اختيار الصديق تعد من أحد أهم الخيارات التي نتخذها في حياتنا. ليس الجميع محظوظين بما يكفي ليكون لديهم أصدقاء اوفياء ومخلصون وحقيقيون إلى الأبد.
الصديق هو أداة التوازن في حياة كلا منا فهو صاحب تأثير ونفوذ وسلطة وهو الصدر الحنون الذي نتكئ عليه حين نمر بمشكلة أو محنة أو ضائقة. والصديق الحقيقي هو أحد مصادر السعادة التي لا تقدر بثمن في الحياة. لذا يجب أن تختار صديقك بحكمة وبحذر، كي لا نقع في نهاية الأمر في اختيار الصديق الذي سيكون من أسباب مشاكلك بدلاً من حلها.
في عالمنا المعاصر، اضافت وسائل التواصل الاجتماعي امكانيات هائلة لاضافة الأصدقاء. المعلومات الموجودة في الملف الشخصي لشخص ترغب بصداقته قد لا تكفي لمعرفة الشخص للعمق، رغم أن هذه المعلومات هامة ولكنها ليست كافية لمد يد الصداقة إلى شخص ما.
قبل نتعرف على كيفية اختيار الصديق يجب أولا أن نعرف صفات هذا الصديق المختار.
صفات الصديق : صفات يجب أن تجدها في صديقك
- العقل : أن يكون صديقك ذو عقل رصين. ان اختيار صديق تنقصه رصانة العقل يوقعك في المشاكل أكثر ما ينجيك منها.
- الأخلاق : أن يكون ذو تربية صالحة، ذو أخلاق حميدة، يحترم الاخرين ويميز الخير من الشر، والحق من الباطل.
- المحبة : ان نكون محبته اليك منزهة عن أي غرض أو مصلحة، فالغرض والمصلحة والصداقة صفات لا يتجمعون سويا.
- التضحية : انه لا يتوانى عن التضحية بما لديه من أجلك ، وانه سيكون جنبك داعماً في الاوقات العصيبة يدافع عنك ولا يتركك.
- الإخلاص : صفة الإخلاص هي من ستجعل هذه الصداقة تدوم وتستمر وتقوى، ومن دونها لا طعم للصداقة.
اختيار الصديق : كيف تختار صديقك ؟
تكوين صداقات هو شيء واحد، ولكن اختيار من هم أصدقاءك أمر اخر ومهم للغاية. أصدقائك هم بمثابة مرشدون لك في هذه الحياة، فضلا عن كونهم يحددون من أنت. لذلك فان عملية اختيار الصديق هي هامة للغاية. واليك بعض النصائح التي يجب وضعها في عين الاعتبار عندما تختار صديقك:
اختيار الصديق الذي يجتاز اختبارك
قد تعتقد أن لديك أفضل صديق في العالم ، ولكن قد تكون مخطئًا. لذا اختار صديقك بامتحانه. المواقف هي التي تحدد نوعية الصديق الذي تعرفه وتصاحبه وتأتمنه على حياتك، واختبارك للأصدقاء يوضح مدى قدرتهم على مساعدتك عند الحاجة، او كيفية تصرفهم امامك وفي غيابك، ومدى قدرتك على ائتمانهم.
اختيار الصديق الذي يقف معك في الشدائد
كثيرون هم الأصدقاء حولك حينما تكون احوالك تسير على ما يرام وممتعة.. ولكن من الذي سيقف إلى جانبك عندما تأتي الأوقات الصعبة؟ ان استطعت ذكرهم، فهؤلاء هم أصدقائك الحقيقيون. من الصعب الوقوف الى جانب شخص يمر بوقت عصيب، لذا فإن اختيار صديقك متوقف على صنع الفارق وقت الشدائد فما حاجة الصديق إذ لم تجده وقت الضيق والشدائد والمحن وهذا يدل على متانة الصداقة وقوتها.
اختيار الصديق بمراقبته في لحظات الغضب
غالبًا ما يعتقد الناس أن الغضب والعدوانية هما نفس الشيء ، لكن العلم اثبت ان 10٪ فقط ممن يغضبون يصبحون عدوانيين. الغضب هو حالة عاطفية والعدوان هو أحد الطرق التي يتصرف بها الناس عندما يكونون غاضبين. اختار صديقك بعد معرفة كيف يتصرف في حالة غضبه. هل يفقد السيطرة على نفسه في حالة الغضب . ان كان الجواب نعم، فهو من أسوا الأشخاص الذين يمكنك اتخاذه كصديق، ولن يكون في صالحك في الغالب.
اختيار الصديق بملاحظته اثناء السفر
السفر إلى أماكن جديدة هي من أكثر التجارب الرائعة التي قد تمر بها. هذه المتعة قد تكون اكبر بكثير ان كانت مع الصديق او مجموعة من الأصدقاء. إن وجود صديق للتحدث معه يمكن أن يجعل السفر أكثر متعة ، خاصة عندما يمكنك التحدث عن أشياء كثيرة. إذا أردت اختيار صديق، فعليك بالسفر معه. السفر يظهر حقيقة الإنسان وبالأخص الصديق، ففي السفر يُرفع التكلف والتصنع ويكون الإنسان على حقيقته
اختيار الصديق بقياس مدى قدرته على الصبر
عندما يمر الناس بأوقات عصيبة ، فانت تتوقع من صديقك أن يكون موجود من أجلك ويدعمك. ومع ذلك ، هناك أوقات يمكن فيها دفع الصداقات إلى الحافة عند حدوث امر كبير في حياتك. عند اختيارك صديقك يجب أن تعرف إذا كان يستطيع تحملك والصبر عليك أم لا. الصبر من أهم المميزات التي يجب عليك الصديق المخلص أن يتحلى بها. الصبر فضيلة مهمة للحفاظ على نمو في علاقات الصداقة.
دراسات عن الصداقة :
أكدت معظم الدراسات أن اختيار صديقك يجب أن يكون بطريقة حذرة للغاية. الصديق قد يحل محل العائلة والأسرة في الكثير من الأحيان، وقد يأخذ دور الطبيب النفسي في الكثير من الأحيان الاخرى أيضا، فقدرة هذا الصديق على معالجة مشكلات صديقه يجب أن تتسم بالحكمة والرصانة والعقل، وإلا ستصبح هذه الصداقة عبئا ومصدرا للمصائب الدائمة. وأكدت جميع الدراسات أن على الأسرة عبئا كبيرا في مراقبة أصدقاء أبنائهم ويكونوا على دراية كاملة ومطلقة بظروفهم الاجتماعية والتربوية بحيث لا يترك الأمر حتى تقع المشكلة أو المصيبة من الاختيار الخاطئ للصديق.
وهناك بعض الدراسات تؤكد أن من أهم معايير اختيار الصديق هو التوافق الكامل والتام في السن والظروف الاجتماعية والأخلاقية والتربوية. لأنه من الأفضل أن يتوافق الأصدقاء في العمر والأخلاق الطبقة الاجتماعية والتربوية لكي لا يحدث خلل في اتخاذهم لقراراتهم المشتركة أو في حالة النصح المتبادل بين الصديقان.