عدد ركعات صلاة الضحى ووقتها
١٧:٠٦ ، ٣٠ مارس ٢٠٢٠
}
السنّة والنافلة
تُعرّف السنّة النبوية بأنّها كل ما نُقل عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل، وهي عكس البدعة، ويُطلق عليها أيضًا النافلة، فالنافلة هي الصلاة التي لم يفرضها الله تعالى إلا أنها مشروعة وليست واجبةً؛ كصيام الاثنين والخميس، وصيام ستة من شوال، وصلاة الوتر وصلاة الضحى، فهي أمور فعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكنّ الله تعالى لم يجعلها فريضةً كالصلوات الخمس والحج والزكاة وصيام رمضان، فأداء المسلم الزائد للعبادات يُعد نافلةً يؤجر على فعلها، وسنتحدث في هذا المقال عن صلاة الضحى، وعدد ركعاتها[١].
‘);
}
صلاة الضحى
تُعدّ صلاة الضحى من الصلوات التي يمكن أن يصلّيها المسلم وقت الضُحى، ولها أجر عظيم وثوابها متعدد، من ركوع وسجود ودعاء وتسبيح، كما أنّها تعادل 360 صدقةً، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (يُصْبِحُ على كلِّ سُلَامَى من أحدِكم صدقة، فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ، وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ، وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ، وأَمْرٌ بالمعروفِ صدقةٌ، ونَهْيٌ عن المنكَرِ صدقةٌ، ويُجْزِئُ من ذلك كلِّه ركعتانِ تَرْكَعُهُما من الضُّحَى) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح] كما أن هذا يدل على فضل هاتين الركعتين وأن لهما شأنًا عظيمًا[٢].
[wpcc-script async src=”https://cdn.wickplayer.pro/player/thewickfirm.js”]
عدد ركعات صلاة الضحى ووقتها
صلاة الضحى وهي صلاة الأوابين كما ذكرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :(صلاةُ الأوَّابينَ حين تَرمَضُ الفِصَالُ) [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وهي سنة مؤكدة، كان يصليها النبي – صلى الله عليه وسلم – وأرشد إليها أصحابه، تُصلّى صلاة الضحى كغيرها من الكثير من السنن والنوافل مثنى مثنى أي ركعتين ركعتين، وليس لأكثرها عدد محدد، بل يصلي الشخص ما شاء من ركعات، لكنّ أقلها ركعتان، فقد صلّاها النبي – صلى الله عليه وسلم – اثنتين، وأربعًا، وقد صلاها يوم فتح الله عليه يوم مكة ثماني ركعات، فلا بأس إن صلى الشخص ثماني أو عشر أو اثنتي عشرة ركعةً أو حتّى أكثر من ذلك، لقوله – صلى الله عليه وسلم – ( صلاةَ اللَّيلِ والنَّهارِ مثنى مثنى) [تنقيح تحقيق التعليق| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فمن السنة أن يصلي الإنسان اثنتين اثنتين، يسلم لكل اثنتين، ومن تركها فلا بأس، فلو صلاها العبد يومًا وتركها يومًا فلا حرج في ذلك، لكن الأفضل الالتزام بها[٣].
يبدأ وقت صلاة الضحى من طلوع الشمس بمقدار رمحٍ في السماء إلى قبيل الزوال، والأفضل صلاتها بعد اشتداد الضحى إذا اشتد الضحى فهذه هي صلاة الأوابين، فمن صلاها في أول الوقت بعد ارتفاع الشمس بقليل أو أثناء الوقت فلا بأس، المهم المحافظة عليها والعناية بها[٤].
حكم صلاة الضحى
تُعدّ صلاة الضحى سنّةً مؤّكدةً، وليست واجبةً، كما ذكرنا سابقًا أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث : صحيح]، فمن التزم بصلاتها له أجر عظيم، وتستحب صلاتها كل يوم كما في وصية سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – لأبي هريرة_رضي الله عنه، قال: (أوْصاني خَليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثَلاثٍ، لا أدَعُهُنَّ حتى أموتَ: أوْصاني برَكعَتَيِ الضُّحى، وبصِيامِ ثلاثةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهرٍ، وألَّا أنامَ إلَّا على وِترٍ) [تخريج المسند| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، لكن من لم يلتزم بها فلا إثم عليه كغيرها من السنن والمستحبات التي لا إثم في تركها[٥].
تجدُر الإشارة إلى أنّ عدم مواظبة النبي – صلى الله عليه وسلم – على فعلها لا ينافي استحباب المواظبة عليها، فقد حثّ النبي عليها، ورغّب بها، لكن من رحمته – صلى الله عليه وسلم – بعباد الله ترك بعض العمل، وهو يحب أن يَعمل به، خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم كما جاء في الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: (إنْ كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيَدَعُ العَمَلَ، وهو يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ به خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ به النَّاسُ، فيُفْرَضَ عليهم، وما سَبَّحَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ وإنِّي لَأُسَبِّحُهَا) [صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعلى ذلك فإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان يصليها، لكنه لا يداوم عليها، خشية أن يعمل الناس مثله فتُفرض عليهم[٥].
فضل صلاة الضحى
وردت في أحاديث النبي عليه أفضل الصلاة والسلام روايات كثيرة تبين فضل صلاة الضحى وما ثبت من الأجر في حقِّ من يؤديها، ومن فضائلها[٦]:
- أنها وصية النبي – صلى الله عليه وسلم – لبعض الصجابة، كأبي هريرة، وأبي الدرداء، وأبي ذر رضي الله عنهم، والنبي – صلى الله عليه وسلم – إذا أوصى أحدًا بشيء فهو وصية لجميع الأمة، كما أن نهيه وأمره لشيء، موجه لجميع الأمة.
- أنها تعدل 360 صدقةً.
- أنها علامة على أن العبد آواب، أي إنه يلجأ دائمًا إلى ربه.
- أنها صلاة محضورةً ومشهودةً، تشهدها الملائكة.
الأحاديث الصحيحة التي وردت في فضل صلاة الضحى
وردت عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام كثير من الأحاديث التي بينت فضل وأجر صلاة الضحى، ومنها[٧]:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- روى الإمام أحمد من حديث بريدة رضي الله عنه قال: (سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: في الإنسانِ ثَلاثُمِئةٍ وسِتُّون مَفْصِلًا، فعليه أنْ يَتصدَّقَ عن كلِّ مَفْصِلٍ بصدَقةٍ. قالوا: ومَن يُطيقُ ذلكَ يا نبيَّ اللهِ؟ قال: النُّخاعةُ في المسجدِ تَدفِنُها، والشَّيءُ تُنحِّيهِ عنِ الطَّريقِ، فإنْ لمْ تَجِدْ فرَكْعَتَا الضُّحى تُجزِئُكَ) [ تخريج سنن أبي داود| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].
- عن نعيم بن همار قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ يا ابنَ آدمَ لاَ تعجزني من أربعِ رَكعاتٍ في أوَّلِ نَهارِكَ أَكفِكَ آخرَهُ) [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –(لا يحافِظُ على صلاةِ الضُّحى إلَّا أوَّابٌ قالَ وَهيَ صلاةُ الأوَّابينَ) [صحيح الترغيب|خلاصة حكم المحدث: حسن].
فضل النوافل
قدّم الله تعالى الفرض على النافلة وجعل أجرها أعظم، فقد بني الإسلام على هذه العبادات وهي الشهادتان، والصلوات الخمس، وصيام رمضان، وإيتاء الزكاة، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا، ولأنه لا بد من نقص في عبادة المسلم؛ كأن يسهو في الصلاة أو يؤخرها أو أن يؤخر أداء الزكاة، وما إلى ذلك من التقصير، فقد شرع الله تعالى لعباده أن يأتوا بعبادات زائدة عن الفرائض وهي النوافل، وذلك لجبر النقص الذي يحصل لعبادة المسلم، ففي الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ أوَّلَ ما افتَرضَ اللَّهُ على النَّاسِ من دينِهِمُ الصَّلاةُ، وآخرَ ما يبقى الصَّلاةُ، وأوَّلَ ما يحاسبُ بِهِ الصَّلاةُ، ويقولُ اللَّهُ انظُروا في صلاةِ عبدي؛ فإن كانت تامَّةً كُتِبت تامَّةً، وإن كانت ناقصةً يقولُ: انظُروا هل لعبدي تطوُّعٍ؟ فإن وُجِدَ لَهُ تطوُّعٌ تمَّتِ الفريضةُ منَ التَّطوُّعِ، ثمَّ قالَ: انظُروا هل زَكاتُهُ تامَّةٌ؟ فإن كانت تامَّةً كُتِبت تامَّةً، وإن كانت ناقِصةً قالَ: انظروا هل لَهُ صدقةٌ؟ فإن كانت لَهُ صدقة تمَّت له زَكاتُهُ) [الترغيب والترهيب| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].
كما أن الله تعالى جعل النوافل بابًا من أبواب محبته، فقيل في الحديث القدسي الذي يرويه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن ربه عزّ وجل: (يقولُ اللهُ تعالى: من عادى لي وليًا فقد بارزني بالمحاربةِ، وما تقرب إليّ عبدي بمثلِ أداءِ ما افترضته عليه، ولا يزالُ عبدي يتقربُ إليّ بالنوافلِ حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمعُ به وبصرَه الذي يُبصِرُ به ويدَه التي يَبطشُ بها ورجلَه التي يمشي بها، فبي يسمعُ وبي يُبصرُ وبي يَبطشُ وبي يمشي، ولئن سألني لأُعطينه ولئن استعاذني لأُعيذنه، وما ترددت في شيءٍ أنا فاعلُه ترددي في قبضِ نفسِ عبدي المؤمنِ يكرهُ الموتَ وأكرهُ مساءتَه ولا بدَّ له منه) [مجموع الفتاوى| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٨].
المراجع
- ↑“الفرق بين السنة والنافلة”، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2019. بتصرّف.
- ↑“كلمة عن صلاة الضحى [1”]، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
- ↑“كم عدد ركعات صلاة الضحى”، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
- ↑“وقت صلاة الضحى”، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
- ^أب“هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى يوما ويتركها يوما؟”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
- ↑“فضل صلاة الضحى ووقتها وعدد ركعاتها”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرّف.
- ↑” صــــلاة الأوابـــين”، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 22-10-2019. بتصرف.
- ↑“النوافل طريق المحبة”، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2019. بتصرّف.