الشاعر ابو نواس

‘);
}

الشاعر أبو نواس

وهو الحسن ابن هانئ الحكمي الدمشقي، ولد في بلاد فارس لأب دمشقي وأم فارسية، وعاش في العراق واشتهر باللهو والمجون والحب الشديد للخمر، ويعد أبو نواس من أشهر شعراء العصر العباسي الذين ساهموا بتجديد الشعر في تلك المرحلة، كما أنّه كان من الشعراء الذين اعتمدوا الخمريات ووصف الخمر كثيرًا في أشعارهم، وكان والده أحد الجند وتوفي وهو صغير، فأعالته أمه وأرسلته إلى عطار ليعمل عنده فتولى العطار رعايته، وهو من شجعه ليتعلم القرآن والشعر، وكذلك فعل؛ إذ أتقن أبو نواس في الثلاثين من عمره الشعر من غزل ومدح ورثاء وهجاء، وعلوم الإسلام من فقه وحديث، وذلك دفعه إلى الخروج إلى بغداد عاصمة الخلافة العباسية، وقد تعرض أبو نواس للسجن كثيرًا بسبب شعره الذي عُرِف بالمجون والتطاول وذلك في عهد الخليفة هارون الرشيد وابنه الأمين رغم أنّ الخليفة الرشيد قد أعجبه الكثير من شعره وأبهره ^[١]، وقد كان صديقًا للخليفة الأمين ورثاه بعد موته.

أسلوبه الشعري

[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]

غلبت الخمريات على شعر أبي نواس، فكانت أغلب قصائده مدحًا في الخمر وذكر محاسنه، كما كتب والرثاء بعاطفة صادقة ومشاعر تسحب القارئ للتأثر بها، وكتب الغزل بعاطفة أيضًا ولكنّها لا تخلو من الإباحية، وكتب المدح وتميز به ولكنه لا يخلو من التكلف والصناعة، وقد كتب أبو نواس أيضًا في الصيد وأبدع به، وقد جمع كُثُر لأبي نواس ديوانًا شعريًّا، منهم الصولي وحمزة الأصفهاني
^[٢].

وفاته

اختلفت الأقاويل في وفاة أبي نواس، فالبعض قال بأنّه توفي في السجن في إحدى مرات سجنه، والبعض قال بأنّه توفي في دار إسماعيل بن نوبخت بعد أن دس له سمًّا تخلصًا من سلطانه
^[٣].

من أشهر قصائده

• قصيدة دع عنك لومي:

دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ
ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ

صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها
لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ

مِنْ كف ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكرٍ
لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ

َقامْت بِإبْريقِها، والليلُ مُعْتَكِرٌ
فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ

فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَة ً
كأنَّما أخذَها بالعينِ إغفاءُ

َرقَّتْ عَنِ الماء حتى ما يلائمُها
لَطافَةً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماءُ

فلَوْ مَزَجْتَ بها نُورًا لَمَازَجَها
حتى تَوَلدَ أنْوارٌ وأَضواءُ

دارتْ على فِتْيَةٍ دان الزمانُ لهمْ،
فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِما شاؤوا

لتِلكَ أَبْكِي، ولا أبكي لمنزلةٍ
كانتْ تَحُلُّ بها هندٌ وأسماءُ

حاشى لِدُرَّةَ أن تُبْنَى الخيامُ لها
وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُ وَالشّاءُ

فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفةً
حفِظْتَ شَيئًا ، وغابَتْ عنك أشياءُ

لا تحْظُرالعفوَ إن كنتَ امرَأًَ حَرجًا
فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ

• عجبًا لي كيف أبقى

ويقول في بعض أبياتها:

عَجَبًا لي كَيفَ أبْقَى
وَلَقَدْ أُثْخِنْتُ عِشْقَا

لم يُقاسِ النّاسُ داءً
كالهَوَى يُبْلي وَيَبقَى

أيّ شيءٍ بَعد أنَّ الـ
ــدّمْعَ فيهِ لَيسَ يَرْقَا

ولَقَدْ شَقّ عليّ الحـ
ـبُّ ما شَا أن يَشُقّا

لَيتَ شعري هكذا كا
نَ أخي عروَةُ يَلقَى

وَنَصيحٍ قالَ: لا تَعْـ
ـجَلْ بهُلكِ النّفسِ خُرْقَا

كدْتُ من غَيظٍ عَلَيْهِ،
إذْ لحَاني، أتَفَقّا

وَيْكَ إنّ الحبّ لم يَمْـ
ـلِكْ سِوَى رِقّيَ رِقّا

ليَ مَوْلًى أرْتَجي مِنْـ
ـهُ عَلى رَغمِكَ عِتْقَا

قَمَرٌ بَينَ نُجومٍ،
ناصِبٌ في الصّدرِ حُقّا..

وتوجد قصائد أخرى كثيرة زخمة وغنية للشاعر قد تضمنها ديوانه الشعري.

المراجع

1. ↑فريق العمل (2-12-2018)، “”دع عنك لومي”.. أبو نواس شاعر الخمر المتمرد الذي أبهر هارون الرشيد”، ساسة بوست، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2018.
2. ↑عبدالسلام عبدالكريم (24-2-2016)، [ https://www.alquds.co.uk/شخصية-أبو-نواس-وشعريته-في-النقد-الغر/ “شخصية أبو نواس وشعريته في النقد”]، القدس العربي، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2019.
3. ↑Amira Amin (-)، [ https://www.edarabia.com/ar/3-قصائد-من-شعر-أبو-نواس/ “3 قصائد من شعر أبي نواس “]، Edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 17-3-2019.