في بلاد العيون المستطيلة، حيث المواليد الصينيون بالملايين كل عام، أبصر النور في المدة الأخيرة مولود جديد ليس من لحم ودم، بل مختلف وللآن لم يطلقوا على ظاهرته اسماً بعد، وهو لغز احتاروا بتفسيره ويتعلق بسقوط الأطفال، وأحيانًا البالغين، من الطابق الخامس بالذات.
أحدث الواقعين من الطابق الخامس، هو طفل نراه في فيديو مكهرب للأعصاب أدناه، وقد علق الاثنين الماضي في حافة أسفل شرفة شقة عائلته المقيمة بالطابق السادس من عمارة في مدينة Chongqing بوسط الجنوب الصيني، بعد أن تركه والداه وحيدًا فيها لفترة قصيرة، فاستغلها البالغ 3 أعوام ومضى إلى الشرفة لينظر فيها إلى ما يرغب.
ثم قاده فضوله لينحدر منها إلى حافتها، وحين كان في مستوى الطابق الخامس بالذات، فقد القدرة على العودة، في موقع صحيفة hindustantimes الصادرة بالإنجليزية في الهند، كما في موقع Global Times الإنجليزي اللغة بالصين، وفيه أن الجيران الذين اتصلوا بالشرطة والإسعاف، تنبهوا له واحتاروا كيف ينتشلونه مما كان فيه بعد أن تأخر أفراد من اتصلوا بهم للنجدة، فاستقر رأيهم على إحضار ألحفة جعلوها كما البطانيات الواقية، وكانت فكرة أنقذته تمامًا، لأنه في تلك اللحظة فقد قدرته على التحمل، وهوى من الطابق الخامس مباشرة إلى حيث كانوا يحملون البساط الواقي، ولم يصب بأي أذى.
ويوم السبت الماضي أنقذوا رجلًا في الشرق الصيني، حاول الانتحار “لشدة غيرته من الاهتمام الذي يحصل عليه ابنه البالغ سنة واحدة من زوجته” طبقًا لما بثت الوكالات عمن لقبه “لي” وقفز من خامس طابق، بعد مشادة مع زوجته التي اتهمته بعدم رعاية الطفل الرضيع أثناء سفرها، إلا أن “لي” كان محظوظًا فقد وقع على شرفة الجيران بالطابق الثالث، ولم يصب سوى بالطفيف من الأذى، لكنه عاند وأسرع إلى خزان ماء قريب ليغرق نفسه فيه، فاتصلت زوجته بالشرطة وعثروا عليه ملقى في المياه الضحلة وهو مخمور شبه فاقد للوعي. أما زوجته، واسمها تشن، فروت أنه كان يحتسي الكحول، وتشاجرا قبل أن يحاول الانتحار، ثم تركته بعد رمي نفسه من النافذة، لأنها لم ترغب بترك طفلهما وحيداً بالشقة، لذلك احتقن أكثر بالغضب، وحاول إغراق نفسه في الخزان.
وحدث في 24 مايو الماضي، ما لم يصدقه سكان مدينة Yining في مقاطعة “شينجيانغ” بأقصى الشمال الغربي الصيني، ولا غيرهم صدقه أيضًا، إلا بعد أن عاين الواحد منهم بنفسه مقطع فيديو انتشر في الإعلام المحلي، ومنه في YouTube وبقية مواقع التواصل، وفيه نرى طفلًا عمره أقل من عامين، أهملته عائلته من دون مراقبة للحظات، فتسلق نافذة الطابق الخامس، ورآه كثيرون من الشارع، لكن أحدًا منهم لم يتمكن من إنقاذه لأنه سقط فجأة وهوى منطردًا إلى الأسفل، لا ليقع على الأرض، بل على مراهق اسمه Tonik Turghanbek وعمره 18 سنة، على حد ما ذكر موقع برنامج Inside Edition التلفزيوني الأميركي.
نرى المراهق في الفيديو، ينزل من سيارته بعد أن أسرع وركنها في المكان، ليحاول إنقاذ الطفل حين رآه مشرفًا على السقوط، لكن الرضيع كان أسرع منه، فهوى عليه مباشرة، وبوقوعه بين رأسه وكتفه خفت حدة الصدمة، ونجا من موت كان حاسمًا عليه. كما نجا “تونيك” الذي وجد نفسه حين عاد إلى الوعي، محاطًا في مستشفى قريب بممرضات عالجنه من خدوش ورضوض برأسه ويديه.
وفي 14 مايو العام الماضي، رصدوا طفلاً خرج من نافذة بالطابق الخامس إلى حيث كان مكيف للهواء مثبت تحتها بعمارة سكنية في مدينة Changle بمقاطعة “شاندونغ” في الشرق الصيني، فضج سكان الحي واحتاروا كيف يقومون بإنقاذ البالغ عامين، ولما علم بأمره جار لعائلته يقيم في الطابق الثاني، أسرع إليه والتقطته من خطر أكبر كان فيه، وفقًا لما يتضح من فيديو آخر نعرضه أيضًا، وفيه نرى الجار يمسك بالطفل وينتشله عن المكيف ويسلمه إلى أبيه سالمًا من أي رضوض أو جروح.
كما نرى في فيديو أدناه، طفلًا من سكان مدينة Dongguan التابعة لمقاطعة “غوانغدونغ” الممتدة في أقصى الجنوب على سواحل بحر الصين، يكاد يسقط في 8 مارس 2016 من شرفة الشقة الواقعة أيضًا بالطابق الخامس، فأسرع الجيران وبعض سكان الحي وجاؤوا بأربعة أغطية من القطن، جعلوها كما البطانيات الواقية من السقوط أسفل الشرفة، وبها أنقذوا البالغ عمره 18 شهرًا حين فقط توازنه وهوى إلى حيث كانوا بانتظاره ونجا بطريقة مختلفة عن التي نجت بها طفلة صينية كادت تقع في مايو 2017 من الطابق الخامس أيضًا.
الطفلة من سكان مدينة Changzhi الواقعة في مقاطعة Shanxi بالشمال الصيني، ويمكن الاطلاع على فيديو في “يوتيوب” عن الطفلة البالغة 6 أعوام، وهو بعنوان Quick Thinking Saves Girl وفيه نراها خرجت من نافذة الشقة المقيمة فيها مع عائلتها بالطابق الخامس، ثم تعلقت بأنابيب ممتدة من أعلى العمارة إلى أسفلها، وأصبحت “لا معلقة ولا مطلقة” كما يقولون، أي غير قادرة على العودة إلى النافذة، أو النزول آمنة إلى الأسفل، فأنقذها رجال الإطفاء برافعة صعدت إليها. أما من يكتب “شاهد إنقاذ طفلة في الصين علقت بالهواء 10 دقائق” في خانة البحث “الغوغلية” فسيرى مقطع فيديو يظهر فيه رجل أطفال وهو يقوم في 18 يوليو الجاري بإنقاذ فتاة عمرها 5 سنوات، علق رأسها بين قضبان حديدية تطل على الشارع، ولولاه لهوت قتيلة من الطابق الخامس.

