‘);
}

مفهوم التوازن البيئيّ

البيئة تشمل جميع العناصر الطبيعية والحياتية التي توجد حول سطح الكرة الأرضية وعليها وداخلها، وهذه العناصر المكونة للبيئة تشمل الغلاف الجوي والمائي، والمصادر الطبيعية، والكائنات الحية التي تعيش على الكرة الأرضية من إنسان وحيوان ونبات. والتوازن البيئي على سطح الكرة الأرضية هو ذلك التوازن الدقيق في النظام البيئيّ على الأرض، وهذا يعني أن تكون تلك العناصر والخصائص البيئيّة محافظةً على وجودها ونسبها المحددة في النظام البيئي. فالنظام البيئي يتميز بالتفاعل المنتظم بين عناصر البيئة الحية وغير الحية، كما يعني خضوع الطبيعة لقوانين وعلاقات منسجمة مع بعضها، بحيث تؤدي إلى توازن كافّة مكوناتها البيئيّة، فتترابط هذه المكونات والعلاقات بتناسق دقيق جداً. ومن أخطر مظاهر اختلال التوازن البيئي عدم قدرة النظام البيئي على المحافظة على نسب معتدلة ومتوازنة من العناصر والمواد والأشياء المكوّنة للنظام البيئيّ مما يشكل لاحقاً تهديداً حقيقياً لأشكال الحياة المتنوعة على سطح الأرض. ويتطلب هذا بذل جهود كبيرة للمحافظة على كافة العناصر التي تدخل في تركيب النظام البيئيّ، لتوفير بيئة طبيعيّة مستقرة، وللحدّ من التأثير السلبيّ الذي يسبّبه العنصر البشريّ الذي يعتبر سبباً رئيسياً في اختلال التوازن البيئيّ.[١][٢]

الاختلال في التوازن البيئي

كان التدخل البشري في اختلال التوازن البيئي محدوداً بشكل كبير قبل العصر الحديث، فقد كانت الاختلالات البيئية تحدث نتيجة عوامل طبيعية، فمثلاً كان انقراض بعض الكائنات الحيّة لأسباب طبيعيّة منها: عدم توفر العناصر الغذائية، أو نتيجة لارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، أو الفيضانات التي قد تقضي على الغطاء النباتي، وكذلك الأمر في حصول البراكين أو الزلازل وغيرها من عوامل طبيعية قد تكون سبباً في حدوث اختلال بيئي. وفي العصر الحديث وخصوصاً بعد الثورة الصناعية، والثورة التكنولوجية أصبح العامل البشري هو المسؤول المباشر عن معظم المشاكل البيئية، والسبب الرئيسي وراء معظم المشاكل البيئية والاختلالات التي حدثت في النظام البيئيّ برمته، وأدى ذلك إلى تهديد الموارد الطبيعية غير المتجددة. لقد ساهم إنشاء المصانع الكبرى، والشبكات الهائلة لوسائل التنقل الحديثة، في انبعاث الغازات الضّارة بالغلاف الجوي، وكذلك فإن عمليات تجريف الأرض عبر إنشاء المناجم وتجريف الغابات، وإنشاء السدود كل ذلك، وغيره من أنشطة بشرية رافقت علميات التحديث بهدف زيادة معدلات النمو، ونسبة الرفاهية، لكنها في المقابل أثّرت سلبياً على المكونات البيئية الطبيعية وبالتالي ساهمت في اختلال التوازن البيئي.[٢][٣][٤][٥]