كورونا يتسبب في تسريح ملايين الموظفين.. كيف تستعد للمواجهة؟
أنت لا تتحكم في وضع عملك ولكنك تستطيع التحكم في مدى استعدادك للمستقبل
أجبر فيروس كورونا المستجد آلاف الشركات على إغلاق أبوابها؛ مما تسبب في تسريح العمال والدخول في إجازات طويلة لا يعرف أحد كيف سيخرج منها.
في مقال بعنوان “هل أنت قلق من خسارة وظيفتك بسبب فيروس كورونا؟” على موقع “ستاندرد ميديا”؛ يقول الكاتب ديريك أولوش “إذا كنت محظوظا بما يكفي لاستمرارك في العمل في الوقت الحالي، فمن الجيد الاستعداد للأسوأ. أنت لا تتحكم في وضع عملك ولكنك تستطيع التحكم في مدى استعدادك للمستقبل”.
من جانبه، يقول ديفيد بلوستاين -أستاذ علم النفس الإرشادي في كلية بوسطن الأميركية، ومؤلف كتاب “أهمية العمل في عصر عدم اليقين”- إنه “في الوقت الحالي تعاني جميع اقتصادات العالم من أعراض متشابهة، الوضع أشبه بكونه جائحة عالمية للبطالة”.
القلق الرئيسي يكمن لدى كثيرين في المجهول الذي يحيط بمستقبل العمل
الاستعداد العاطفي أولًا
يقول الكاتب داميان فولر في مقال له على موقع بي بي سي إن مما يزيد تعقيد الأمر السرعةَ التي وجد بها كثيرون أنفسهم فجأة من دون عمل، فإما أنه يتم الاستغناء عن الموظفين وفصلهم بالكامل، أو أن يطلب منهم أخذ إجازة غير مدفوعة إلى أجل غير مسمى. وهذا بالطبع تحد مالي لكثيرين فقدوا دخلهم فجأة، كما يمثل تحديا نفسيا أيضا، عندما تفقد وظيفتك. فكيف يمكن التعامل مع هذه المشاعر؟
يكمن القلق الرئيسي لدى كثيرين في المجهول الذي يحيط بكل شيء، وإلى متى سيستمر هذا الأمر؟ وكلما طال الوضع الحالي كبرت الفجوة المالية. إن فقدان أي وظيفة يعد أمرا مزعجا على المستوى النفسي، ولكن القيام بذلك في بيئة عدم اليقين الحالية يمثل ضغوطا إضافية.
ووفقا لفولر، فإن علماء النفس يشيرون إلى أن فقدان الوظيفة يعادل غالبا الحزن على فقدان شخص عزيز، ويمتد من الصدمة والإنكار، إلى الغضب والمساومة، وفي النهاية القبول والأمل.
فقدان الوظيفة يعادل غالبا الحزن على فقدان شخص عزيز
الحفاظ على التوازن
وفقا للاختصاصي النفسي آدم بنسون، فإن الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين عانوا من صعوبات مالية أو صعوبات متعلقة بالعمل هم أكثر عرضة لمشاكل الصحة العقلية؛ فكيف يمكن الحفاظ الآن على قدر من التوازن في هذا الوضع غير المسبوق؟
ويقترح بنسون أنه بشكل عام بعد أي خسارة يجب على الناس التعرف على الأمور التي يمكنهم السيطرة عليها، وتلك التي لا يمكنهم السيطرة عليها، والتركيز على الأولى.
ويضيف أن تحديد المشاكل الفورية، مثل الحاجة إلى تقليل إنفاق الأسرة لفترة، إلى جانب الاعتراف بأن الأمور -على المدى القصير- ستكون صعبة سيساعد على قبول بعض التغييرات حتى يعود الوضع إلى طبيعته. هذا إضافة إلى أن الطبيعة الجماعية لهذه التجربة تخلق إحساسا بأننا جميعا في هذا الأمر معا، لذا لا تشعر بالعزلة.
صندوق طوارئ
بالنسبة للاستعداد المادي لفكرة احتمالية فقدان الوظيفة، أو في حال تم فقدها بالفعل، تقول الكاتبة كاتي بروكمان -على موقع “فوول”- إن أفضل طريقة للتحضير هي عن طريق بناء صندوق طوارئ. من الأسهل بكثير تخصيص بعض المدخرات عندما لا يزال لديك مصدر دخل، لذا ابذل قصارى جهدك لإنشاء صندوق طوارئ في أسرع وقت ممكن في حالة فقدان وظيفتك.
إذا كنت تواجه صعوبة في الحصول على أموال إضافية، فقم بعمل قائمة بجميع نفقاتك واقطع أي شيء غير ضروري. كل مبلغ مهم، وقد تتفاجأ بمدى ما يمكنك توفيره عند إجراء تخفيضات صغيرة في عدة مجالات من ميزانيتك.
ووفقا لبروكمان، فإن إيجاد نقود إضافية في ميزانيتك هو نصف المعادلة فقط. من المهم بالقدر نفسه التأكد من أنك تستفيد من جميع الموارد الأخرى المتاحة لك، وتأكد من أنك تنفق أموالك في المكان الصحيح، ومن الاستفادة من مدخراتك بالشكل الذي تراه مناسبا، بحيث تدر عليك عائدا تستفيد منه خلال هذه الظروف.
ابحث عن مصدر دخل بديل. إذا كانت جائحة كورونا قد أوقفت مصدر دخلك الرئيسي
مصدر دخل بديل
تقول الكاتبة والمحررة بموقع “فايندر” كيلي غينان “ابحث عن مصدر دخل بديل، وإذا كانت جائحة كورونا أوقفت مصدر دخلك الرئيسي، ففكر في استثمار بعض الطاقة في العثور على دخل جانبي، فإذا كان لديك جهاز كمبيوتر واتصال بالإنترنت فستجد الكثير من الخيارات لاستكشافها”.
وفقا لغينان، فإنه إذا كنت تبحث عن تدفق نقدي سريع، فكر في استخدام مهاراتك أو اهتماماتك كأن تحصل على أموال مقابل ممارسة الكتابة الصحفية المستقلة، أو أن تعمل مدرسا عبر سكايب، أو أن تكون مساعدا افتراضيا، أو أن تبيع الملابس عبر الإنترنت.
كما يمكنك أن تبدأ وظيفة مؤقتة لدى الشركات التي تطلب عمالا مؤقتين في الوقت الحالي بسبب الزيادة في الطلب عليها، خاصة الشركات التي تعمل بشكل إلكتروني لخدمة المستهلك.