لماذا اصبح هناك الكثير من المشاكل الزوجية ؟ واين ذلك الزواج السعيد الذي يطمح له الكل ؟ وكم من مرة التقى الاصدقاء مع بعضهم البعض ان كان من طرف الزوج او طرف الزوجات ليستمعوا الى الاسطوانة المتكررة عن المشاكل التي تنخر اساس بنيان زواجهم وبيتهم، والامر الذي يثير الدهشة ان معظم هذه المشاكل مشتركة في الاغلب، ويكون تبادل هذه الاحاديث من باب التنفيس لا ايجاد الحلول، فهذه المشاكل ذات اساس مشترك ومتين وتقض مضجع الزوجية في بلداننا، ولعل من اكثر ما يشهد على حجم هذه المشكلة هي نسبة الطلاق التي اصبحت ترتفع جدا في البلدان العربية، والتي ادت بالنتيجة الى ظاهرة مزعجة تعيش بيننا الان وهي ظاهرة العنوسة، فالبعض اصبح يخاف ان يتكبد الكثير من المصاريف ليصل الى نتيجة غير مرضية.
ولكن لنحاول ان نكون متقائلين فهناك وبالمقابل ولو توجهنا الى زوجين مازالا يتمتعان بزواج سعيد لمدة ما تزيد عن الثلاثين عاما وسؤالهم عن اسباب ديمومة واستمرار هذا الزواج بالمقارنة مع انماط الزيجات الجديدة، وماهي النصائح التي سيقوما باعطائها لكلا الزوجين بهذا الخصوص ، سنرى انها وبالمجمل تدور حول هذه النصائح الاتية :
تسع نصائح نحو زواج سعيد
عدم اذاعة اسرار البيت :
من اشهر الامثال العربية المتداولة ( البيوت اسرار )، ولعل هذا من اهم اسباب نجاح بعض البيوت عن بعضها الاخر، ان تلك الناجحة يحتفظ الزوج والزوجة باسرارهما في داخل البيت، دون القاءها الى الخارج اي لدى الاهل والاصدقاء والاقارب، فمن كبريات الخطايا التي ترتكبهات الزوجة عادة هي نقل اسرار البيت الى امها بأدق التفاصيل، ويصبح هذا الامر اكبر عندما يمتدد الى الاخرين والصديقات، وكل واحدة ستدلو بدلوها ، وتبدي نصيحتها ، وكذلك الامر بالنسبة الى الزوج، عندما يقوم بالحديث الى اهله او اصدقائه، ويكفي ان نشير الى كمية الامثال الشعبية التي تتحدث عن العلاقة بين الحماة والكنة ( الزوجة )، او الحماة وسلفها ( الزوج)، فتداول اسرار البيت خارجه يعد من اهم الاسباب التي تؤدي الى انهياره لاحقا، ومن اهم الامور التي تؤدي الى الشقاق بين الزوجين، خاصة ان اصبح كلا منهما يستمع الى نصائح الاخريم ويعمل بها.
احترام الخصوصية :
وهنا نتحدث عن خصوصية الزوج في بيته وخارجه، وخصوصية الزوجة، مع بقاء العائلة هي صاحبة الولاية العامة والمصلحة الكبرى، فلا اعتقد ان من حق الزوج تفتيش هاتف زوجته، او التفتيش بين اغراضها، وكذلك لا يحق للزوجة ان تبحث في حاسوبه الخاص، ا وان تقوم بتفتيش بدلته وملابسه عند العودة الى البيت، والقصد من حظر بعض هذه التصرفات انها ستقود في النهاية الى زرع الشك بين الطرفين، وليس هناك من مشاعر قد تقود الى تدمير العلاقة الزوجية مثل الشك، فهو يحيل حياة الانسان الى جحيم، والى دمار، وكل ذلك مع تغليب مصلحة العائلة فهي تتفوق على خصوصية وحرية الطرفين في النهاية.
الاستيعاب :
كم من مرة يصادف احد الازواج مشاكل مزعجة على صعيد العمل او على الصعيد الشخصي، وكم من مرة قد يحصل الجدال والشجار بين الزوج وزوجته او العكسن كل هذه الامور هي تمور حياتية ومتكررة وطبيعية نوعا ما، لكن حتى لا تصبح هذه الامور سببا لامر اعظم يجب على الطرفين استيعاب بعضهما البعض، وهذا يتطلب سعة الصدر اي تقبل الشكوى او شرحها وبذات الوقت استيعاب الطرف الغاضب دون مواجهته بموجة امقابلة من الغضب وبالتالي يصبح المر مناكفة قد تقود الى العديد من اضخم الامور التي قد تؤدي الى الطلاق، فعلى الطرفين ان يتفاهموا على ان كل منهما سر الاخر ومستودعه، وحتى الايناء لا يعلمون ما يدري بينهما،على كل الطرفين الادراك الجيد انهما لبعض وزيادة الثقة بينهما.
احترام المواعيد :
من الاسباب البسيطة والتي تؤدي الى مشاكل عميقة بين الزوجين هي عدم احترام المواعيد، فهي تؤدي في النهاية الى الجفاء بينهما بحيث تخلى كل منهما عن الرغبة بالخروج مع الاخرين. ففي العادة قد يتصل الزوج بزوجته انه في الطريق الى البيت لكي ترافقه الى موعد غذاء او زيارة اي كان نوعها، ولكنه يصل الى البيت وينتظر امام البيت لمدة من الوقت دون حضورها، وبالمقابل قد تعد الزوجة طعام خصيصا لزوجها و تقوم بالاتصال به، وهو يتأخر كونه يلعب الاوراق مع اصدقائه او يشاهد مبارة رياضية.
ناهيك عن عدم احترام مواعيد المناسبات كعيد الميلاد، او عيد الزواج وغيرها، وهذه التصرفات اللامبالية لاحترام الموعد ستؤدي في النهاية الى مزيد من الجفاء بين الطرفين.
التخلص من التكنولوجيا الحديثة لفترات معينة في البيت :
واعني بها تلك الاجهزة التي اصبحت تجعل كل من الزوج والزوجة وهما في نفس البيت يتحدثان عبر الفيس بوك او الواتس اب، بمعنى ان الصمت في الاغلب هو سيد ليالي العائلة، فلا كلام ولا اشارات، فقد صوت ضربات الاصابع ونقيرها على لوحة الاحرف، وهذه الادوات جعلت من الزواج يساوي في المعادلات الرياضية والكيماوية طلاقا صامتا. فعلى الزوجين العودة احيانا الى الزواج التقليدي حيث التفاعل بين الزوجين هو سيد الموقف وليس الصمت السلبي.
اظهار التقدير والشكر :
ببساطة على الزوج ان يشعر الزوجة بأهميتها ويشكرها كلما حانت الفرصة على ما تقدمه للعائلة، وكذلك على الزوجة ان تحيي الزوج على ما يبذله لصالح العائلة، وهذا الشكر قد يكون عن طرق الكلمات الجميلة، او الهدايا وبغض النظر عن قيمتها المادية فالمهم تلك المعنوية.
البيت اولا :
فمهما يتطلبه العمل، او تتطلبه الحياة الاجتماعية، فيجب ان يكون البيت اولا في العلاقة، وهو الاساس لها ، فلا يجب على الزوج التغيب عن البيت لفترات طويلة تحت مسمى ضرورة العمل، وليس للزوجة ان تتغيب لدى اهلها او صديقاتها تحت رغبة ان تبدو اجتماعية ، فمن المهم ادراك ان للبيت الحق في ان يكون اولا.
اسلوب الحديث ونبرة الصوت وحدتها :
وماذا سيجلب الصريخ ونبرة الصوت العالية غير المزيد من المشاكل بين الطرفين، وان يحتد النقاش ويتضخم الى درجات اعلى واكبر، فلكي يمكن التوصل الى علاج الى مشاكل البيت، ينبغي ان يسود الحوار الطيف بين الزوجين، وان يكون الكلام الهادئ هي وسيلة التخاطب بين الزوجين.
اظهار الاحترام امام الاخرين:
وهذا يعني انه واثناء الاجتماعات العائلي او بين الاصدقاء على الزوجين اظهار الاحترام الكبير لبعضهما البعض والتغاضي عن الهفوات والاخطاء التي قد يرتكبونها اما سهوا او اما حتى قصدا، وبالعكس ان لم يقم كلا الزوجين بإظهار هذا ، فإنه سيؤدي الى نتائج عكسية خطيرة خاصة ات استغلت من قبل الاخرين، وتم اضافة احجام اضافية الى المشكلة وقياسات اخرى تجعلها تخرج عن حدود المعقول.