بنعبد القادر: العربية ميتة وليست لغة علم.. والقباج يرد: يؤسفني أن يكون وزير في الحكومة بهذا القدر من الجهل والاستلاب
هوية بريس – عابد عبد المنعم
خرج الوزير المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية، محمد بنعبد القادر، بتصريح من شأنه أن يثير كثيرا من الجدل.
حيث ادعى الوزير الاتحادي، خلال لقاء حضره بتطوان حول الإدماج الاجتماعي للشباب، بأن اللغة العربية لغة ميتة لم يتم تحديثها منذ 14 قرنا، ولا يمكننا اليوم استعمالها في تدريس المواد العلمية.
وتعليقا على هذا الكلام الذي صدر عن مسؤول حكومي، كتب الشيخ حماد القباج، مدير مؤسسة إحياء للتنمية الأخلاقية والفكرية “لم يؤسفني من حال الوزير أنه مستلَبٌ تابعٌ لدرجة جعل فيها من نفسه خادما للغة الآخر ومصالح الآخر.. كارها للغة أمته ووطنه ودولته..
ولكنني أسفت غاية الأسف أن وزير الإدارة المغربية يجهل الحقائق المتعلقة بلغته الوطنية الدستورية:
يجهل أنها لغة حملت العلم للبشرية طيلة تسعة قرون (من البعثة المحمدية إلى زمن ابن خلدون..).
وأنها لغة نقلت ما سبق من العلوم وطورته وأعادت إنتاجه وولّدت منه وأبدعت واخترعت واكتشفت.. إلى درجة جعلتها لغة العلم التي يُقتبس منها ويستضاء بها..
ألا يعلم الوزير أن أوروبا نهضت باعتمادها على رجال من طراز ابن الهيثم وابن سينا وابن رشد وابن خلدون والمقريزي؟!
ألم تكن لغتهم العلمية وأمثالهم من الفلاسفة والمفكرين والعلماء هي العربية؟؟
ألم يطلع الوزير على موسوعة الأستاذ فؤاد سيزكين التي جمع فيها العلوم التي طورها العرب والعلوم التي اكتشفوها فملأوا الدنيا بأنوارها لما كانت أوروبا في ظلمات الجهل؟
(من العلوم التي أثبت ريادة العرب فيها تطوير واختراعا: الطب/ الرياضيات / الكيمياء / الجغرافيا / علم الاجتماع / الفلك…).
أليست هذه اللغة مدينة لنا بواجب بعثها وتطويرها لتكون لغة تدريس العلوم اليوم؟
أليس هذا ما تقتضيه الصيرورة التاريخية والدراسات العلمية ودستور دولتنا ومستلزمات نهضتنا؟
ألم يكشف الوزير عن قدر كبير من الجهل حين ألغى 9 قرون كانت فيها العربية لغة علم وتواصل؟!
هل يوجد مثقف مبتدأ يظن أن العربية ماتت منذ عهد جاهلية العرب؟!
لقد كانت عربية أهل الجاهلية: عربية شعر رصين وأدب رفيع.. فلما جاء الإسلام زاد تألقها ووسع مجالها لتصير لغة علم وتواصل عالمية..
أيها الوزير:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة … وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم”.
وأضاف الشيخ القباج في تدوينة على حسابه بالفيسبوك “الميت ليس هو اللغة العربية.. وإنما الميت ضمير كثير من المنسوبين على النخبة الذين مات عندهم حس ونخوة الانتماء لتاريخ حضاري مجيد كفيل ببعث مستقبل زاهر كريم.. هذا هو الموت وهؤلاء هم الأموات.. أما اللغة العربية فتحمل في طياتها حياة هذه الأمة ومجدها وكرامتها.. لو وجدت من يعطيها حقها ويوفيها مستحقها.. ولكن هيهات أن يفعل ذلك من مات ضميرهم وتبلّد حسهم واستحكم جهلهم ورسخ استلابهم..
يؤسفني أن يكون وزير في الحكومة المغربية بهذا القدر من الجهل والاستلاب؟؟”.
تجدر الإشارة إلى أن تصريحات الوزير جاءت عقب الجدل حول القانون الإطار ولغة تدريس المواد العلمية والتقنية، حيث أن حزب الاتحاد الاشتراكي الذي ينتمي إليه الوزير بنعبد القادر سبق وصادق على مواد القانون جملة وتفصيلا، إلا أن تصريحات بهذا العداء للغة الدستورية الأولى للمغاربة لم يسبق أن صدرت عن مسؤول حكومي من قبل.
