هل يجوز للرجل أخذ راتب زوجته؟
٠٥:٠٠ ، ٩ أغسطس ٢٠٢٠
![هل يجوز للرجل أخذ راتب زوجته؟ هل يجوز للرجل أخذ راتب زوجته؟](https://mrahba.com/wp-content/uploads/2020/12/d987d984_d98ad8acd988d8b2_d984d984d8b1d8acd984_d8a3d8aed8b0_d8b1d8a7d8aad8a8_d8b2d988d8acd8aad987d89f-1.jpg)
}
أهمية عمل المرأة
العمل شيء ضروريّ جدًا ومفيد لدرجة كبيرة بالنسبة للمرأة، خاصةً في العصر الحاليّ الذي نعيشه، وضمن هذا التطوُّر المتسارع في الحياة الذي نواكبه، فعمل المرأة أصبح من الأمور المهمة التي يجب عليها التمسُّك بها، وتكمن أهميته في المكاسب العديدة الأخرى التي يمكنها أن تحقّقها إلى جانب حصولها على دخل ماديّ خاص بها؛ إذ إنه يمكّنها من أن تكون امرأةً قويةً ومستقلّةً بذاتها، ويجعلها غير محتاجة لأحد، بل على العكس ستكون مكتفيةً بذاتها، كما أنها ستحصل على احترامها وتقديرها لذاتها وستكون لها مكانتها في المجتمع، بالإضافة إلى أنها تستطيع أن تكون فردًا منتجًا في المجتمع الذي تعيشه وبالتالي ستقدّم العون الماديّ لعائلتها، كما أنها بالإضافة إلى الثقة بالنفس والقوة التي ستحظى بها فإنها ستحظى باحترام من حولها واعترافهم بوجودها، باختصار فالعمل قوة بالنسبة للمرأة ولا بدّ لها من الحفاظ عليه وعدم التفريط به، وفي هذا المقال سنتناول الحديث حول حق المرأة في راتبها الذي تحصل عليه وحرّيتها في التصرف فيه[١].
‘);
}
هل يجوز للرجل الأخذ من راتب زوجته؟
قد يتساءل العديد من الناس خاصةً الرجال عن حكم أخذ الرجل المال من راتب زوجته الموظفة سواء برضاها أو دون رضا أو طيب نفس منها، والإجابة في هذه الحالة تكون معتمدةً على رأي الزوجة في ذلك سواء أكان قبولًا أم رفضًا؛ فمن الممكن قبول الزوجة بأن يأخذ زوجها من راتبها عن طيب نفسٍ منها دون إكراه زوجها لها بأي طريقة ممكنة، سواء بالضرب أو التهديد بالطلاق أو غير ذلك من أساليب الإكراه التي قد يتّبعها الزوج، والدليل الشرعيّ الذي يؤكّد هذا الأمر هو قول الله سبحانه وتعالى: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} [النساء: 4]، أي إن الزوج ليس عليه أي شيء في حال قبلت زوجته أن يأخذ المال من راتبها، أما في حال عدم قبولها أو قبولها تحت التهديد والضرب فإنه لا يجوز للزوج أن يمدّ يده على راتبها أو يأخذ منه، كما يجب على الرجل في حال رفض زوجته إعطاءه المال أن يُنفق عليها وأن يعاشرها بالمعروف، وأن يكون لطيف المعاملة وحسن اللسان معها.
في حال كانت الزوجة قد فرضت على الزوج في شروط عقد الزواج أن تعمل وكان الزوج قد قبل بالشرط، ففي هذه الحالة على الزوج أن يمكّنها من العمل والاستمرار في وظيفتها، والدليل الشرعيّ على ذلك هو قول النبي عليه عليه أفضل الصلاة والسلام: (إنَّ أحقَّ الشُّروطِ أن يوفَّى بِهِ ما استحللتُمْ بِهِ الفروجَ) [فتاوى نور على الدرب لابن باز|خلاصة حكم المحدث: متفق على صحته] وراتبها في هذه الحالة يكون لها ولها الحقّ في إعطاء زوجها من راتبها أو منعها له من أن يأخذ منه قرشًا، أما إذا كانت الزوجة لم تشترط على زوجها في عقد الزواج أن تعمل، ففي هذه الحالة فإن له الحق في الموافقة أو عدم الموافقة على عملها خارج البيت، وفي حال وافق على أن تعمل فراتبها لها وهي حرة به، أما في حال رفض أن تعمل فيحقّ له ذلك[٢].
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
ما حكم نفقة الزوج على زوجته العاملة؟
يجب على الزوج أن يُنفق على زوجته العاملة حتى وهي تتقاضى راتبًا شهريًا يُغنيها عن نفقته عليها، وتتضمّن نفقة الزوج على زوجته توفيره لها كافة الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس، وبالنسبة لنفقة الملبس التي يجب على الزوج توفيرها لزوجته فهي تتضمن كسوتها صيفًا وشتاءً وشراء الملابس لها بما يُغطّي حاجتها، وبما يتناسب مع الوضع الماديّ للزوج ولا يُحمّله عبئًا كبيرًا، وبالنسبة لتوفير الملبس للمرأة العاملة فهو يتضمّن توفير الزوج الملابس التي ترتديها زوجته في منزلها، بالإضافة إلى الملابس التي ترتديها في مناسبات تخرج إليها بإذن زوجها، ولا يتضمّن الملبس إنفاق الزوج على زوجته لشراء الملابس التي ترتديها للذهاب إلى العمل والتفاخر بها أمام زميلاتها، وقد قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – :”يجب على الإنسان أن ينفق على أهله؛ على زوجته وولده بالمعروف، حتى لو كانت الزوجة غنيةً، فإنه يجب على الزوج أن ينفق، ومن ذلك ما إذا كانت الزوجة تدرِّس، وقد شُرط على الزوج تمكينُها من تدريسها، فلا حقَّ له فيما تأخذه من راتب، لا نصف ولا أكثر ولا أقل، الراتب لها ما دام قد شُرط عليه عند العقد أنه لا يمنعها من التدريس فرضي بذلك، فليس له الحق أن يمنعها من التدريس، وليس له الحق أن يأخذ من مكافأتها، أي: من راتبها شيئا، هو لها”[٣].
من حياتكِ لكِ
قد تتساءلين عزيزتي المرأة أنتِ والعديد من النساء عن حكم إعطاء أهلكِ من مالكِ الخاص ومساعدتهم ماديًا، والجواب هو أنه بما أن الإسلام جعل للمرأة والرجل ذممًا ماديةً منفصلةً، وأعطى للمرأة الحقّ بالتصرّف في راتبها كيفما شاءت؛ فإن بإمكانكِ مساعدة أهلكِ من مالكِ الخاص الذي تحصلين عليه من راتبكِ، ولكن عليكِ أن تحرصي على مراعاة زوجكِ عند مساعدة أهلكِ ماديًا؛ فمن الأفضل أن تخبريه عن رغبتكِ بمساعدة أهلك ماديًا، ففي حال رحّب زوجكِ في ذلك فهو خير، كما يمكنكِ أن تستعيني بمساعدته للتفريج عن أهلكِ ماديًا في حال كان كريمًا وميسور الحال، أما في حال كان زوجكِ لا يحبّ أن تساعدي أهلكِ ويشعر بالضيق نتيجةً لذلك فإن من الأفضل لكِ أن تساعديهم دون إخباره؛ لتجنُّب المشاكل التي قد تواجهينها معه نتيجة علمه بمساعدتكِ المادية لأهلكِ، وهذا من باب التصرُّف بحكمة في هذا الموضوع؛ فالهدف من إخباره هو من باب احترام العشرة القائمة بينكِ وبينه وإخباره بكلّ ما يحصل معكِ، أمّا في حال كان ذلك الأمر يزعج زوجكِ فمن الأفضل عدم إخباره بذلك[٤].
المراجع
- ↑Krishna Reddy, “Top 35 Good Reasons Why Women Should Work”، wisestep, Retrieved 30-7-2020. Edited.
- ↑“حكم أخذ الرجل راتب زوجته أو بعضه”، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2020. بتصرّف.
- ↑“هل يجب على الزوج النفقة على زوجته العاملة ؟ وهل له أن يأخذ من راتبها ؟”، islamqa، 26-1-2009، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2020. بتصرّف.
- ↑“إنفاق الزوجة على أهلها من راتبها”، fatwa، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2020. بتصرّف.