الفرق بين الحصبة والجدري
٠٨:٣٧ ، ٢٨ مارس ٢٠١٩
‘);
}
الحصبة والجدري
إن الحصبة والجدري مرضان كانا قد سبّبا مشاكل صحية واسعة جدًا في كثير من مناطق العالم، فملايين من الناس كانت قد قضت نحبها نتيجة لهذين المرضين الخطيرين، ويتعجّب الأطباء اليوم كيف كان يعاني أسلافهم من الأطباء القدماء في تحديد الفرق بين الحصبة والجدري بشكل كبير، والصعوبة كانت بالتحديد في تشخيص الفرق في الأعراض البادرية لكل من المرضين، فالتشخيص الباكر كان له أهمية في تحديد إنذار المرض ومحاولة تقديم العلاج أبكر ما يمكن، وأحيانًا ما يتظاهر الطفح في مرض الجدري بما يشابه ما يظهر في مرض الحصبة، ومع تقدّم العلم أصبح تحديد الفرق بين الحصبة والجدري أمرًا سهلًا، وقد قدّم كل من أوسلر وكوبليك -وهما عالمين قديمين في الطب- فروقًا تشخيصية تساعد في التفريق بين هذين المرضين. [١]
أعراض الحصبة
إن أول أعراض الحصبة يبدأ عادة على شكل حمّى عالية الدرجة، والتي تبدأ عادة بعد 10 إلى 12 يوم من التعرض للفيروس، ويمكن أن تستمر لمدّة 4 إلى 7 أيام، كما يمكن أن تترافق الأعراض المبكّرة بسيلان الأنف والسعال واحمرار العينين والدّماع، بالإضافة إلى بقع بيضاء صغيرة في الوجه الباطني للخدّ والمدعوة ببقع كوبليك، وبعد عدّة أيام من هذه الأعراض، يبدأ الطفح بالظهور، وغالبًا ما يبدأ على الوجه وأعلى الرقبة، وخلال 3 أيام ينتشر الطفح بشكل كبير، ويصل حتّى القدمين واليدين، ويستمر هذا الطفح لمدّة 5 إلى 6 أيام ثم يبدأ بالزوال، وبشكل وسطي، يحدث الطفح بعد التعرض للفيروس بحوالي 14 يومًا، مع مجال يتراوح بين 7 و 18 يوم.
‘);
}
وتنجم معظم وفيات الحصبة عن الاختلاطات المرافقة للمرض، وتحدث الاختلاطات الخطيرة بشكل رئيس عند الأطفال تحت سن 5 سنوات، أو البالغين فوق سن 30 سنة، ومن أخطر الاختلاطات العمى والتهاب الدّماغ -والذي يحمل معه خطر تورم الدماغ مع ما يرافقه من أعراض ومشاكل مهدّدة للحياة- والإسهال الحاد والتجفاف المرافق له، كما يمكن أن تترافق الحصبة باختلاطات مثل التهاب الأذن أو الالتهابات التنفسية الشديدة مثل ذات الرئة، وتشيع الحصبة شديدة الأعراض عند الأطفال صغيري السن وسيئي التغذية، خصوصًا هؤلاء الذين يعانون من عوز في فيتامين A أو الذين يملكون مشاكل في الجهاز المناعي، كما يحدث في حالة الإصابة بفيروس عوز المناعة المكتسب المسبب للإيدز. [٢]
أعراض الجدري
تبدأ أعراض الجدري الأولية بعد حوالي 10 إلى 14 يوم من الإصابة، وخلال فترة الحضانة -والتي يمكن أن تمتد من 7 إلى 17 يوم-، يكون الشخص طبيعيًا وسليمًا ظاهريًا ولا يمكن أن يُعدي الآخرين بالنشاطات اليومية الاعتيادية، وبعد هذه الفترة، تتظاهر أعراض وعلامات مفاجئة تشابه أعراض الزكام، من هذه الأعراض ما يأتي: [٣]
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
- حمى.
- انزعاج معمم.
- صداع.
- الإرهاق الشديد.
- الألم الظهري الشديد.
- التقيؤ في بعض الأحيان.
وفي عدّة أيام تلي هذه الأعراض، تظهر بقع حمراء مسطحة بداية على الوجه واليدين والساعدين، ومن ثم تنتقل لتظهر على الجذع، وخلال يوم إلى يومين، تبدأ هذه المناطق بالتحول إلى بثور صغيرة مليئة بالسائل الرائق، والذي يتحول لاحقًا إلى قيح، ثم تبدأ الجَلَبات بالتشكل بعد 8 إلى 9 أيام، ثم تبدأ بالزوال، وتترك خلفها ندبات عميقة منقّرة، كما يمكن للآفات أن تصيب الأغشية المخاطية للأنف والفم، ومن ثم تتحول سريعًا إلى قرحات.
الفرق بين الحصبة والجدري
مما سبق يمكن ملاحظة أن هناك بعض التشابهات بين الحصبة والجدري، ولكن يمكن إيجاد الفرق بين الحصبة والجدري في كثير من الأعراض التالية للإصابة بعدّة أيام وأسابيع، كما أن الفرق بين الحصبة والجدري يمكن أن يُلاحظ في الاختلاطات الناتجة عن كل من المرضين، فالاختلاطات الناتجة عن مرض الحصبة قد تحمل أمراضًا أو حالات خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الموت، من هذه الاختلاطات ما يأتي: [٤]
- التهاب الأذن: وهو من أشيع الاختلاطات الناتجة عن الحصبة، ويكون التهابًا بكتيريًا.
- التهاب القصبات والحنجرة -أو ما يُدعى بالكروب-: قد تقود الحصبة لالتهاب على مستوى الحنجرة، أو التهاب على مستوى الجدران الداخلية للطريق التنفسي الذي يحمل الهواء إلى الرئتين -أو القصبات الهوائية-.
- ذات الرئة: وهي من الاختلاطات الشائعة للحصبة، وتحدث باحتمالية أكبر عند المرضى الذين يعانون من مشاكل على مستوى الجهاز المناعي، حيث تكون أعراض ذات الرئة عندهم شديدة جدًا وقد تؤدّي إلى الموت.
- التهاب الدماغ: ويحصل هذا الاختلاط عند 1 من كل 1000 مصاب بالحصبة، وقد يحدث فورًا بعد الحصبة، كما يمكن أن يحدث بعد عدّة شهور من الإصابة بها.
- بعض المشاكل الحملية: يمكن للحصبة أن تسبب الإجهاض المبكّر، كما يمكن أن تحمل خطر وفاة الجنين أو الأم أو انخفاض وزن الوليد.
بينما يحمل مرض الجدري اختلاطات أقل خطورة من الحصبة، ومعظم المصابين بالجدري يتعافون تمامًا بدون تطوير مشاكل أو اختلاطات خطيرة، ولكن بعض الأنواع أو الذراري النادرة من الجدري يمكن أن تكون قاتلة بشكل كبير، وغالبًا ما تصيب هذه الذراري النساء الحوامل والأطفال الذين يعانون من مشاكل في جهازهم المناعي، ويعاني المتعافون من مرض الجدري من ندبات شديدة على الوجه والأطراف، وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي الجدري إلى العمى. [٣]
علاج الحصبة والجدري
لا يمكن إيجاد الفرق بين الحصبة والجدري فيما يتعلق بالعلاج، فكلا المرضين لا يعالجان بأنواع محدّدة من الأدوية، حيث يتم تقديم العلاجات العرضية التي تساعد المريض في التخلص من أعراضه وتحسن من تحمله للمرض، ويرتكز العلاج في الحصبة على التمنيع واللقاح بعد الإصابة لمحاولة منع الاختلاطات قدر الإمكان، بالإضافة إلى تقديم الغلوبولين المناعي الذي يساعد في تخفيف شدة الأعراض عند الحوامل والأطفال المصابين بالأمراض المناعية [٥]، بينما يرتكز العلاج في مرض الجدري على منع حدوث التجفاف من المريض، وذلك بتعويض السوائل والشوارد بكميات كافية، ويفضل القيام بهذه الإجراءات في المستشفى، وقد يصف بعض الأطباء الصادات الحيوية عند وجود مشاكل أخرى عند المريض كالتهاب الرئة أو الإنتانات الجلدية. [٦]
المراجع[+]
- ↑Smallpox and measles: Historical aspects and clinical differentiation, , “www.researchgate.net”, Retrieved in 29-01-2019, Edited
- ↑Measles, , “www.who.int”, Retrieved in 29-01-2019, Edited
- ^أبSmallpox, , “www.mayoclinic.org”, Retrieved in 29-01-2019, Edited
- ↑Measles, , “www.mayoclinic.org”, Retrieved in 29-01-2019, Edited
- ↑Measles, , “www.mayoclinic.org”, Retrieved in 29-01-2019, Edited
- ↑Smallpox, , “www.mayoclinic.org”, Retrieved in 29-01-2019, Edited