الخيل الأدهم محجل الثلاث
إن الخيول العربية معروفة منذ القدم بأصالتها وقوتها، كما كانت الخيول تُستخدم في الحروب والمعارك لما يٌعرف عنها من السرعة والقوة، وقد كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يُحب الخيل كثيرًا، ومن أنواع الخيل التي اشتهرت بين العرب بشدة هي الخيل الأدهم محجل الثلاث، وقد ذكرت الرواية التالية أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اوصى ببعض الصفات الموجودة في الخيول.
ومن هذا ما أخرجه الإمام أحمد في “مسنده” (22561)، والترمذي في “سننه” (1696)، وابن ماجه في “سننه” (2789)، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد قال: [خَيْرُ الْخَيْلِ الْأَدْهَمُ، الْأَقْرَحُ، الْأَرْثَمُ، المُحَجَّلُ ثَّلَاثِ، مُطْلَقُ الْيَمِينِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَدْهَمَ، فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ].
وقد قام بتصحيح الحديث الشيخ الألباني في “صحيح ابن ماجه” (2248) حيث قال عنه ما يلي: [1]
- والأدهم هو الخيل الذي يتميز باللون الأسود الشديد.
- أما الأقرح فهو الذي يوجد في وجهه القرحة بالضم، وهي تكون ما دون الغرة.
- الأرثم وهو الخيل الذي تحتوي شفته العليا على جزء أبيض.
- أما المحجل ثلاث مطلق اليمين فالتحجيل هو وجود أجزاء بيضاء في قوائم الفرس، ولكن لا يتعدى ذلك البياض الركبتين، أي أن المقصود أن يصبح الخيل محجلا في ثلاث إلا في الرجل اليمنى.
- والكميت هو الخيل الذي يتوسط لونه ما بين الأسود والأحمر.
وكان الرسول يكره هذا النوع من الخيول حسب ما جاء في قول أبي هريرة رضي الله عنه إذ قال: [كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يكره الشكال من الخيل]، والمقصود بالشكال أن تحتوي الرجل اليمنى للخيل على بياض، أو في اليد اليسرى، أو اليد اليمنى، والرجل اليسرى رواه مسلم وأبو داود. [2]
صفات الخيل الأدهم
- يتميز الأدهم بأن له رأس ذات شكل مقعر، وعينان كبيرتان بارزتان، أما الرقبة فتكون مقوسة وعالية مع عربة ذيل عالية، ويحتوي وجهه على بقعة بيضاء في المنتصف.
- كما يتميز الأدهم بشكل الظهر المستقيم والقصير مع الذيل المستقيم، وكذلك فإن الساقين لها تحديد في العضلات العريضة التي تحتوي على المفاصل والأوتار القوية للغاية، إلى جانب الحوافر الصغيرة شديدة الصلابة والواسعة من جهة الكعب، والذيل يكون ممتلئ وعريض، أما عن الأقدام فتتميز بوجدود أجزاء بيضاء في أسفلها.
- أما عن الصدر العضلي العميق والواسع فهو يتماشى مع كتف طويل ويتميز بانحداره، وأهم ما يميز الخيل الأدهم هو اللون الأسود، والجلد الناعم الحريري.
- وهناك اختلاف بين الخيل الأدهم الأصيل وغيره من الخيول غير العربية في الهيكل العظمي، إذ أنه يمتلك 5 فقرات قطنية، بينما غير العربية تمتلك 6 فقرات قطنية، ولدى الأدهم 17 زوجًا من الضلوع في حين أن غيره يمتلك 18 زوجًا، وكذلك فإن الأدهم لديه طول في الخناق وعمق كبير في الورك، وذلك ما تسبب في رشاقته العالية.
- وتبعًا لما نشره اتحاد الفروسية الأمريكي من معلومات فإن غالبية الخيول العربية ومنها الأدهم تصل ما بين 14.1 إلى 15.1 ذراعًا، في حين أنه من الممكن أن يوجد أكبر أو أصغر من ذلك، وفي حين أنها أقصر من غيرها إلا أنها ما تزال تُعتبر من الخيول ذات القيمة العالية عند مقارنتها مع السلالات الأضخم والأطول، كما أنه يستطيع أن يحمل أثقل الفرسان أو راكبي الخيل على عكس غيره من السلالات التي لا تتمكن من فعل ذلك.
- ولكن مزاج خيل الأدهم معقدًا بعض الشئ ويرجع ذلك إلى حماسه في تصرفاته، وهو ما لا يوحد في غيره من الأنواع، كما أنه يتميز بولائه بين الخيول والبشر، ونتج عن ولائهم للإنسان أن اتحاد الفروسية الأمريكي يسمح للأطفال الأقل من 18 عامًا بالاقتراب منه أو ركوبه، ويتميز كذلك بسرعته في التعلم في حين أنهم يلتقطون العادات السيئة سريعًا وذلك السلوك يكون تغييره صعبًا، وهو لا يتقبل أن يمارس التدريب ذا الكفاءة العالية، بالإضافة إلا أنه عنيد ولا يحب الانصياع إلى الأوامر.
مظهر الحصان الأدهم
إن أكثر ما يقوم بتمييز الخيل الأدهم العربي عن غيره من الخيول هو: [3]
- الوجه المقعر.
- طول الرقبة وتقوسها.
- الذيل المرتفع.
- والرأس المنحوت بدقة.
وهذا ما يجعل مظهرها الجسدي ليس فقط جذابًا بل يتميز بالأناقة كذلك، والشكل العام يُعطي المزيد من الشعور بالنبل والطاقة والشجاعة والذكاء، وكلما ركض الخيل بسرعة فإن العالم يحلل ذلك بأنه استعراض للفخر والأصالة، والذي أدى إلى اكتساب الأدهم الشكل الأنيق في الواقع يرجع إلى أن من عملوا على تربيته حافظوا على سلالتها النقية، وتم ترجيح ذلك إلى قلة الأموال التي تكفي للتهجين.
حجم الخيل الأدهم
قد تم وصف معيار السلالة للخيول العربية كما ذكرت اتحاد الفروسية بالولايات المتحدة من قبل أن الخيول العربية الأصيلة ومن بينها خيل الأدهم على أنها تبلغ ما بين (14.1 و 15.1) يد، (57 إلى 61 بوصة أي [140 إلى 150 سم])، إلى جانب أن العضلات تكون عريضة من فوق أو تحت، وعلى هذا فإن كافة الخيول العربية بصرف النظر عن طولها تم تصنيفها بأنها “خيول”، في حين أن 14.2 يد (58 بوصة [150 سم]) يكون الطول المُعتاد للفصل بين الحصان والمهر.
وعلى الرغم من ما قيل عن أن سلالات الخيول الأصيلة ليست قوية بدرجة كافية إلا أن ذلك غير صحيح فهي تتميز بالبنية القوية وكثافة العظام، المدافع القصيرة، الأقدام القوية السليمة، وظهر عريض وقصير، فكل هذا يُكسبها قوة بدنية تتفوق على الكثير من الحيوانات الأطول، وفي حين أن المهام التي تحتاج إلى الوزن الضخم للخيل كعملها في المزارع التي يقوم فيها الحصان بالجر، أو الشد الجماعي، فيكون حينها الخيل ذو الوزن القليل غير مناسب لتلك الأعمال، ولكن في غالبية الأعمال فيكون الخيل العربي من أقوى السلالات ذات الوزن الخفيف والتي تقدر على حمل أي نوع من الفرسان في أغلب مسابقات الفروسية وما يميزها في ذلك سرعتها في الركض. [4]