طقس العرب – التأمل
يرتبط ظهور نجم سهيل في أواخر شهر آب “أغسطس” لدى العرب ومنذ القدم، ببداية التغير الفصلي، حيث تبدأ الحرارة بالانخفاض تدريجيًا ويبدأ الجو بالإعتدال ليلًا.
ويشرق النجم في الجزيرة العربية وبلاد الشام في الرابع والعشرين من آب “أغسطس” الحالي وقبيل شروق الشمس، ويستمر في الظهور في أقصى جنوب السماء حتى نهاية فصل الشتاء في منطقة الجزيرة العربية.
ويختفي نجم سهيل عن الأنظار، كمعظم نجوم السماء، فترة من السنة ثم يعود إلى الظهور فترة أخرى، تبدأ في الرابع والعشرين من شهر آب من كل عام ثم يأخذ بالتقدم يوماً بعد يوم إلى أن يرتقي وسط السماء منتصف الليل في نهاية شهر أيلول ثم يظهر بعد غروب الشمس في الأفق الجنوبي الغربي مع نهاية آذار وبعدها يختفي لفترة أو يستتر حتى يطلع من جديد.
ولنجم سهيل مسميات عدة عند العرب، منها: سهيل اليمن، نظراً لوجوده في أقصى جنوب السماء أي جهة اليمن حيث يظهر مقابلاً للنجم القطبي الشمالي، لذا فإن نجم سهيل يشير إلى جهة الجنوب، ويسمى أيضا البشير اليماني.
وكان العرب في الصحراء يسترشدون بنجم سهيل وهم يتوجهون صوب الجنوب ونجم “الثريا” نحو الشمال، كما يدل نجم سهيل على القبلة في بلاد الشام والخليج العربي.
ويعتبر نجم سهيل ثاني ألمع النجوم المشاهدة في السماء بعد نجم الشعرى اليمانية الوارد اسمها في الآية الكريمة 45 من سورة النجم، ويبعد عن الأرض 1200 سنة ضوئية، وينتمي إلى كوكبة (القاعدة) وهي جزء من كوكبة أكبر تسمى (السفينة) التي تظهر في السماء الجنوبية.
هل ظهور نجم سهيل إشارة على بدء الموسم المطري؟
في ذات السياق أكّد الباحث في الطقس والمناخ عضو لجنة تسمية الحالات في المملكة العربية السعودية عبدالعزيز الحصيني، على أنه لا علاقة لظهور نجم سهيل للعيان وبدء اعتدال الجو، وأن العرب اتخذوا الطوالع والنجوم كتقويم وحساب.
كما أكّد أن لا علاقة لظهوره وغيره من النجوم بالتغيرات الجوية، بل يتزامن ظهوره مع تغير مصدر الرياح ونوعيتها التي بدورها تؤثر في تغير الأجواء.