كثيراً ما يخلط الناس ين الشخص المهووس بشيء ما وغريب الأطوار، فيبدءون بإطلاق الصفات والكلمات دون وعي، حتى أنهم صاروا يطلقون تلك الكلمات من باب السخرية والتسفيه من الآخرين، لكن ما هو المعنى الحقيقي للهوس وغرابة الأطوار وما الفرق بينهما؟ ومتى يطلق على الشخص أنه غريب الأطوار ومتى يصبح مهووس بعمل شيء ما؟
[icon type=”hand-left” size=”16″ float=”right” color=”default”] من هو المهووس ؟
تعريف الشخص المهووس أو كما يطلق عليه بالانجليزية “Geek”
الشخص المهووس هو الذي يقوم بأفعال غريبة وتصدر عنه تصرفات غير مألوفة إرضاء لشهوته ورغبته، فإذا أراد فعل شيء ما رأى كل السبل متاحة لبلوغ هدفه في الحياة مهما كانت، أما في الإنجليزية فظهرت هذه التسمية في بدايات القرن التاسع عشر حيث ظهر شخص يدعى جيك Geek اعتاد الذهاب في جولات ترفيهية في أرجاء البلاد، كان Geek على استعداد للقيام بأي شيء لإضحاك جمهوره فبدأ بعمل أشياء غريبة ومقززة في نفس الوقت مثل اقتلاع رؤوس الدجاج الحي بأسنانه! من هنا ظهرت هذه التسمية وتم إطلاقها على كل شخص تصدر منه أفعال غريبة عن المجتمع من حوله.
قارن بين الشخص الذي تظنه مهووساً وبين المعنى الفعلي للهوس
نادراً ما تجد شخصاً يقوم بتلك الأفعال الجنونية هذه الأيام أو يقتلع رؤوس الدجاج بأسنانه! غالباً تلك الكلمة تطلق على الشخص المهتم بشيء معين دون غيره فيترك هذا الشيء يسيطر تماماً على تفكيره ويقضي معظم وقته بالبحث في هذا الجانب ومعرفة كل خباياه، غالباً ما يكون اهتمامه منصب على الأجهزة والبرامج الالكترونية فيعرف كل كبيرة وصغيرة فيها، لكن هذا لا يعني أن الهوس يكون في مجال الأجهزة الالكترونية فقط، فقد تجد شخصاً مهووساً بالسيارات وأخر بالأفلام النادرة ..إلخ، هذا لا يعني أن هذا الشخص منعزل اجتماعياً، على العكس فهو مندمج تماماً مع المجتمع من حوله وقد لا تكتشف هوسه إلا إذا أخبرك عنه بنفسه.
[icon type=”hand-left” size=”16″ float=”right” color=”default”]من هو غريب الأطوار ؟
تعريف الشخص المتخلف اجتماعياً “Nerd”
تطلق هذه الكلمة على الشخص شديد الثقافة المهتم بكل جوانب العلم والمعرفة حتى أنه قد يكون نابغة في بعض الأحيان، لكنه لا يستطيع التعامل والاندماج بشكل جيد مع المجتمع من حوله، فيفضل العزلة والانعكاف على التحصيل والبحث العلمي، غالباً ما يكون هذا الشخص ذو مظهر غير مرتب، فهو يفضل متابعة مجلة تتحدث عن علوم الفضاء بدل أن يلهث لإتباع أخر صيحات الموضة، ينظر إليه الجميع على أنه شخص يعرف كل شيء ما يعرضه غالباً للاستغلال من قبل زملائه في الدراسة.
[icon type=”ok-sign” size=”28″ float=”right” color=”#4cac2f”] قارن بين المهووس وغريب الأطوار
-
[icon type=”chevron-left” size=”16″ float=”none” color=”#2d7c31″] طريقة التواصل وردود الأفعال في الحياة اليومية
من الناحية الظاهرية قد لا تستطيع التفريق بين الاثنين، لكن إذا قمت بملاحظة سلوكهما اليومي وطريقة وأسلوب حديثهم ستجد الفرق واضحاً، فالشخص المهووس يميل غالباً لاستخدام مصطلحات تظهر شغفة ومعرفته الشديدة في هذا الجانب، أما غريب الأطوار فيقوم باستخدام مصطلحات غير مفهومة ودارجة بين الناس ولا يمكن فهمها، كذلك من ناحية التعامل مع المواقف المختلفة فالمهووس يهتم بملاحظة أدق الأشياء بينما يسعى غريب الأطوار لفهم الجوانب العلمية وتحليل أي شيء مهما كان صغيراً، مثلاً إن رآك شخص مهووس بالأفلام والمسلسلات وأنت غاضب على الفور سيقوم بتشبيهك بأحد الممثلين في فيلم ما! أما غريب الأطوار فسيبدأ في إيضاح ما يحدث في جسدك أثناء الغضب وما هي الهرمونات التي تؤدي للتوتر.. إلخ.
- [icon type=”chevron-left” size=”16″ float=”none” color=”#2d7c31″] جانب الاهتمامات
مهووس كرة القدم مثلاً ستجده يتبع فريقه في كل مكان يذهب إليها مهما حدث ومهما كلفه ذلك، يحاول التواصل مع لاعبيه بأي وسيلة مشروعة أو غير مشروعة! أما غريب الأطوار فيفضل ألعاب الشطرنج أو البحث في أمور ما وراء الطبيعية وما إلى ذلك.
- [icon type=”chevron-left” size=”16″ float=”none” color=”#2d7c31″] المظهر والمهارات الاجتماعية
إذا ما قرنت بينهما من ناحية المهارات الاجتماعية ستجد فرقاً شاسعاً، فهوس الشخص بشيء ما لا يؤثر أبداً على طريقة تواصله مع الآخرين أو مهاراته الاجتماعية، على العكس فهو قادر على فتح حوار مطول مع أي شخص مهما كان، خاصة إن كان في مجال شغفة، إذا جلست مع شخص مهووس ببرامج الحاسوب فسيبدأ فوراً بالتحدث عن تاريخ اختراع الحاسب ومن أول شخص ابتكره وما إلى ذلك، أما غريب الأطوار فيعاني من عزلة اجتماعية ولا يمكنه التحدث أمام أي شخص أو إقامة حوار طبيعي على الرغم من معرفته الواسعة، فقد يكون على علم بكل ما يقوله الشخص المهووس لكنه لن يتحدث ولن يفصح عن ذلك أبداً.
- [icon type=”chevron-left” size=”16″ float=”none” color=”#2d7c31″] طريقة تعاملهم وانجذابهم للطرف الآخر
الشخص الشغوف غالباً ما يبدو طبعي تماماً كأي شخص آخر، لن تستطيع استخراجه من بين مجموعة الأشخاص دون سماعه يتحدث، لذلك فهو قادر على أن يتعرف وينجذب لآي شخص طبيعي تماماً، أما غريب الأطوار فلا ينجذب إلا لشخص يشاركه اهتماماته ويشبهه تماماً في كل شيء.
- [icon type=”chevron-left” size=”16″ float=”none” color=”#2d7c31″] طبيعة عمل كل منهم
الشخص المهووس دائماً ما يحب العمل في التصاميم والأشياء الإبداعية، كتصميم المواقع أو الألعاب وغيرها، أما غريبي الأطوار فغالباً ما يعملون في والبحث والاكتشاف العلمي كصناعة الطائرات والصواريخ أو اكتشاف دواء لمرض ما، فهم غالباً ما يكونوا خارقي الذكاء.
في النهاية توقف عن محاكمة الناس سواء كان الشخص طبيعي، غريب الأطوار أو مهووس، فجميعنا بشر كل شخص فينا لديه ما يميزه عن غيره، ما تراه أنت عيب وضعف في شخصيته قد يكون سبب تميزه ووصوله لأعلى درجات الشهرة والنجاح فيما بعد، لذلك دع كل شخص وشأنه وبدل التركيز على عيوب الآخرين والسخرية منهم، ابحث عن عيوبك وعالجها أولاً.