مراسل “الأناضول” بإسبانيا.. قصة انتصار على كورونا (تقرير)

مراسل "الأناضول" بإسبانيا.. قصة انتصار على كورونا (تقرير)

Madrid

مدريد/ شنهان بول ايللي/ الأناضول

بعد 4 أسابيع من الحجر الصحي، خرج مراسل وكالة “الأناضول” في العاصمة الإسبانية مدريد، شنهان بول ايللي، وأسرته، منتصرًا على فيروس كورونا المستجد.

تجربة تعلم منها الكثير كما يقول في إطار استعراضه مراحل إصابته بالفيروس، وفترة الحجر الصحي التي قضاها في منزله واستمرت 4 أسابيع، ومحافظته على التباعد الاجتماعي مع أفراد الأسرة داخل المنزل.

وفي حديث للأناضول، قال بول ايللي إنه وضع نفسه وزوجته وابنته البالغة من العمر 6 أعوام ونصف في الحجر الصحي، حيث يقيمون في العاصمة مدريد، التي تعتبر واحدة من أكثر المدن الإسبانية تضررًا من انتشار واسع للوباء، منذ 11 مارس/ آذار الماضي.

وأشار إلى أن إغلاق السلطات الإسبانية المدارس وتمكين شركات القطاع الخاص موظفيها من العمل عن بعد، سهّل عملية الحجر الصحي، الذي تحول لاحقًا إلى ضرورة ملحة مع إعلان حالة الطوارئ في 14 مارس/ آذار الماضي.

وتابع: “بدأنا أنا وأسرتي كفاحنا ضد كورونا المستجد صباح يوم 16 من مارس، فبعد الاستيقاظ صباحا، شعرت بصداع وضعف شديد في جسدي، وتساءلت، ‘هل أنا مصاب بذلك الفيروس؟’. كنت قلقًا للغاية، وأخضعت نفسي فورًا للحجر في إحدى غرف المنزل.”

ومضى يقول: “تغلبت على الحمى والضعف والصداع تدريجياً خلال 5 إلى 6 أيام باستخدام باراسيتيمول (دواء يخفض الحرارة) التزامًا بنصائح الأطباء الذين كانوا يوجهوني عبر الهاتف”.

واستدرك قائلًا: “ومع ذلك، لم أشعر بأني أتماثل للشفاء، فسعيت للحصول على معلومات حول ما يجب علي فعله، من خلال الاتصال مرة واحدة كل يومين أو ثلاثة أيام، بأحد الأرقام المخصصة لمثل هذه الحالات والتابعة لمديرية الصحة في مدريد”.

وتابع: “لكن الجواب كان دائمًا مواصلة البقاء في الحجر الصحي في المنزل والاتصال بالإسعاف فقط عند وجود مشكلة في الجهاز التنفسي”.

وأضاف: “وعندما بدأ التهاب الحلق والسعال يشتد علي، ذهبت إلى قسم الطوارئ في مستشفى ‘سان رافائيل’ وسط مدريد في 28 مارس”.

وبسبب نقص الأقنعة والقفازات، قال بول ايللي: “حصلت على هذه المواد من قبل الموظفين عند مدخل المستشفى. رغم أنها مستشفى معروفة ، إلا أن مجموعات اختبار الفيروس لم تكن متاحة، وتم إجراء التصوير الشعاعي للصدر بالنسبة للمرضى الذين جاؤوا إلى المستشفى أولاً، ثم إجراء فحص الدم إذا لزم الأمر”.

وبعد خضوعه لهذه الفحوصات، تبين أن بول ايللي مصاب بالفيروس، ولكن لم تصنّف حالته على أنها حرجة، ولذلك طلب منه الأطباء تناول مضادّات حيوية، والتزام الحجر الصحي في المنزل لمدة 5 أيام أخرى والعودة إلى المستشفى في حالة حدوث أي تدهور.

ووفق بول ايللي، فإن الطبيب أبلغه أن عملية الشفاء تختلف من شخص لآخر، وأن الأمر قد يستغرق شهرًا واحدًا للذين تم علاجهم في المنزل.

وقال: “كانت المستشفيات تحتفظ بالمصابين الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي، فيما يتم توجيه الحالات الأخرى إلى العلاج المنزلي، ذلك أن المضادات الحيوية تمكن من تقليل حدة السعال والتهاب الحلق، وهذا ما بعث في نفسي الأمل، وعرفت أني بدأت في التعافي”.

وفي اليومين الأخيرين، يتابع: “عندما بدأت أشعر بتحسن بدني، أنهيت الحجر الصحي وحاولت الحصول على نصيحة الأطباء لأعيش حياتي بشكل طبيعي مع أسرتي في المنزل”.

ويقول بخصوص ذلك: “تمكنت من التحدث إلى أحد الأطباء بعد الانتظار لمدة ساعة على الهاتف بسبب الضغط الموجود لكثرة الحالات الحرجة في العاصمة مدريد”.

وأضاف: “أكّد لي الطبيب أن كورونا ‘وباء جديد وغير معروف’ بالنسبة للأطباء، وعلى الرغم من عدم وجود آثار معدية بعد 15 يومًا من ظهور الأعراض الأولى، إلا أنه على المصابين المتعافين توخي الحذر”.

وأوضح الطبيب الإسباني لمراسل الأناضول أيضًا، أن منظمة الصحة العالمية نصحت الحالات التي تعافت من الفيروس بالالتزام بالحجر الصحي لمدة أسبوعين إضافيين، وأنه سيكون من الأفضل الاستمرار في الحجر الصحي لمدة 10 أيام أخرى على الأقل لحماية صحة الأسرة.

** التباعد الاجتماعي في المنزل

وأشار مراسل الأناضول إلى أنه رغم عدم شعوره بأي أعراض في الوقت الحالي، إلا أنه قرر البقاء في الحجر الصحي المنزلي، حتى لا يخاطر بصحة زوجته وابنته.

وقال: “على الرغم من صعوبة قضاء 4 أسابيع فقط في غرفة مساحتها 15 مترًا مربعًا، إلا أنه كان لا بد من مواصلة الحجر 10 أيام أخرى من أجل احتضان الأحباء والأصدقاء مرة أخرى”.

وأضاف: “خلال هذه الأسابيع الأربعة التي عشت فيها في الحجر، حافظنا دائمًا على التباعد الاجتماعي في المنزل، فصلنا الحمامات وتحدثت مع زوجتي وابنتي من خلال الوقوف من طرف إلى آخر في الممر الذي يبلغ طوله 3 أو 4 أمتار”.

كما أشار إلى أن زوجته كانت تترك وجباته عند باب الغرفة كل يوم، وتجمع الأطباق بالقفازات كل يومين لمنع أي انتقال محتمل للفيروس.

وتابع: “في تلك الأثناء، دربنا ابنتنا البالغة من العمر 6.5 عامًا على الانتباه إلى المحافظة على التباعد الاجتماعي، ووضعنا حبلًا في نهاية الممر، لكي لا تتجاوزه”.

وبالنسبة لمراسل الأناضول، فإنه “ربما كانت مساعدتنا لابنتي عن بعد في دروسها، وقراءة الكتب لبعضنا البعض، ولعب الألعاب وكتابة الرسائل المتبادلة هي أكثر الذكريات التي لا تنسى في فترة الحجر الصحي”.

وختم بالقول: “أعتقد أن العالم سيتغلب على هذا الوباء، تمامًا كما نجوت أنا وأسرتي بصبر ودون ذعر، ومن خلال الالتزام بنصيحة الأطباء والخبراء”.

والأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الإسبانية ارتفاع إجمالي وفيات كورونا في عموم البلاد إلى 18 ألفا و579 حالة، والإصابات إلى 177 ألفا و633.

ولفتت إلى أن إجمالي المتعافين من الفيروس، بلغ 70 ألفا و853، بعد تعافي 3349 مصابا خلال آخر 24 ساعة.

Source: Aa.com.tr/ar

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *