كيف تصالح زوجتك؟ سؤال بسيط وجوابه ابسط ولكنه يعتمد على عدة ظروف منها رؤية الرجل والمرأة لطبيعة المصالحة. تشبه الحياة الزوجية البحر كثيراً، فكلاهما له مد وجزر. تكون تارة في قمة السعادة والراحة النفسية ثم تصير جحيماً وعذاباً تارةً أخرى. ولأن الأسرة اساس المجتمعات والحضارات ، وضع الله عز وجل القوانين والضوابط التي تقود هذه العلاقة للنجاح والاستمرار. فأعطى سبحانه وتعالى القوامة للزوج مقابل الانفاق ، ثم فرض الطاعة على الزوجة مقابل العشرة بالمعروف من الزوج. فالمودة والرحمة أساس العلاقة الزوجية المتزنة.
لماذا تحصل الخلافات بين الزوج وزوجته؟
لا يكاد يخلو منزل من الخلافات العائلية ، وهذا أمر طبيعيٌ تماماً . وهي غالباً ما تبدأ بسوء فهم بسيط يتطور أثناء النقاش إلى مشكلة أكبر. فمثلاً يبدي الزوج رأيه بموضوع ، ثم تعطي الزوجة رأياً آخر مخالفاً ( والعكس صحيح أيضاً )، ثم يحاول كل طرف اقناع الآخر بوجهة نظره بطريقة سلبية بحيث يتمسك برأيه دون السماح للآخر بالتدخل ، وهنا تكون بداية الخلاف ، وعلى مضي النهار مهما قالت الزوجة فلن يعجب الزوج وبالعكس، مجرد تعنتٍ وفقدان أعصاب.
لكن النوع الأخطر من الخلافات تلك التي يتدخل فيها طرف ثالث –خصوصاً الأهل- هنا تصبح المشكلة عائليةً على نطاق واسع ، وتتطور لتكون مسألة كرامة بين الرجال من العائلتين ، وفي الكثير من الأحيان يصطلح الزوجان وتبقى العداوة بين الأهل، أو ينتهي الخلاف بالطلاق.
مصالحةالزوجة: كيف تصالح زوجتك ؟
لكل شخص أسرار ومفاتييح ، ومع العشرة يمتلك الزوج والزوجة مفاتيح الآخر. فيصبح كل منهما قادراً على كشف أوراق شريكه دون أن يراها ، إذ نلحظ كثيراً الزوجة تفهم ما يريد زوجها قبل أن يطلبه . وهذه ميزة خاصة بالزوجة لما حباها الله به من دقة ملاحظة وصبر في التعامل مع الزوج والأولاد. وهذا ما يمكنها من مصالحة زوجها بطريقة أبسط منه.
لكن الرجل في الغالب إذا أخطأ في حق الزوجة لا ينتبه أصلاً لما فعل ، فطبيعتها الحساسة تجعلها عرضة للتأثر بشكل سريع حتى وإن لم يتعمد الزوج إيذاءها. ثم إن كبرياءها يمنعها من أن تخبره بما حصل ، وما وقع في نفسها من حزن ، وتظن أنه يعلم ويهملها متعمداً وهنا يتصاعد الموقف فتغضب الزوجة وتمتنع عن الكلام مع زوجها منتظرةً اعتذاره…
لكن ، هل يتنازل الزوج ويعتذر مباشرةً؟؟! قليل جداً من الأزواج من يفعل ذلك ، فهم يعتقدون أن ذلك انقاص لرجولتهم وحطٌ من قدرهم . لكن على العكس تماماً ، فكلما تقرب الزوج من زوجته وأشعرها بأنها شريكته وليست مجرد شخص يعيش معه زاد احترامها له و تقديره. يُقال : “الرجل يعشق بعينه والمرأة بأذنها “وفي هذا المثل خير دليل على كلامي، فالكلمة اللطيفة والهمسة الناعمة كفيلة بإزالة أي خلاف مهما كبر.
أما للأشخاص الذين لا يتواصلون شفهياً بشكل جيد مع الآخرين ، فيجب تجربة بعض الحيل التي تستميل الزوجة وتجعلها تنسى وتسامح. إهداء شيء بسيط للزوجة كوردة حمراء أو زجاجة عطر خير دليل على حب الزوج لها ، عشاء مميز في مطعم لطيف ، رسالة حنونة على الهاتف أو على ورقة يتركها الزوج على الوسادة ، كل هذه الأساليب وغيرها بسيطة ومقدور عليها. وإن لم يستطع فعل أي من هذا فما عليه إلا التعامل مع الزوجة بشكل طبيعي ، يتكلم معها ، يأكل ويمزح وكأن شيئاً لم يكن ، وهذا كافٍ لتفهم أنه اعتذار غير مباشر من زوجها .
ويجب على الزوجين مراعاة الفضل والإحسان فيما بينهما ، وخير ما أختتم به كلامي قول الله عز و جل: { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين} آل عمران 134 ، و قوله تعالى : { وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }البقرة237.