إيران تحول 2000 شخص في حلب إلى شيعة ومكاتب عقارية تستولي على العشوائيات وعائلات الميليشيات تستوطن المدينة القديمة وريفها الجنوبي

أنطاكيا - ريف حلب – «القدس العربي»: بعد سيطرة النظام و حلفائه على حلب في 2016 عمل النظام مع حلفائه الإيرانيين على تغيير التركيبة الديمغرافية للمدينة، وتم تهجير

إيران تحول 2000 شخص في حلب إلى شيعة ومكاتب عقارية تستولي على العشوائيات وعائلات الميليشيات تستوطن المدينة القديمة وريفها الجنوبي

[wpcc-script type=”11795abab388851ae3023908-text/javascript”]

أنطاكيا – ريف حلب – «القدس العربي»: بعد سيطرة النظام و حلفائه على حلب في 2016 عمل النظام مع حلفائه الإيرانيين على تغيير التركيبة الديمغرافية للمدينة، وتم تهجير الآلاف من أبنائها، ومنحت منازلهم في حي باب الحديد وحلب القديمة وحي المرجة وسيف الدولة وريف حلب الجنوبي إلى الميليشيات الموالية للنظام وعائلاتهم، من العراق ولبنان والهزارة الأفغان، المنخرطين كمرتزقة في «لواء فاطميون» الذين استقروا في احياء حلب وريف حلب.
النظام السوري يرى في الميليشيات الشيعية القادمة من أفغانستان وإيران والعراق ولبنان مع عائلاتهم، حلاً يعوّضه عن تناقص أعداد المجندين من السوريين بعد سنوات من حرب أهلية طاحنة.
وقد دعم النظام سياساته تلك من خلال إجراءات استصدار القوانين التي تخدم نزع الملكيات وإعادة الإعمار، والاستيلاء على ممتلكات سكان تلك الأحياء من خلال طرق عدة، أحدها مكاتب العقارات.
وتعمل المكاتب العقارية التي يديرها أشخاص مقربون من الميليشيات الشيعية في حلب على شراء المنازل المعروضة للبيع في مناطق العشوائيات والمناطق الخاضعة لإعادة الإعمار بسبب الدمار الذي لحق بها، مع تقديم تسهيلات للبائع من حيث معاملات نقل الملكية وما يترتب عليها من موافقات أمنية. وأكد سكان محليون من مدينة حلب لـ»القدس العربي»، أن المكاتب العقارية المدعومة إيرانياً اشترت مؤخراً عدداً كبيراً من المنازل في حي الميسر وحي القاطرجي، معظمها غير مُسجل رسمياً لدى حكومة النظام، إذ إنها ضمن المناطق العشوائية المُهددة بالإزالة.
وبالرغم من شراء منازل المخالفات والعشوائيات والمنازل المدمرة جزئياً، لم يجر تجار العقارات أو الشارون من الشيعة أي عمليات ترميم في تلك العقارات، اذ يبدو ان الهدف هو شراء مساحات كبيرة أولاً، قبل ترميمها ثانياً و»تشيعها»، إذ تبدو خطط إعادة الإعمار مجرد تغطية قانونية لعمليات التغيير الديمغرافي تلك.
وأكد سكان محليون في حي الجزماتي لـ»القدس العربي» أن لاجئين في إيران من الشيعة الهزارة الأفغان، قد استقروا في الحي، كما أتى بعض اللاجئين من العائلات مع فصيل «فاطميون» أيضاً، وهو عبارةٌ عن فصيل لمقاتلين شيعة أفغان جندتهم قوات الحرس الثوري لمساعدة الأسد.
في منطقة المرجة في حلب، ولأن سكان هذه المنطقة محسوبة على المعارضة، تم تهجير بعض السكان هناك وتوطين عائلات شيعية تنتمي الى المقاتلين في الميليشيات الإيرانية، وتوجه الاتهامات إلى «فيصل العلاوي» المقرب من النظام بتسهيل ذلك، دون ان تتمكن «القدس العربي» من أخذ رد من علاوي على تلك الاتهامات خاصة بعد افتتاح حسينية ومراكز ثقافية بحي البلور، كما في حي المرجة وصلاح الدين.
وتشير معلومات لـ»القدس العربي» من شخص مقرب من «فيصل العلاوي» أنه قام بشراء عقارات وأراضٍ لرجال أعمال إيرانيين بحلب وبتسهيل عملية دخول التجار الإيرانيين الى سوق الصناعة في مدينة حلب من خلال مشاريع تجارية مدعومة حكوميا.
وقامت إيران بإنشاء قاعدة عسكرية للواء «فاطميون» الافغاني في السفيرة بريف حلب، وتنتشر ميليشياتها في حي نبل والزهراء والسفيرة وفي محيط مطار حلب الدولي والعيس والحاضر في ريف حلب الجنوبي. وتواصل الميليشيات عمليات التغيير الديمغرافي الممنهج في حلب وريفها الجنوبي، إذ استولت الميليشيات الشيعية في ريف حلب الجنوبي على منازل وممتلكات ‏الأهالي قرب الحاضر ومنطقتي جبل عزان وعبطين، والعيس جنوب حلب، وتقوم الميليشيات بالتركيز على انتزاع الاملاك ‏من الذين رفضوا العيش تحت حكمها وفضلوا النزوح إلى إدلب وريف حلب الشمالي، حيث تستخدم هذه الممتلكات لتوطين عوائل كفريا والفوعة، الذين خرجوا من أرضهم نحو حلب بموجب اتفاق مع فصائل المعارضة شمال سوريا.
نبل والزهراء بلدتان شمال مدينة حلب بنحو عشرين كيلومتراً، ويسكنها نحو أربعين ألفا ينتمون إلى الطائفة الشيعية، وباتوا يسكنون حالياً في محيط من القرى السنية التي أيدت الثورة. إيران كانت قد أولت بلدة نبل اهتماماً خاصاً مع بداية الألفية الجديدة، من خلال بناء «حسينيات»، واهتمت بتأهيل المدارس والمستوصفات، وتم إصلاح شبكات الصرف الصحي، ومياه الشرب، وتحظى البلدتان بدعم مستمر من إيران لتطوير القطاعات الخدمية، كان آخره البدء بعمليات تركيب المحطة الكهربائية المقدمة من الحكومة الإيرانية لتزويد البلدتين بالكهرباء. وخلال سنوات الحرب، قام حزب الله اللبناني بتقديم الدعم الى المقاتلين الشيعة في نبل والزهراء بريف حلب.
وأنشأ الحزب موقعاً عسكرياً خاصاً به هناك، وعمل «حزب الله» بدعم من ايران على تدريب الشباب في «نبل و الزهراء» بمعسكرات تدريبية خاصة لهم. كما يؤكد شهود محليون ل»القدس العربي» من سكان «نبل» ، ان مقاتلين من حزب الله «اللبناني» استقروا مع عائلاتهم في مديتي نبل والزهراء.
وتتوسع طهران في إنشاء الحسينيات بحلب، فقد بلغ عددها حسب ناشطين نحو 35 حسينية و 12 مركزا ثقافيا، وتقوم هذه المراكز بتعليم أصول الفقه الشيعي. والأنشطة الاجتماعية والثقافية الشيعية التي تقوم بها هذه المراكز مدعومة مالياً من مؤسسة الحرس الثوري. ويقول موظف يعمل في المركز الثقافي الإيراني في حي البلورة ل»القدس العربي» ان أثر من 2000 شخص من مدينة حلب، قد تحولوا خلال هذا العام إلى المذهب الشيعي، بدون وجود تأكيدات من مصادر رسمية عن دقة هذا الرقم. وفي محاولة للسيطرة على تنشئة الطلاب والأطفال، تم إنشاء كشافة المهدي في 2014، وهي تابعة لجمعية الإمام المهدي في مدينة حلب، وتتركز أغلب نشاطاتها على غرس المفاهيم المذهبية وشعارات الثورة الإيرانية في أذهان الأطفال، وذلك من خلال نشاطات المركز الثقافي فيحي المرجة وصلاح الدين والبلورة وحي الميسر في حلب.

Source: alghad.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *