وصرح داود أوغلو في مقابلة مع وكالة “رويترز”: “للأسف حكومتنا لا تقدم أداء دبلوماسيا لائقا”.
وأضاف أنه إذا كانت اليونان وتركيا تفضلان “استعراض القوة” على الدبلوماسية، فإن “أي أزمة قد تنشب في أي وقت وتتصاعد”.
وشدد على أنه “ينبغي على تركيا أن تقول للاتحاد الأوروبي بوضوح: دعونا نجلس ونتبادل جميع الآراء”، مضيفا أنه يتعين على أنقرة الجلوس أيضا مع أثينا لمناقشة كل الأمور ووقف تصعيد التوتر.
وقال داود أوغلو إن أنقرة لديها تظلمات حقيقية بشأن مطالب اليونان بالأحقية في عشرات الآلاف من الكيلومترات المربعة في البحر، وصولا إلى ساحل تركيا على البحر المتوسط، لكن النهج الذي يتبعه أردوغان ينطوي على مجازفات شديدة.
وانشق داود أوغلو عن حزب العدالة والتنمية العام الماضي، بعد خلافات عاصفة مع رفيق دربه أردوغان، وأسس حزب المستقبل الذي يعارض الرئيس حاليا.
وقاد داود أوغلو خلال توليه منصب وزير الخارجية سياسة أقل تصادما أثناء العقد الأول من حكم أردوغان، وميز أسلوبه القائم على أساس “صفر مشاكل” تعاملات أنقرة المبكرة مع أوروبا والشرق الأوسط.
وانتقد داود أوغلو ما وصفه بميل أردوغان إلى الاستبداد في ظل نظام الرئاسة التنفيذية الجديد في تركيا، واتهم الحكومة بإساءة إدارة سلسلة من التحديات من بينها الاقتصاد وتفشي فيروس كورونا والتوتر المتصاعد في شرق البحر المتوسط.
وكانت تركيا قد أرسلت الشهر الماضي سفينة ترافقها فرقاطات للتنقيب عن النفط والغاز في منطقة، تعلن اليونان أحقيتها فيها، ما اعتبرتها أثينا خطوة غير مشروعة.
وهناك خلاف بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي بخصوص مدى الجرف القاري لكل منهما والمناطق الاقتصادية الخالصة لهما في البحر.
وفرض الاتحاد الأوروبي، الذي يساند اليونان العضو فيه، عقوبات على تركيا. وألقى تصادم سفينة بحرية تركية بأخرى يونانية الشهر الماضي الضوء على احتمالية التصعيد العسكري.
وأوقفت أنقرة عملية التفاوض مع أثينا، ولم تحقق زيارة وزير الخارجية الألماني لكل من تركيا واليونان الأسبوع الماضي نجاحا على ما يبدو.
وسيناقش زعماء الاتحاد الأوروبي الخلاف في وقت لاحق هذا الشهر وقد يتخذ التكتل مزيدا من الإجراءات ضد تركيا.
وأثناء توليه منصب وزير الخارجية التركي بين عامي 2009 و2014 ثم رئاسة الوزراء للعامين التاليين، عمل داود أوغلو على تقوية علاقات بلاده ونفوذها في البحر المتوسط والشرق الأوسط.
لكن جرى تعليق المحادثات التي استمرت لسنوات مع اليونان في عام 2016، وخرجت إستراتيجية داود أوغلو تجاه الشرق الأوسط عن مسارها في خضم انتفاضات الربيع العربي عند انهيار العلاقات مع سوريا ومصر، بسبب دعم أنقرة لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وحزب المستقبل بزعامة داود أوغلو واحد من حزبين انشقا عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، وما حققه الحزبان من تقويض للدعم الذي يحظى به العدالة التنمية يجعل سعي أردوغان لكسب الأغلبية في الانتخابات المقررة عام 2023 أمرا بالغ الصعوبة.