عالمنا العربي عالمٌ يقدس الواجبات والمناسبات الهامة أو غيرها من جميع أنواعها واعتاد الناس دومًا على التشارك في السعادة والحزن والسراء والضراء. قديمًا اعتدنا ذلك المشهد الدافئ عندما كانت تتصاعد زغردة من أحد البيوت فكان الحي كله وأحيانًا القرية كلها تبيت في فرحٍ لأيامٍ وأيام. وكذلك الحال حينما كانت تعلو صرخة حزنٍ أو أسى تحمل للقرية أيامًا من العزاء والحداد، بيتٌ هبط عليه الموت فيتشارك الجميع في مواساته والتخفيف عنه ويصبح العزاء أهم ما يُقدم لأهل الفقيد، ونزولًا على أهمية هذه المناسبة الحزينة فيتعين عليكِ معرفة كيف تعدين نفسك من أجل الذهاب إلى العزاء.
خطوات إعداد نفسكِ من أجل الذهاب إلى إلى العزاء
الملابس الملائمة للعزاء
حين تستعدين من أجل الذهاب إلى العزاء يكون دومًا أول سؤال قد يتبادر إلى ذهنك هو ماذا سترتدين؟ فيبرز اللون الأسود دائمًا على رأس القائمة ولكن الحقيقة هي أنك تستطيعين ارتداء ألوانٍ أخرى بشرط ن تكون هادئةً أو غامقة كالبني والأزرق الغامق والرمادي وغيرها من هذه الطبقة من الألوان.
على ثيابك أن تكون هادئةً وبسيطة حين تذهبين إلى العزاء فنحن لسنا بصدد مناسبةٍ بهيجةٍ لاستعراض الثياب بطبقاتها وأشكالها المختلفة بل يفضل أن ترتدي شيئًا بسيطًا وغير مميز، وينطبق ذلك على الحذاء أيضًا فيفصل ألا يكون لافتًا للنظر بسيطًا بغير إكسسوارات لافتة.
كذلك يحبب كثيرًا الأخذ بالاعتبار ديانة وعادات أهل المتوفى، فلو كان لهم تقاليد معينةٌ في الملبس يفضل أن تلتزمي بها احترامًا لهم.
الحلي والمكياج الملائم من أجل الذهاب إلى العزاء
وحين نتحدث عن ثياب المرأة فلا نستطيع تجنب الحديث عن الحلي والمكياج، وكمثل الثياب فيجب أن يتسما بالبساطة والهدوء لذا تجنبي صبغ وجهك بالألوان تمامًا واكتفي بمظهرٍ طبيعيٍّ هادئ وتجنبي أحمر الشفاه بالألوان الظاهرة، أما الحلي فاختاري أبسطها وأصغرها أو الكم الطبيعي منها الذي تتقلدينه عادةً.
ثياب الرجال والأطفال الملائمة من أجل الذهاب إلى العزاء
كذلك الأمر بالنسبة لثياب الرجال والأطفال فيفضل للرجل ارتداء البذلة السوداء أو غامقة اللون، أما الأطفال فتجنبي الذهاب بطفلٍ إلى العزاء بثياب اللعب أو الخروج العادية!. ويفضل دومًا ترك الأطفال بعيدًا عن العزاء والجنازات خصوصًا الصغار منهم اللذين لم يعقلوا بعد معنى الموت والحزن، فالمكان الذي يخيم عليه طيف الموت لن يبدو مناسبًا لاصطحاب الأطفال حيث يتلاقون معًا ويحولون العزاء إلى مرتع لعبٍ لهم وفي ذلك أشد الأذى والإزعاج لأهل الفقيد المصابين في عزيزهم! وحيث انتقدنا سلوك الأطفال غير المسئول ذاك فمن المهم الانتباه إلى سلوكنا وقت العزاء وخاصةً أمام أهل المتوفى حتى إن لم يكن الفقيد من المقربين إلينا.
تجنب الحديث الجانبي
يجب تجنب الحديث الجانبي أو الانغماس في جلسات كلامٍ مع من حولك من باب التعرف أو التسلية، وبالطبع لا يجوز الضحك أو الابتسام بشكلٍ عابرٍ ولا متكرر، واجتناب الصياح والصراخ والعويل.
يراعى الهدوء والجلوس بصمتٍ والدعاء للميت وأقربائه، وكذلك محاولاتٌ رقيقةٌ للتخفيف عنهم ومواساتهم وإشعارهم بالمؤازرة، وتجنبي العبث بهاتفك أو الانشغال به عن واجب العزاء الذي أتيتِ لتقديمه.
مراقبة الانفعالات جيدًا
راقبي جيدًا درجة انفعالاتك فلا يأخذك الضحك كما أسلفنا ولا تنهاري بالبكاء أمام أهل الفقيد فواجبك العزاء والمواساة لا إغراقهم في الأسى أكثر من غرقهم. لا تطيلي الجلوس ولا تثقلي على من يضيفونك فهم في حزنٍ أكبر من الاهتمام بواجبات الضيافة مع الأخذ في الاعتبار حاجتهم إلى الراحة والاختلاء بأنفسهم فلا تجعلي واجبك ثقيلًا عليهم.
هكذا يتحتم عليكِ سيدتي الاستعداد من أجل الذهاب إلى العزاء الذي سيبقى دومًا أصعب الواجبات على قلوبنا لكن الاهتمام به يجب ألا يقل عن الاهتمام بغيره من كل النواحي، بدايةً من الملابس والتهيئة للذهاب انتهاءً بالاحترام المفروض في العزاء تخفيفًا عليهم ورقيًا لنفسك.