الأعمال المنزلية كانت قديمًا ملقاة بكاملها على عاتق الزوجة ولم يكن هناك مشكلة في ذلك فالرجل كان يتولى مسئولية العمل من أجل الإنفاق على المنزل وبالتالي المرأة تقوم بأعمال المنزل، أما الآن نجد أن معظم البيوت بها كلا الزوجان يعملان، وأحيانًا يكون مدى الإرهاق متساويًا، أو مدى المجهود المبذول في عملِ كلًا منهما واحدًا، وبالتالي يصبح من الظلم البيّن الاستمرار في إلقاء كافة الأعمال المنزلية على الزوجة وحدها، وبالتالي يجب تقسيم الأعمال المنزلية بشكلٍ منظم كي لا يتعرض أحدٌ لظلم، وإليك هذه الطريقة التي يجب التخطيط لها بمجرد الزواج ولا يجب أن تترك الأمور للارتجال حتى لا تسود الفوضى في أداء الأعمال المنزلية .
تعرف على طريقة تقسيم الأعمال المنزلية بين الزوجين
أمور ضرورية معرفتها قبل وضع خطة
في البداية قبل كل هذا يجب أن يتم التنسيق على أساس متى ينتهي موعد عمل كلاً منهما، ومتى موعد أجازة كل منهما، هل أجازاتهما متزامنة أي كلاهما يأخذ الإجازة في يومٍ واحد، وهل موعد الانصراف من العمل ثابت أو حسب ضغط العمل بحيث أنه غير ثابت، هذه أشياء يجب أخذها في الحسبان منذ البداية وبناءً على ذلك يتم تقسيم الأعمال المنزلية بين الزوجين .
كيفية التخطيط
يجب تقسيم الأعمال المنزلية بين الزوجين وتقسيم الأيام التي يتم أداء المهام فيها وإعطاء كل شخص مهام محددة في يومٍ معين، وبتساوي تام وهذا لن يأتي سوى بالتفاهم من كلا الزوجين، ورغبة كلاً منهما في إراحة الآخر.. والإراحة لا تأتي بتحمل شخص أعباء أكثر من الآخر، لأنه بعد فترة سيشعر الشخص المتحمل للمهام الأكثر ببعض الظلم، ولكن طريقة التساوي هي التي تثبت فاعليتها على المدى الطويل. المهام التي يجب الاهتمام بها بشكلٍ رئيسي:
الطبخ
من المهام الأساسية في قائمة تقسيم الأعمال المنزلية بين الزوجين يجب أن تتم عملية طهي الطعام باستمرار في المنزل ولا يجب الاعتماد على الوجبات السريعة أو الطعام الجاهز، بل يجب أن يكون الطهي هو النسبة الأكبر، لأنه هذا توفير للنقود وأيضًا الشعور بأن هناك أسرة تتحمل مسئولية مهامها وشئونها الداخلية دون الاستسهال والارتكان إلى إلى الأكل الجاهز أو الوجبات السريعة، لذلك يجب تقسيم الطبخ في قائمة الأعمال المنزلين بين الزوجين كالآتي:
- يجب أن يتم شراء الأطعمة أو الخضروات أو مواد الطهي منذ المساء وإعداد جزء منه سويًا في المساء لتجهيزه لطعام الغد، كتتبيل الدجاج أو غسل الخضروات وغيرها، ولا ينبغي تركها للصباح لأن ذلك قد يؤدي إلى تأخر أحدهما عن العمل، وأيضًا توفيرًا للوقت، ومن جهة أخرى تسوق كلا الزوجين يعطي شعورًا بالأسرة والتعاون بينهما.
- في حالة أن أحدهما قد جاء من العمل قبل الآخر يبدأ في تجهيز الطعام حتى يأتي الآخر، وذلك كي يكسب وقت.. ويفضل أن يطهو كلاهما لأن هذا يبث على روح المودة والتعاون، وعدم الشعور بإلزامية الأعمال المنزلية وفرضها فرضًا.
- وإذا كان لأحدهما أجازة إضافية عن الآخر فمن الممكن في لفتة طيبة منه أن يعد بسبب جلوسه في المنزل الطعام بالكامل، وإن كان أحدهما ليس له مواعيد ثابتة إن كانت الزوجة طبيبة أو الزوج شرطيًا مثلاً بحيث أنه من الممكن أن يكون أحد الزوجين متواجدًا في عمله يوم العطلة الأسبوعية فإن هذا يعني أن يقوم من لديه أجازة ثابتة بإعداد الطعام، وانتظار الآخر.
- بالطبع من الممكن أن يكون هناك يوم في الأسبوع يتناولان فيه الطعام بالخارج، أو يسترخيا ويطلبان الطعام الجاهز في منزلهما، ولكن لا ينبغي أن يرتكنا لهذا كثيرًا لعدم صحية هذه الوجبات وتوفيرًا للنقود ولتعزيز الشعور بالأسرة وتحمل المسئولية، وهكذا كان الطبخ في قائمة تقسيم الأعمال المنزلية بين الزوجين.
تنظيف المنزل
الحمد لله أن تنظيف المنزل في قائمة الأعمال المنزلية ليس من الضروري أن يكون يوميًا، بل من الطبيعي أن يكون نصف أسبوعي، أو أسبوعي إذا حافظا كلا الزوجين على نظافة وتنسيق منزلهما ولذلك من الممكن يوم العطلة الأسبوعية أن يقوما بتنظيفه وسيكون ممتعًا جدًا تنظيف منزلهما بأنفسهما يوم الإجازة ولن يكون هذا مُجهدًا بأي شكل، سيشعران بمتعته سويًا طالما يفعلانه سويًا، لذلك التنظيف كالطبخ، تتصاعد متعته كلما كانا يطبخان سويًا وينظفان منزلهما سويًا.
الغسيل والكي
في قائمة تقسيم الأعمال المنزلية بين الزوجين أيضًا لا ينبغي ترك مهمة مثل الغسيل والكي للمغسلة أو المكواة بالخارج لأن ذلك سيلزمهما ميزانية وحده، يمكنهما بالطبع غسل البطاطين والسجاد بالخارج لصعوبة تنظيفهما في المنزل ولاختصاص آلات غسيل خاصة بهذه المنسوجات، أما الملابس العادية فمن الممكن تقسيمها، من يغسل ومن يجفف، من يجمع الغسيل ومن يطويه ويضعه في الدولاب، وهكذا أما عن الكيّ.. فهو مهمة سهلة.. ولكن من الممكن التعامل فيها بتسامح أكثر فيما يختص بتقسيم الأعمال المنزلية بين الزوجين بحيث من الممكن أن يكوي كل شخص ملابسه أو هناك من هو ماهر في كيّ الملابس بالتالي يستطيع أن يكوي ملابس الطرفين.
دفع الفواتير وجلب مستلزمات المنزل
في تقسيم الأعمال المنزلية يكون من الممتع التسوق سويًا وجلب مستلزمات المنزل مع بعضكما البعض ويكون من الرائع أيضًا أن تختارا أشياءً مشتركة لأن ذلك سيزيد من روابط المودة والحب بينكما ومن جهة أخرى يشعركما أنكما تتخذان القرارات المشتركة سويًا حتى في شراء الأشياء التي يحتاجها المنزل والتي قد تراها صغيرة وأحيانًا تافهة، ولكن لا تعرف أن هذا قد يجعلك تعتاد على الاشتراك أيضًا في اتخاذ القرارات المصيرية في حياتكما سويًا.
أما من ناحية دفع الفواتير أو تجديد رخصة القيادة أو إنهاء الأوراق التي يجب إنهاءها من المصالح الحكومية فيفضل أن يقوم بها الرجل لأنها في الغالب تنطوي على الكثير من الطوابير والزحام ومن اللياقة والذوق أن يقوم بها الرجل حتى لا يعرض زوجته للمواقف المرهقة والإجهاد الناتج عن الوقوف في طوابير والزحام.
في حالة وجود الأطفال
السؤال هنا: كيف يكون الحال في حالة إنجاب أطفال؟ كيف ستكون خطة الأعمال المنزلية مع الأخذ في الاعتبار رعاية الأطفال؟
كل ما تحدثنا عنه سابقًا يخص المتزوجين حديثًا وليس له علاقة بوجود الأطفال في المنزل، ولكن الوضع يتغير تمامًا في حالة قرار إنجاب أطفال لأن هذا يتطلب رعاية مضاعفة ومشددة لأنها مختصة بالعناية بطفل يجب أن ينال كل الاهتمام والرعاية والحنان ولا يمكن تسليم مصير الطفل في يد جليسة أطفال خصوصًا إذا كان سنه صغيرًا أو طفل رضيع، لذلك الحل الأسلم والأمثل هو أن تعلّق الأم عملها بأن تأخذ أجازة طويلة لرعاية الطفل حتى يكبر ويدخل المدرسة وبالتالي تستطيع أمه استئناف عملها، قد يكون هذا قرارًا صعبًا وعبئًا ماديًا كبيرًا جدًا على المنزل ولكن قرار الإنجاب أيضًا ليست بالسهولة التي يتوقعها الناس بل هو قرار هام يجب التفكير فيه جيدًا حتى لا يُظلم الأبناء أو ينتقص حقهم في الرعاية والتربية.
خاتمة
قد يرى البعض أن تقسيم الأعمال المنزلية بين الزوجين بخطة موضوعة مسبقًا هو شيء لا داعي له لكن الضرورة تقتضي ذلك تجنبًا للشقاق والنزاع وأيضا حتى لا يرمى الحمل بأكمله على كاهل فردٍ واحد بينما يسترخي الآخر لا يفعل شيئًا، وأيضًا من جهة أخرى يزيد روابط المودة وأواصر السكن والرحمة بينهما بإنشاء حياة زوجية قائمة على التعاون والتكامل، لا على الاستغلال والتواكل.