواب موصدة بدون جمهور.

وحتى أن أحد مراسلي شبكة “أي أس بي أن” زعم أنه سمع مسؤول ما يتحدث عن إمكانية إطلاق موسم دوري البيسبول من اليابان، فيما تبحث رابطة دوري الهوكي باستئناف الموسم في مكان واحد قد يكون داكوتا الشمالية.

وقال مفوض دوري البيسبول روب مانفريد في مقابلة تلفزيونية الثلاثاء “من ناحيتنا، ليس لدينا خطة. لدينا الكثير من الأفكار. قطف ثمار هذه الأفكار مرتبط بالقيود المفروضة، وتطورات وضع الصحة العامة”.

ولم يكن موقف مفوضي رابطة دوريي الهوكي وكرة السلة، غاري بتمان وآدم سليفر تواليا، مختلفا عن مانفريد، إذ أقرا بأن حالة عدم اليقين التي يتسبب بها فيروس “كوفيد-19″، تجعل من المستحيل وضع خطط حازمة، لينحصر العمل حاليا في طرح كافة الخيارات الممكنة، بينها اللعب خلف أبواب موصدة من دون جمهور.

وهذا الأمر سيسمح على الأقل بعودة الأحداث الرياضية الحية الى شاشات التلفزة، لكن ترامب يريد أكثر من ذلك “نريد في نهاية المطاف أن يجلس الناس بجانب بعضهم البعض في المباريات”.

من المؤكد أن عودة المشجعين الى المدرجات تعتمد على الضوء الأخضر من السلطات، وهذا الأمر ليس متوفرا لا في الوقت الحالي ولا في الأسابيع القليلة المقبلة في ظل تواصل ارتفاع عدد الإصابات والوفيات في البلاد.

واعتبر حاكم كاليفورنيا نيوسوم الثلاثاء أن احتمال التجمعات الجماهيرية في الولاية “ضئيل في أحسن الأحوال”، وذلك بانتظار أن يتوفر اللقاح لعلاج “كوفيد-19”.

وفي ولاية تضم قرابة 20 فريقا محترفا في شتى أنواع الرياضات الشعبية في الولايات المتحدة، حذر نيوسوم أن “الأحداث الكبيرة التي تجمع مئات، آلاف، عشرات الآلاف من الغرباء من كل حدب وصوب… ليست ممكنة استنادا الى الإرشادات والتوقعات الحالية”.

وأظهر استطلاع أجرته جامعة سيتون هول هذا الشهر بأن 72 بالمئة من أصل 762 شخصا شاركوا فيه، بينهم 61 بالمئة تم تحديدهم كمشجعين رياضيين، لن يشعروا بالأمان لحضور أحداث رياضية، إلا عندما يتم العثور على لقاح.

لكن يبقى هناك من يسير عكس التيار، على غرار حاكم فلوريدا رون ديسانتيس الذي يعتبر حليفا قويا لترامب، إذ أصدر أمرا تنفيذيا حدد فيه أن “الموظفين في الرياضات المحترفة والإنتاج الإعلامي الموجه لجمهور الوطن (ليس الولاية وحسب)”، يعتبرون ضمن “الخدمات الأساسية” ولا يطبق عليهم قرار العزل المنزلي الصادر عن ولايته.

وفتح هذا الأمر الباب أمام شركة “وورلد رستلينغ إنترتاينمنت” المالكة لحقوق بطولة المصارعة الحرة “دبليو دبليو أي” والتي يديرها صديق آخر لترامب بشخص فينس ماكماهون، لاستئناف البث المباشر للأحداث أيام الاثنين من استوديو في أورلاندو.

Source: France24.com/

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *