المسيحيون يحتفلون بالفصح في بيوتهم وأكثر من 20 الف وفاة بكورونا في الولايات المتحدة

وبحسب حصيلة لجامعة جونز هوبكنز، أودى وباء كوفيد-19 بحياة عشرين ألفا و701 شخص وهو ما يُمثّل تراجعا طفيفا في هذا البلد مقارنةً باليوم السابق، في الولايات المتحدة حيث سُجّل أيضاً العدد الأكبر من المصابين (519 ألفا و453).

البابا فرنسيس في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان بتاريخ 5 نيسان/أبريل 2020

يحتفل المسيحيون بعيد الفصح الأحد في أوج إجراءات عزل تمنع المؤمنين من التوجه إلى الكنائس في عدد كبير من بلدان العالم بما في ذلك الفاتيكان حيث سيترأس البابا قداسا ينقل مباشرة بالبث التدفقي، والولايات المتحدة حيث ارتفعت حصيلة الوفيّات بفيروس كورونا المستجد إلى أكثر من عشرين ألفا.

وقال البابا فرنسيس في عظةٍ مساء السبت عشيّة أهم عيد لدى المسيحيّين، إنّ “الظلمة والموت لن ينتصرا”.

وبحسب حصيلة لجامعة جونز هوبكنز، أودى وباء كوفيد-19 بحياة عشرين ألفا و701 شخص وهو ما يُمثّل تراجعا طفيفا في هذا البلد مقارنةً باليوم السابق، في الولايات المتحدة حيث سُجّل أيضاً العدد الأكبر من المصابين (519 ألفا و453).

وكانت الحصيلة تقترب السبت من عشرين ألفا في إيطاليا الدولة الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا.

ومع ذلك يثير تراجع عدد الإصابات في غرب أوروبا وعدد من المناطق في الولايات المتحدة، بعض الأمل.

ويتطلع كثيرون إلى الصين حيث بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى مدينة ووهان التي سجل فيها أول إصابة في كانون الأول/ديسمبر الماضي، مع رفع إجراءات العزل تدريجيا. لكن بكين أعلنت الأحد عن 97 إصابة بالفيروس كلها لدى وافدين من الخارج، وهو رقم لم يسجل منذ مطلع آذار/مارس.

لكن إجراءات العزل ما تزال مطبقة من فرنسا إلى الهند.

وفي هذا الإطار، أوصى الحزب الحاكم في كوريا الشمالية خلال اجتماع برئاسة زعيمه كيم جونغ أون بتبني إجراءات أقوى في مواجهة انتشار وباء كوفيد-19، لكنه لم يتحدث عن تسجيل إصابات في البلاد.

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية إن مسؤولين دعوا خلال اجتماع للمكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الحاكم السبت، إلى تدقيق أوسع وأكثر صرامة بشأن تسلل محتمل للفيروس إلى البلاد. وأضافت أنه تم تبني قرار خلال الاجتماع بشأن “اتخاذ إجراءات وطنية أكمل لحماية حياة وأمن شعبنا ومواجهة المرض الوبائي العالمي”.

لكن المسؤولين في بيونغ يانغ ووسائل الإعلام الرسمية أكدوا مرارا أن كوريا الشمالية خالية تماما من الفيروس، بينما لا يتضمن الإعلان الرسمي الذي نشر الأحد أي تأكيد من هذا النوع.

وفي النيجر أحد أفقر بلدان العالم، فرضت السلطات على سكان العاصمة نيامي وضع كمامات ومددت إجراءات العزل بما في ذلك منع التجول ليلا وحالة الطوارىء.

من جهته، اكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة أن تخفيف تدابير التباعد الاجتماعي والحجر لإعادة تشغيل الاقتصاد في الولايات المتحدة سيكون “أكبر قرار في حياتي على الإطلاق”.

– “إعلان انتصار” –

على الرغم من إمكانية توقيفهم، جازف عدد قليل من القساوسة والكهنة الأميركيين بإعلانهم أنهم سيقيمون قداديس في كنائسهم الأحد، متجاهلين القواعد والنضائح الطبية. لكن معظمهم كانوا يقدمون الخدمات على الإنترنت.

وسيكون دونالد ترامب بين الذين سيتابعون قداس عيد الفصح عبر الإنترنت. وكتب في تغريدة صباح الأحد أنه سيتابع روبرت جيفريس رئيس الكنيسة المعمدانية الجنوبية في تكساس المؤيد بشدة للرئيس الأميركي.

وكان البابا فرنسيس ركز في عظة مساء السبت عشيّة عيد الفصح على أنّ “الظلمة والموت لن ينتصرا”، مؤكّدا أنّ هذا العيد يُشكّل “إعلان انتصار”. وقال “كلّ شيء سيكون على ما يرام، نقولها بإصرارٍ في هذه الأسابيع، متمسّكين بجمال إنسانيّتنا”.

وأضاف “لكن مع مرور الأيّام وتزايد المخاوف، فإنّ أكبر الآمال قد يتبخَّر”، مشدّدا في المقابل على أنّه “يمكننا ويتوجّب علينا أن يكون لدينا أمل” على الرغم من “الأيّام الحزينة”. ويُعطي البابا بركته “للمدينة والعالم” الأحد من داخل كنيسة القديس بطرس التي ستكون شبه خالية.

ويُحيي البابا قدّاس الفصح عادة في ساحة القديس بطرس الضخمة التي تعجّ بالمؤمنين. لكنّه سيحتفل بالقدّاس هذه السنة من داخل الكنيسة، على أن يتمّ بثّ القداس عبر شاشات.

– تراجع –

تشهد البلدان الأكثر تضررا في أوروبا وفي الولايات المتحدة – نيويورك ونيو أورليانز – مؤشرات على تراجع في عدد الإصابات. وتثير ارقام نشرتها اسبانيا السبت بعض الأمل. فقد تحدثت عن وفاة 510 أشخاص في تراجع لعدد الوفيات لليوم الثالث على التوالي.

كما انخفض عدد الوفيات في فرنسا إلى 635 أي بمقدار الثلث تقريبا عما كان عليه الجمعة. وقال المسؤول في قطاع الصحة الفرنسي جيروم سالومون “يبدو أنه تم تجاوز ذروة عالية جدا للوباء”، مؤكدا في الوقت نفسه أن “الوباء لا يزال نشطا للغاية” داعيا المواطنين إلى إلتزام الحذر.

في الوقت نفسه ذكرت إيطاليا إن عدد الوفيات اليومية بدأ يستقر بينما قاومت الحكومة ضغوطا لرفع إجراءات العزل وأعلنت تمديدها حتى الثالث من أيار/مايو.

وشهدت مدينتا نيويورك ونيو أورلينز تباطؤا في عدد الإصابات الجديدة والوفيات والاستشفاء. من جهة أخرى، أكد رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو أن المدارس العمومية في المدينة ستبقى مغلقة حتى نهاية العام الدراسي، لأن ذلك “سيُساعد في إنقاذ أرواح”.

– تحذير من انتشار الوباء من جديد –

لكن بريطانيا سجلت أكبر حصيلة ثانية مرتفعة للوفيات اليومية بينما أفاد مسؤولون أن حالة رئيس الوزراء بوريس جونسون “تتحسن بشكل كبير” حيث يخضع للعلاج في مستشفى إثر إصابته بكوفيد-19.

وبحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية، بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في العالم 1,75 مليون شخص. لكن يعتقد أن العدد أكبر من ذلك بكثير لأن العديد من البلدان لا يجرون فحوصات سوى للحالا الأكثر خطورة.

ويحذر العديد من الخبراء ومنظمة الصحة العالمية البلدان من رفع إجراءات الإغلاق بسرعة.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية تادروس أدهانوم غيبريسوس الجمعة إن التسرع في ذلك يمكن أن يؤدي إلى “عودة مميتة” للفيروس.

وتثير الأوضاع في الأحياء الفقيرة المزدحمة في مكسيكو ونيروبي ومومباي إلى مناطق النزاع الساخنة في الشرق الأوسط، مخاوف من أن الأسوأ لم يأت بعد بالنسبة لأفقر الناس في العالم.

وعلى غرار الدول الأخرى، يُفترض أن تلتزم الولايات المتحدة الحذر حيال رفع إجراءات الحجْر، إذ إنّ اتّخاذ قرار في هذا الصدد قبلَ الوقت المناسب قد يؤدّي إلى انتشار الوباء مجدّدًا، بينما التأخر فيه يُمكن أن يزيد الكلفة الاقتصادية المؤلمة جدا حتّى الآن.

في كندا، تبنّى مجلس العموم السبت برنامجًا لدعم الأجور يوصف بأنه الإجراء الاقتصادي الأكبر في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، ويهدف إلى مساعدة الشركات وعمّالها على تجاوز أزمة فيروس كورونا. ويُقدّر حجم البرنامج بـ73 مليار دولار (47 مليار يورو).

من جهتها، أعلنت بريطانيا الأحد أنها ستمنح مئتي مليون جنيه إسترليني إضافي (227,6 مليون يورو) للدول النامية لمكافحة وباء كوفيد-19، من أجل “تفادي موجة قاتلة ثانية تضرب المملكة المتحدة”

Source: France24.com/

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *