للمرة الأولى منذ اكتشافها عام 1940، تبدأ مقبرة “مِحو” استقبال زوارها، في أعقاب انتهاء أعمال الترميم والتطوير التي نفذتها وزارة الآثار المصرية للمقبرة الواقعة في منطقة سقارة الأثرية بمحافظة الجيزة.
وكانت المقبرة مغلقة منذ أن اكتشفتها البعثة الأثرية المصرية العاملة بالموقع على يد الأثري المصري زكي سعد، قبل 78 سنة، والذي اكتشف العديد من المقابر الأخرى مثل مقابر نبت وخنوت زوجتي الملك ونیس.
وحصل «مِحو» الذي عاش في عهد الملك بيبي الأول على 48 لقباً نُقشت على حجرة دفنه والتابوت الخاص به ومن أهمها رئيس القضاة والوزير، والمشرف على كتابة وثائق الملك، ومشرف على مصر العلیا، وحاكم الإقلیم. وهذه المقبرة عائلية تضم ابن وحفيد مِحو، وتضم ثلاثة أبواب وهمية.
أنّ مقبرة “مِحو” تعد من أجمل وأكمل مقابر الدولة القديمة في سقارة والتي لا تزال تحتفظ ببهاء ألوان مناظرها الرائعة، وكثرة التفاصيل في المناظر التي أُضيفت في عصر الأسرة السادسة ولم تظهر في مقابر الأسرة الخامسة بسقارة ومنها منظر تزاوج التماسيح ومنظر السلحفاة .
ومن أهم المناظر التي صُورت على جدران المقبرة منظر لصاحب المقبرة يصید الطیور بعصا الرمایة والأسماك بالحربة في الأحراش، وهو من المناظر التي تدل على نفوذ صاحب المقبرة، الذي حرص على نقشه في الحجرات الأولى والأقرب لرؤیة الزوار، بالإضافة إلى منظر الزراعة، ومنظر صید الأسماك بالشبكة الكبيرة، ومنظر الطهي وصناعة البیرة، والموسيقى والرقص الأكروباتي، والذي لم يظهر في سقارة إلّا في الأسرة السادسة فقط.
وهذه المقبرة اكتُشفت على يد عالم الآثار مارييت عام 1865، وتعد من أجمل مقابر سقارة، وتشتهر بنقوشها الملونة ومناظرها التي صوّرت صناعة الخبز والجعة.
ومنذ اكتشاف مقبرة «تي» لم تجرِ بها أي أعمال ترميم، حتى بدأت البعثة المصرية – التشيكية بالتعاون مع مرمّمي منطقة آثار سقارة بأعمال ترميم وتنظيف جدران المقبرة من الأتربة وتثبيت الألوان، وسيبدأ فريق العمل بتركيب إضاءة حديثة للمقبرة وألواح زجاجية على جدرانها لحمايتها.













