ظهرت دبلة الخطوبة منذ آلاف السنين وتعددت الأقاويل حول نشأتها فهناك من يقول أن نشأتها كانت عند الإغريق فهم أول من استخدموا دبلة الخطوبة ولبسوها في البنصر الأيسر اعتقادا منهم أن عرق القلب يمر بهذا الإصبع، هناك أيضاً من يقول أنها في الأساس عادة مصرية قديمة ظهرت عند الفراعنة في بادئ الأمر وهناك من يقول أن أول هذا التقليد هو الشعب الإنجليزي ويقال أيضاً أنه من التقاليد المسيحية لكن أياً ما كان مصدر نشأتها أصبحت دبلة الخطوبة الآن من أهم التقاليد التي تتبع في كافة الشعوب العربية والغربية في مراسم الخطوبة والزواج، إن دبلة الخطبة هي مجرد وسيلة بسيطة والتي يتم الكشف من خلالها عما إذا كان هذا الشخص مرتبطاً أو غير مرتبط وهذه الطريقة بدأت منذ قديم الزمان ثم تم تداولها عند الشعوب حتى صارت هي من أهم العادات المعروفة حاليا.
تعرف على كيفية نشوء
كيف تتم الخطوبة
تتم الخطوبة بعد مرحلة التعارف والاتفاق بين أهل العروسين حول كافة الأشياء المتعلقة بالزواج يتم عمل حفل خطوبة ليقوم العريس بتقديم دبلة الخطوبة لعروسه التي تعد من أهم العادات والتقاليد الشائعة بين جميع الشعوب لتصبح العروس بهذا الشكل مرتبطة بشكل رسمي ويعرف كل من ينظر إلى يدها هي والعريس أنهما مرتبطان بشكل رسمي.
الأقاويل حول نشأت دبلة الخطبة
كما قلنا من قبل أنه قد تعددت الأقاويل حول نشأت دبلة الخطبة فقد قال المؤرخون أن أول من اتبع هذه العادة هم الرومان وكانت تصنع من الحديد ثم جاء المصريين القدماء من بعدهم وكانوا هم أول من استخدموا الذهب في صناعتها ولقد تم العثور على بعض الصور لخاتم الزواج ضمن القطع الأثرية المصرية القديمة وقد أبتدع الفراعنة خاتم الخطوبة لأن شكل الدائرة في العقيدة المصرية القديمة ترمز إلى الحياة الأبدية وبما أن الزواج هو رابطة روحية أبدية فإن دبلة الخطوبة الدائرية ترمز إلى تلك العلاقة الأبدية.
وهناك من يقول أيضاً أن دبلة الخطوبة كانت نشأتها عند الأيرلنديون حيث كان أول دبلة أو خاتم للزواج قد قدمه أحد الأيرلنديون لزوجته بعد عودته من تركيا حيث كان قد أختطف من قبل بعض القراصنة وباعوه لتاجر مجوهرات في تركيا والذي علم بارتباطه بزوجته وحبه الشديد لها فأشفق التاجر عليه وتركه يعود لزوجته التي تعيش في أيرلندا ليقدم لها خاتم الزواج تعبيراً عن حبه لها.
الصورة الأولى لدبلة الخطبة
قيل أن الصورة الأولى التي ظهرت بها دبلة الخطوبة كانت مكونة من جزأين حيث كانت تصنع الدبلة من جزأين والجزآن يتصلان يبعضهما بعقدة فيقوم العريس بتقديم نصف حلقة ويأخذ لنفسه النصف الثاني وبعد إتمام الزواج يتم جمع الجزأين معاً ليتم اكتمال خاتم الزواج.
دبلة الخطوبة عند الغرب
في التقاليد الغربية، عندما يتقدم العريس للزواج يقوم بتقديم دبلة الخطبة للعروس وتكون في الغالب مرصعه بالأحجار الكريمة لتضعها العروس في يدها اليسرى في فترة الخطوبة وعندما يحين وقت الزفاف تقوم بنقلها إلى يدها اليمنى لتلبس مكانه خاتم الزفاف،أو تقوم بارتداء الاثنان معاً فوق بعضهما في نفس اليد.
دبلة الخطوبة عند الشعوب العربية
أما عند الشعوب العربية يقوم العريس بتقديم دبلة الخطوبة لعروسة في حفلة الخطوبة وترديها العروس في يدها اليمنى والتي تعد في نفس الوقت خاتم الزواج ويرتدي العريس أيضاَ دبلة الخطوبة في يده اليمنى وعند إتمام مراسم الزواج يقومان بإبدال دبلتهما من اليد اليمنى إلى اليد اليسرى، وتكون دبلة العريس في الغالب مصنوعة من الفضة، يقوم كلاً من العروسان بنقش أسم كلاً منهما على دبلة الآخر أو على الأقل الحرف الأول من أسم كلاً منهما، ويقدم العريس في الشعوب العربية دبلة الخطوبة مع الشبكة في حفلة الخطوبة وغالباً ما تكون الشبكة عبارة عن قطع ذهبية أو من الألماس، حيث يقدمها كهدية لعروسه في حفلة الخطوبة مما يضيف السعادة على كلاً من العروسين وأهلهما فبمجرد ارتدائهما لتلك الدبلة يشعر كلاً منهما بارتباطه بالآخر ارتباطا رسمياً ويشعر أيضا بالمسؤولية تجاهه.
أغرب العادات حول دبلة الخطبة
هناك بعض العادات الغريبة جداً عن دبلة الخطوبة عند بعض الشعوب فمثلاً في قبيلة (جرما) في فيامي بإفريقيا تكون دبلة الخطوبة حديد وعلى هيئة قفل حيث يتم غرسها في الأنف، أيضاً في قبيلة (جوبيس) وهي إحدى القرى في إفريقيا تقوم العروس بثقب لسانها وارتداء دبلة الخطوبة في لسانها والتي تكون عبارة عن خيط يقوم العريس بربطة في لسانها والسبب وراء ذلك هو أن لا تكون العروس كثيرة الكلام فتتسبب في إزعاج زوجها وإن حدث ذلك يقوم زوجها بشد الخيط، مما يشعرها بألم شديد، يكون كاف لمنعها من الثرثرة.
المواد التي تصنع منها دبلة الخطوبة
صنع الإغريق قديما دبلة الخطوبة من الحديد ثم تطورت بعد ذلك بشكل ملحوظ وأصبحت تصنع من الذهب أو البلاتين أو الألماس والأحجار الكريمة أو الفضة في العصر الحديث أما بالنسبة لدبلة الرجل في الشعوب العربية فتصنع من الفضة في الغالب.
علاقة بعض الرجال بدبلة الخطوبة
هناك بعض الرجال الذين لا يرتدون دبلة الخطوبة ويحتفظون بها ولا يقوموا بارتدائها وربما يرجع السبب في ذلك إلا أن بعضهم لم يتعود على ارتداءها وبالتالي فهي تسبب له الضيق ومنهم من يعتقد أن لبس دبلة الخطوبة لن يعبر عن مدى الارتباط والعلاقة بين العروسين ومنهم من يكون له أغراض أخرى فهم يخشون أن يفقدوا المعجبات والمغرمات بهم، وعلى النقيض تماماً نجد أن هناك بعض الرجال يرغبون في ارتدائها بشدة لأنهم يجدون أنها تعبر عن مدى قوة العلاقة بينه وبين خطيبته وتعبر عن مدى حبهما لبعضهما البعض أو أنها تبعد عنه المغرمات، أما بالنسبة للفتيات فيكون الأمر مختلفاً بعض الشيء فغالباً ما يفضلن ارتداء دبلة الخطوبة حتى لا يتعرضن للمضايقات والمعاكسات من الشبان فنجد أن أغلب الفتيات بمجرد خطبتهن يقومن بارتداء دبلة الخطوبة على الدوام ولا يخلعوها من أيديهن مطلقاً.
خاتمة
تعددت الأقاويل حول نشأت دبلة الخطوبة فهناك من يقول أن البداية كانت عند الفراعنة وهناك من يقول أن نشأتها كانت عند الإغريق وهناك من يقول أنها كانت عند الغرب أو الأيرلنديين بوجه خاص أو الإنجليز لكن أينما كانت البداية وعلى الرغم من اختلاف العادات والتقاليد و المعتقدات الدينية عند الشعوب المختلفة لكن تظل دبلة الخطوبة من أهم التقاليد والعادات المتبعة عند كافة الشعوب العربية والغربية على حدا سواء، حيث تعد الدبلة تقليد أساسي لمراسم الخطوبة والزواج وهي تضفي السعادة على كلاً من العروسين وأهلهما بمجرد ارتدائها، فيشعر كلاً منهما بالمسؤولية والارتباط الرسمي تجاه الآخر حتى ولو أختلف المعدن المصنوع منه الدبلة فإن الغرض في النهاية واحد، وعلى النقيض تماماً نجد أن هناك بعض الأشخاص الذين يرون أن عادة دبلة الخطوبة هي مجرد تقليد أعمى لا يدل على أي شيء وأن علاقة الزواج والارتباط أسمى وأقوى من أن ترمز لها بأية دبلة أو خاتم فهي علاقة روحية أبدية.