تعريف التوتر وعلاماته:
لا شك وأننا سمعنا مراراً وتكراراً عن التوتر والقلق والضغط النفسي الذي يقع فيه العديد من الأشخاص في هذا الزمان بغض النظر عن أعمارهم ، نوعية أعمالهم ، شخصياتهم وما إلى ذلك من التنوع في أساليب الحياة.
و التوتر عبارة عن حالة نفسية تظهر بسبب مؤثرات داخلية أو خارجية تزيد حالة التنبه عند الشخص .وقد يظهر على شكل خوف يسبب تسارعاً في ضربات القلب ،تعرق زائد وملحوظ ،صداع في النهار و أرق بالليل ، حساسية مفرطة تؤدي إلى الغضب لأتفه الأسباب ، نسيان وعدم تركيز ، كآبة ، آلام في الرقبة والظهر… كما أنه يؤثر على الشهية إما بالإكثار من الطعام أو بالعزوف عنه تماما.
أسباب التوتر :
للتوتر أسباب عديدة ومتنوعة تختلف من شخص لآخر ، ولهذا يجب معرفتها بدقة للتمكن من تحديد طرق العلاج المناسبة.لو أخذنا عائلة عادية كمثال للدراسة ، لوجدنا ان الأب الكادح طوال اليوم يعاني من توتر رهيب بسبب العمل ومشاكله ، أما الأم فهي على موعد دائم مع التوتر بفعل الأولاد وتربيتهم وتدريسهم وأعمال المنزل –أما إن كانت من الأمهات العاملات فإن حدة توترها تكون مضاعفة- ، ولن يتخلف الأولاد أيضا عن قطار التوتر ، فالذهاب للمدرسة لم يعد سهلاً هذه الأيام ، ضغوطات الأهل المتواصلة ، الواجبات اليومية ، صعوبات الإمتحانات وكيفية التعامل مع الزملاء كلها تحديات لا يستطيع تحملها معظم الصغار مما يؤدي للتوتر. ومن أسبابه أيضاً نمط الغذاء الذي يتناوله الفرد يومياً ، فالكافيين مثلاً وما يشبهه من منشطات ومنبهات وحتى السكريات والشوكولاته تعطي نشاطاً مؤقتاً يزول بعد بعض الوقت تاركاً إرهاقاً وأرقاً في آن واحد يؤدي بالتالي إلى القلق والتوتر. ولا يقتصر التوتر على العوامل الخارجية فقط ، فبعض الأشخاص تتمحور شخصياتهم حول التوتر . فهم بطبيعتهم دائموا القلق والخوف ، يحاولون دوماً أن يكون عملهم متقناً تماماً وخالياً من الشوائب بحيث يدفعهم إلى التركيز الشديد والضغط على أنفسهم.
بعض طرق وأساليب التخلص من التوتر:
يكمن السر في نجاح العلاج بأن يتم تشخيص الداء وأسبابه بدقة ، وعليه تُتخذ الإجراءات المناسبة لمنعه أو التخفيف من حدته. ومهما تنوعت أساليب التخلص من التوتر إلاّ أن الهدف واحد، فعلينا اختيار الأقرب إلى القلب والأكثر ارتياحاً بناءاً على حالتنا الشخصية. وإليكم بعض الخيارات المتاحة للجميع :
- ذكر الله : قال تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28) ، و من أصدق من الله قيلا ، فذكر الله وقراءة القرآن من أكثر ما يهدئ الأعصاب وإن غفل عنه الكثيرون. كذلك الصلاة ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول : ” أرحنا بها يا بلال ” فالصلاة راحة نفسية لكل من أثقلته الحياة بمشاكلها وهمومها.
- الإسترخاء و الهدوء : لا حاجة في ذلك لوقت طويل ، فقط أغمض عينيك وتنفس ببطء وهدوء ثم تخيل مكاناً جميلاً تود أن تكون فيه واجعله هدفك القادم.
- تنظيم الوقت : جدولة الأعمال وتنظيمها يمنع تراكمها ، يجب التخطيط وبرمجة الوقت وأداء المهمات حسب الأولى فالأولى، فهذا سيؤدي إلى عمل مميز وناجح بعيداً عن التوتر.
- ممارسة هواية أو نشاط رياضي: في ظل النسق السريع للحياة وأعبائها ينشغل الإنسان وينسى هواياته التي كان يمارسها وقت الشباب ،كالمطالعة أو الرسم أو ركوب الدراجات وغيرها من التمارين التي تجدد النشاط وتكسر الروتين اليومي الرتيب للعمل ، و تبعث على البهجة والسرور ، لذا لا ضير في تخصيص بعض الوقت لها.
- تناول غذاء صحي: الطعام الغني بالخضراوات والفواكه والألياف يمد الجسم بالطاقة والحيوية والرشاقة ، مما يغنيه عن الكافيين ، الشاي ، السكريات ، المشروبات الغازية ، الدخان و غيرها من العادات غير الصحية التي تساهم في حدة التوتر.
- مواجهة المشاكل بموضوعية: المشاكل بأنواعها تسبب أكبر الضغوط وأعقدها ، إذيصعب حل أي منها ما دام الشخص طرفاً فيها ، لذا من الأفضل النظر للموضوع بمنظور خارجي ، أي كأنك متفرج وبذلك تستطيع الحكم بعدل بعيداً عن الغضب والتوتر.
- الإستعانة بصديق: استشارة الآخرين دائماً مفيدة بشرط أن يكونوا أهلاً لها ، فالأم والأخت خير أصدقاء في العائلة ، والمعلم عون في المدرسة ، والزوجة سند في البيت ، والصديق الصّدوق كل ذلك . فالفضفضة الصحيحة دون كشف أسرار البيوت أو غيبة الغير تعتبر متنفساً يساعد على تخفيف التوتر .
أما في حال لم تنجح الطرق السابقة ينصح باللجوء للأطباء وطلب المساعدة منهم ، و لا تنسوا الصبر والتوكل على الله عز وجل.
اقرأ ايضاً :
- طرق عملية في كيفية التخلص من التوتر : كيف تتخلص من التوتر؟