
Bursa
بورصة/ جم شان/ الأناضول
– مجموعة من الطلاب الأجانب في ثانوية مراد خداوندكار الدولية للأئمة والخطباء، يعبرون عن تضامنههم مع تركيا في مواجهة تفشي فيروس كورونا عبر إنتاج كمامات لصالح الكوادر الصحية
– الطلاب يستخدمون طابعات ثلاثية الأبعاد لإنتاج 100 كمامة يوميا
تعبيرًا عن تضامنهم ودعمهم للتدابير المتخذة لمنع انتشار فيروس كورونا (Kovid-19) في تركيا، بدأت مجموعة من الطلاب الأجانب، بإنتاج كمامات من أجل العاملين في الكوادر الصحية.
وتعمل مجموعة الطلاب الأجانب في ثانوية “مراد خداوندكار” الدولية للأئمة والخطباء، التابعة لوزارة التعليم التركية، بمدينة بورصة (غرب)، على إنتاج الكمامات باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد.
مدير الثانوية محمد تركمان، تحدث عن مبادرة الطلبة الأجانب التي جاءت عرفانا بالجميل لتركيا، قائلا إن “ثانويته تستقبل 230 طالب أجنبيا قدموا للدراسة في تركيا من 70 بلدًا”.
وأضاف للأناضول، “الطلاب يواصلون تعليمهم عن بعد في الثانوية الداخلية عند ذويهم، فيما بقي الطلاب الأجانب في سكن المدرسة، واستغلوا وقتهم ليبدأوا بإنتاج الكمامات مستخدمين طابعات ثلاثية الأبعاد في ورشات التدريب المهني التابعة للثانوية”.
وأوضح تركمان أن “تركيا مرت بمرحلة صعبة بسبب فيروس كورونا، والطلاب الأجانب في الثانوية الداخلية يواصلون الإقامة في سكن المدرسة مع اتخاذ التدابير اللازمة مثل التباعد الاجتماعي”.
ولفت إلى أن الطلاب “لا يخرجون خارج الثانوية، ويطبقون حجرًا صحيًا جزئيًا، وويتم تلبية احتياجاتهم الأساسية من قبل الموظفين العاملين”.
تركمان تحدث عن المبادرة، مستعرضا الأوضاع داخل الثانوية بالقول “الطلبة يقضون أوقات ممتعة من خلال ممارسة أنشطة فردية وتعليمية، من خلال البرامج التلفزيونية المخصصة للتعليم عن بعد، والمنصات الإلكترونية ذات الصلة”.
وأردف “الطلاب الأجانب لم يعودوا إلى بلدانهم، بسبب انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم، وأن إدارة الثانوية توفر لهم جميع احتياجاتهم”.
كما أكد أن “العاملين في مجال الرعاية الصحية، يعملون بتفان كبير من أجل منع انتشار كورونا، وهذه الجهود لاقت اهتمامًا من قبل الطلاب الأجانب الموجودين في الثانوية”.
وتابع “تلقينا عرضًا من قبل الطلاب الأجانب يخص إنتاج كمامات طبية، وكان هذا النشاط تعبيرًا عن رغبة الطلاب في القيام بدور نشط في مثل هذه الفترة، وإنتاج كمامات لصالح الكوادر الصحية، تضامنا مع تركيا ودعما للتدابير المتخذة لمنع انتشار كورونا”.
وعن هذه المبادرة أفاد “قد لا يكون عدد الكمامات المنتجة كبيرًا، ولكن من المهم جدًا لنا أن نعلم كيفية إنتاج شيء ما، ومشاركته مع الآخرين، لاسيما إذا كانوا يكافحون في الصف الأول دفاعًا عن تهديد صحي يهدد البشرية جمعاء”.
وأوضح أن “الطلاب اعتبروا هذا النشاط، نوعا من أنواع الوفاء لتركيا حكومة وشعبًا، على ما قدموه من إمكانات تعليمية وحسن الضيافة”.
وقال أيضا “قابلنا مشاعر الطلاب بالترحيب، ويعملون على التعبير عن مشاعرهم الإنسانية ووفائهم لهذا البلد، ومن الممكن رؤية المحبة في أعينهم، وأعتقد أنهم سيكونون بمثابة سفراء لبلدنا عندما يرجعون إلى بلادهم”.
كذلك تحدث المدير أن “الطلاب الأجانب بدأوا بإنتاج الكمامات منذ الإعلان عن وجود حاجة إلى هذه المواد، في ظل التدابير المتخذة لوقف انتشار كورونا”.
وأكد أن “المدرسة تمتلك جميع أنواع المعدات التقنية والورش اللازمة لإنتاج الكمامات الطبية اللازمة، طالما استمرت الحاجة”.
وفيما يتعلق بالمبادرة، قال الطالب الباكستاني في المدرسة محمد أنس، إنه “يدرس في الصف الحادي عشر، وتمكن خلال وجوده في المدرسة من التعرف على أصدقاء من قارات مختلفة”.
ولفت إلى أن “تركيا رحبت دائما بالطلاب الأجانب، وأن زملاءه يشعرون اليوم أن عليهم المساعدة في إنتاج شيء يفيد في وقف انتشار كورونا”.
أما الطالب الغيني عبد الرحمن باه، فقال من ناحيته إن “المدرسة وفرت لهم فرصة مهمة في مواصلة حياتهم التعليمية، وأن هذه الفرصة كانت بفضل دعم تركيا لهم حكومة وشعبا”.
وأضاف أنه وزملاؤه “يعملون على إنتاج كمامات لصالح العاملين في مجال الرعاية الصحية، الذين يعملون بلا كلل أو ملل على الحد من انتشار كورونا”.
كما تحدث يونس محمدوف، وهو طالب في الصف الحادي عشر من آذربيجان، قائلا “إن كورونا تسبب بموت العديد من الناس، والطلاب الأجانب بدأوا منذ نحو أسبوع بإنتاج كمامات للمساهمة في الحد من انتشار الفيروس”.
وزاد “الطلاب الأجانب ينتجون يوميًا نحو 100 كمامة، باستخدام تقنيات التصميم عبر الكمبيوتر والطباعة، بواسطة طابعات ثلاثية الأبعاد”.
وختم بالقول “نحاول بذل قصارى جهدنا حتى لو كان الرقم صغيرًا، فالتشارك شعور لا يوصف، ونحن نشعر بالسعادة كلما فكرنا أن واحدة من هذه الكمامات قد تقي أحد الكوادر الطبية من خطر الإصابة بالفيروس”.