كيف يمكنك مواجهة العنف الأسري؟
٠٩:١٤ ، ٤ أغسطس ٢٠٢٠
}
ما هو العنف الأسري؟
العنف الأسري هو ممارسة الاعتداء اللفظي أو الجسدي بغرض فرض السيطرة من أحد أفراد الأسرة على الأفراد الآخرين، وقد يضغط المعتدي على الضحية بأساليب التخويف، والترهيب لإحباطه وإبقائه خاضعًا تحت السيطرة، ويمكن أن يتعرض أي شخص للعنف الأسري والاعتداء، إذ يحدث بين الأزواج، أو الأقارب، أو الإخوة على اختلاف الجنس، وفي جميع الفئات العمرية والخلفيات العرقية والمستويات الاقتصادية، وقد تتعرض النساء في كثير من الأحيان للإيذاء، ويعاني الرجال من سوء المعاملة، خاصة اللفظية والعاطفية، لكن هذا السلوك المسيء غير مقبول أبدًا، سواء أكان من رجل أو امرأة أو مراهق، فكل إنسان في عائلته يستحق أن يشعر بالتقدير والاحترام والأمان، وغالبًا ما يكون العنف الأسري نتيجة تابعة للتهديدات والاعتداء اللفظي، وتتعرض الضحية للإصابة الجسدية والتي تشكل خطرًا كبيرًا على الحياة والصحة الجسدية، كما تعاني بشدة من العواقب العاطفية والنفسية للعنف، فالعلاقات المسيئة عاطفيًّا قد تدمر الاحترام الذاتي لدى الشخص المُعنَّف، وتصيبه بأمراض نفسية كثيرة، مثل: القلق، والاكتئاب، والشعور بالعجز والوحدة، وعلى كل شخص يتعرض للعنف الأسري ألَّا يتحمل هذا الإيذاء، وأن يسعى للتحرر منه[١].
‘);
}
ما هي آثار العنف الأسري على المجتمع؟
إليكِ بعض آثار العنف الأسري على المجتمع[٢]:
- إرهاق الكوادر الطبية والأمنية، فحين تقع حوادث العنف الأسري ستهتم الشرطة بتفاصيل القضية، والمحاكم بجميع موظفيها، والمستشفيات والأطباء، ومرافق العلاج، وغيرها من مراكز الرعاية الأخرى، وإنّ متابعتها لقضايا العنف الأسري ستشغلها عن تأدية واجباتها المهمة الأخرى تجاه المجتمع كله.
- الأمراض النفسية والجسدية، إذ تفيد الإحصائيات بأن ضحايا العنف الأسري يعانون من مشكلات الصحة الجسدية، مثل: قرحة المعدة، وأمراض القلب، والمشكلات النفسية، مثل: الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، والمشكلات الاجتماعية المرتبطة بالعلاقات، كما أن يعاني المعتدون من تأثيرات نفسية وصحيّة، ففي كل حادثة عنف أسري، هناك نزاع حقيقي بين الأفراد الذين لم يتمكنوا من التعايش بوئام معًا، مما يجعل الأسرة غير منتجة، وغير مؤثرة في المجتمع بشكل إيجابي.
- زيادة عبء العمل على الكوادر المدرسية، وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يشهدون مشاهد العنف الأسري، يعانون من مشكلات في التحصيل الدراسي، ويتأخرون عن أقرانهم بفارق سنة ونصف في النمو، وهذا يصعّب مهمة كوادر المدارس، في التعامل معهم، إذ أكدت دراسة أن هؤلاء الأطفال أكثر عرضة لارتكاب الجرائم، لما شاهدوه من جرائم منزلية حدثت أمامهم، ويكبرون ليصبحوا مجرمين أو ضحايا للإجرام، وبالتالي يتوارثون التعنيف عبر الأجيال ويعيدون الضغط السلبي على المجتمع.
- التأثير على أماكن العمل والاقتصاد الوطني، فقد أكدت الدراسات أن كلًّا من المُعتدين والضحايا يواجهون صعوبات في أماكن عملهم، ولا يعتمد عليهم في كثير من الأحيان في إنجاز ما يطلب منهم، لأنهم يعانون من صعوبة في التركيز، ومن السهل استفزازهم، وكثرة تغيبهم عن العمل، لارتباطات خارج نطاق العمل، مثل مواعيد المحكمة، أو الذهاب للعلاج في المستشفيات، نتيجة ما يتعرضون له من ضغوطات نفسية في المنزل، وهذا يضر بالعائد المالي للفرد، ويضر بالأعمال التجارية، لأن أرباب العمل سيحتاجون لتوظيف أشخاص جدد يستطيعون إنجاز العمل على أتم وجه، وهؤلاء الأشخاص سيحتاجون للتدريب لإتقان مهارات العمل، كما سيضطر أصحاب الشركات لتغطية التأمين الصحي الذي يحتاجه المتعرضون للعنف، وهذا سيكلف الشركة مالًا كثيرًا، مما يهدد نجاحها واستمرارها، وهذا يعني تدني فرص العمل، وإنهاء عقود العمل لموظفيها، وهذا كله يضر بالحالة الاقتصادية العامة للمجتمع.
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
كيف يمكننا مواجهة العنف الأسري ضدّ المرأة؟
تعرفي على خطوات مواجهة العنف الأسري ضدّ المرأة[٣]:
- ثقفي نفسك، وانشري الوعي عند غيركِ من النساء حول مفهوم العنف، وأنواعه، وحقائق انتشاره.
- تواصلي مع أصحاب القرار والسلطة، وطالبي بقوانين أكثر صرامة ضد مرتكبي العنف ضد المرأة، وجميع أشكال العنف.
- تواصلي مع الكوادر الإدارية في المدارس، واطلبي منهم معالجة العنف في المدارس.
- احترمي الاختلاف والتنوع، وانشري ثقافة احترام الآخر على اختلافه، واحترمي حقه في التعبير عن رأيه، حتى لو كان طفلًا.
- اعملي على توعية المجتمع النسائي حول حقوق المرأة في عدم الموافقة على ما يفرضه أفراد أسرتها عليها، وإبداء رأيها الخاص بحرية.
- توقفي عن لوم الضحايا، وتحدثي علنًا بأن التحرش والعنف ليس خطأ الضحية.
- طالبي الصحافة بتكثيف تغطيتها لصور العنف ضد المرأة، وآثاره النفسية والجسدية.
- تجنبي العنصرية والتمييز والتطرف بكافة أشكالها.
- اعترفي أن العنف ضد المرأة يحدث في مجتمعكِ، وطالبي بتسليط الضوء على الحالات التي تحدث فيه.
- تعرفي على طرق لتقوية نفسكِ، وعلّمي أطفالكِ أن الاحترام هو أساس العلاقات، وكوني قدوة لهم في تطبيق الاحترام في علاقاتك.
- دافعي عن حقوقكِ، وحقوق ضحايا العنف في كل مكان.
- طالبي رجال الدين برفع مستوى الوعي لضرورة حماية المرأة من العنف، وضمان سلامتها، ومساءلة الجُناة.
- تجنبي الحديث عن مبررات التحرش والعنف أو دعمها أو تشجيعها.
- علّمي أطفالك أن العنف لا يحل المشكلات، بل التفاهم والحوار.
- كوني حذرة من المحيط الذي تعيشين فيه، إذا كانت لديك مخاوف حول احتمالية تعرضك للخطر، فمعظم مرتكبي جرائم التحرش ليسوا غرباء، و86٪ منهم معروفون لضحاياهم.
- كوني شجاعة، ولا تخافي من التحدث عن المشكلات التي تعرضتِ لها، وقاومي التهديدات والتعنيف بالرفض وطلب المساعدة.
- عززي فكرة أن جمال المرأة لا يكون بمظهرها فقط، وتجنبي تداول النكات العنصرية، أو الأغاني التي تحتوي على كلمات تحفز على العنف.
- انضمي لبرامج الوقاية والتوعية من أخطار العنف بين الأفراد، وشجعي الجميع لمحاربته.
- وجهي دعوة لمتحدث مختص لإلقاء محاضرة في مدرستكِ أو عملكِ للتحدث عن ظاهرة العنف ضد المرأة.
- اطلبي المساعدة عند الضرورة، ولا تستسلمي للتعرض للعنف.
كيف يمكننا مواجهة العنف الأسري ضدّ الأطفال؟
يمكننا مواجهة العنف الأسري ضدّ الأطفال، باتباع الاستراتيجيات التالية[٤]:
- تنفيذ القوانين التي تحد من ممارسة العنف، كتقييد الحصول على الكحول والأدوات المؤذية والأسلحة.
- تتغير المعايير التي تتغاضى عن الاعتداء الجنسي على الفتيات أو السلوك العدواني بين الأولاد، ثم معالجة الأسباب عن طريق جهات مختصة.
- دعم الوالدين ومقدمي الرعاية وتوفير التدريب للآباء الصغار.
- تقديم التمويل وتعزيز الحالة الاقتصادية، مثل: التمويل والتدريب على المساواة بين الجنسين.
- توفير خدمات لرعاية الأطفال الذين يتعرضون للعنف، والحصول على الدعم النفسي والاجتماعي المناسب.
- التعليم والمهارات الحياتية، مثل ضمان حضور الأطفال إلى المدرسة، وتوفير التدريب على المهارات الحياتية والاجتماعية.
من حياتكِ لكِ
نصائح لكِ لتساعدي طفلكِ على تجاوز العنف الأسري[٥]:
- ادعمي طفلكِ جيدًا، وعززي علاقته بكِ وبغيركِ من البالغين المحيطين به والذين تثقين بهم.
- ارفعي من ثقة طفلكِ بنفسه، وتقديره لذاته.
- شجعي طفلكِ على تكوين صداقات جيدة مع أقرانه.
- علّمي طفلكِ طرق التحكم بمشاعره، وتجاوز الذكريات السيئة التي مر بها، فقد لا ينسى أبدًا ما رآه أو عانى منه أثناء الإساءة، فكلما حصل طفلكِ على المساعدة أسرع، كانت فرصته أفضل في أن يصبح بالغًا يتمتع بصحة عقلية وجسدية.
المراجع
- ↑helpguide team, “Domestic Violence and Abuse”، helpguide, Retrieved 30/7/2020. Edited.
- ↑ The Law Offices of Smith & White (9/3/2016), “Domestic Violence Crime and Its Effect on Society”، smithandwhite, Retrieved 30/7/2020. Edited.
- ↑Dr. Laura Michele Diener, “WHAT YOU CAN DO TO PREVENT VIOLENCE AGAINST WOMEN”، marshall, Retrieved 30/7/2020. Edited.
- ↑who team (8/6/2020), “Violence against children”، who, Retrieved 30/7/2020. Edited.
- ↑womenshealth staff, “Effects of domestic violence on children”، womenshealth, Retrieved 30/7/2020. Edited.