التهاب فقرات الظهر

‘);
}

كما قد تُصاب غضاريف العمود الفقري بالالتهاب، وهي الأنسجة التي تُغطي نهايات العظام وتساعدها على الانزلاق، فقد تلتهب هذه الغضاريف وتتآكل، مما يؤدي إلى التهاب الفقرات نفسها وتآكلها نتيجة الاحتكاك الدائم، كما يؤثر التهاب فقرات العمود الفقري على مفاصل الجسم المختلفة، كالركبتين والساقين واليدين، ويؤثر على منطقة اتصال الحوض بالعمود الفقري، وتتطور هذه الالتهابات ببطء، وتتسبب بظهور العديد من الأعراض والآلام الناتجة عن الضغط على الحبل الشوكي أو الجذور العصبية.

تجدر الإشارة إلى أن الجميع مُعرّضون للإصابة بالتهابات العمود الفقري، لكن كبار السن هم أكثر الفئات عُرضةً للإصابة به، ويجب معالجة حالات الالتهاب بسرعة؛ وذلك منعًا لتكوّن النتوءات العظمية وحدوث المضاعفات التي قد تكون خطيرةً في الكثير من الأحيان.^[٢]

أسباب التهاب فقرات الظهر

تتمثّل الأسباب التي تكمن وراء حدوث التهاب فقرات الظهر بأسباب عَرَضية تحدث نتيجةً للتعرّض للحوادث والصدمات، والأسباب المرضية وغيرها الكثير، ومن ضمنها ما يأتي^[٢]،^[٣]:

• تعرض الشخص المصاب لحادث مفاجئ، مثل حادث سيارة، أو تعرضه لحادث سقوط وغيره من الحوادث التي تؤثر على العمود الفقري والظهر، بالإضافة إلى الإصابات التي تحدث أثناء ممارسة التمارين الرياضية.
• تعرّض الشخص المصاب للضغوط النفسية الشديدة، التي قد تكون سببًا في حدوث بعض التقلصات والتشنجات أسفل فقرات الظهر^[٤].
• زيادة الوزن أو السمنة المفرطة، والتي تكون سببًا في زيادة الضغط على أسفل فقرات الظهر، بالإضافة إلى أن النسيج الدهني يُنتج بروتينات قد تتسبب بحدوث التهاب ضار في المفاصل وحولها.
• الإصابة بهشاشة العظام، والتي تُعدّ من أكثر الأسباب المؤدية إلى التهاب فقرات العمود الفقري.
• الوراثة، فوجود إصابات بمرض هشاشة العظام وأمراض المفاصل يزيد من خطر التهابات العمود الفقري.
• التقدّم بالعمر، وذلك نتيجةً للتغيرات التي تحدث في الجسم.
• الأعمال التي تنطوي على الإجهاد المتكرر، بالإضافة إلى الممارسات الخاطئة للأنشطة اليومية، فقد تكون سببًا في إصابة فقرات العمود الفقري بالالتهاب الشديد.
• الجنس، إذ إنّ النساء أكثر عُرضةً للإصابة من الرجال.
• التشوهات الخلقية في المفاصل أو الغضاريف.
• التقدم بالحمل؛ وذلك بسبب زيادة وزن الجنين، مما يضغط على الفقرات^[٥].
• الإصابة ببعض الأمراض، يُذكَر منها المغص الكلوي، والإصابة بالتهاب الحالب، والتهاب المثانة، ومرض السكري.

أعراض التهاب فقرات الظهر

تسبب حالات التهابات فقرات الظهر آلامًا تتراوح في شدّتها ما بين خفيفة إلى شديدة جدًا، وذلك تبعًا لشدّة الالتهاب، وحالة المريض الصحية، والسبب الكامن وراء حدوثه، وتترافق مع التهاب الفقرات مجموعة من الأعراض، من ضمنها^[٦]:

• تصلّب وآلام أسفل الظهر، تشتد في الصباح عند الاستيقاظ، وتخف تدريجيًا مع ممارسة الأنشطة اليومية.
• آلام في منطقة الأرداف، وغالبا ما يُشعر بها كأنها في الأفخاذ، بالإضافة إلى الألم أسفل الساق.
• آلام وتصلّب في الرقبة.
• استقرار الألم أثناء النهار، واشتداده في المساء.
• الأرق وعدم القدرة على النوم بسبب آلام الظهر والمفاصل، والشعور بالألم أثناء النوم.
• دفء وتوّرم المنطقة المصابة في العمود الفقري.
• فقدان مرونة الفقرات المصابة، مثل عدم القدرة على الانحناء وثني الظهر.
• سماع صوت احتكاك العظام عند تحريك الظهر.
• الشعور بألم عند لمس المفصل المصاب أو الضغط عليه.
• إحساس بالوخز أو التنميل في العصب أو الحبل الشوكي، والذي ينتج عن النتوءات العظمية في نهايات مفاصل العمود الفقري وتهيّج الأعصاب.

علاج التهاب فقرات الظهر

لا يوجد علاج كامل يُنهي التهاب فقرات الظهر نهائيًّا، إنما توجد مجموعة من الإجراءات التي يجب اتباعها، والتي من شأنها تخفيف الأعراض التي يُسببها الالتهاب، ومن ضمنها ما يأتي^[٣]:

• الأدوية والعقاقير الطبية، كالأدوية المضادّة للالتهاب التي تُخفف من أعراضه، بالإضافة إلى المسكنات لتخفيف الآلام.
• تطبيق بعض المراهم الهلامية المضادة للالتهابات على الجلد فوق المنطقة لتخفيف التوّرم والألم.
• ممارسة بعض التمارين الرياضية التي تُساعد على تقوية عضلات الظهر، والتي يتم تحديدها عن طريق الطبيب المعالج أو أخصائي العلاج الطبيعي.
• العلاج المهني الذي يساعد في استكشاف طرق مناسبة لأداء المهام اليومية دون زيادة الضغط على العمود الفقري.
• قيام الطبيب بالعلاج اللاّزم عن طريق الحقن الموضعية للفقرات المصابة، كحقن الكورتيزون، أو حقن حمض الهيالورونيك.
• تخفيف الوزن عند الذين يعانون من الوزن الزائد أو السمنة المفرطة؛ وذلك لتخفيف الضغط على العمود الفقري.
• العلاج عن طريق جلسات كهربائية للتخلص من الألم وتقلص العضلات.
• تجنب الوقوف لفترات طويلة، مع وجوب الحرص على الوقوف بوضعية صحيحة.
• تطبيق كمادات باردة أو ساخنة مكان الالتهاب والألم.
• اللجوء إلى الجراحة، وهي آخر طريقة للعلاج يلجأ إليها الطبيب المختص في الحالات المتأخرة التي لا تستجيب لجميع مراحل العلاج.

مضاعفات التهاب فقرات الظهر

حالات التهاب فقرات الظهر من الأمراض التي تحتاج إلى التدّخل الطبي السريع واختيار العلاج المناسب، بالإضافة إلى الالتزام بتعليمات الطبيب المختص بما يتعلق بنمط الحياة والأنشطة اليومية، ففي حال تُرِكَ الالتهاب دون علاج سيزداد مع مرور الوقت ويتسبّب بمضاعفات قد تكون خطيرةً في بعض الأحيان، كالتشوهات في العمود الفقري، وفقدان القدرة على التحكّم بمفاصل الظهر، والإعاقة المستدامة^[٢].

التهاب الفقار المقسط

التهاب الفقار المقسط هو نوع من أنواع التهاب المفاصل التي تؤثر على العمود الفقري، وتمتدّ الإصابة به إلى وقت طويل، لذلك يعدّ حالة مزمنة، وفي بعض الأحيان يؤثر على مفاصل الجسم الأخرى، ويسبب الالتهاب في مفاصل العمود الفقري، مما يسبب الألم الشديد المزمن وعدم الراحة.^[٧]

في الحالات المتقدمة من التهاب الفقار المقسط يمكن أن يسبب الالتهاب تكوّن عظام جديدة، مما يؤدي إلى انصهار وثبات جزءٍ من العمود الفقري، وعدم القدرة على تحريك تلك المنطقة.^[٧]

يمكن أن يسبب التهاب الفقار المقسط الالتهاب والألم والشدّ العضلي في مناطق أخرى من الجسم، مثل: الكتفين، والأرداف، والأضلع، والكعبين، والمفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين، وفي بعض الأحيان يمكن أن تتأثر العين بهذا النوع من الالتهاب، وفي حالات نادرة يمكن أن يصاب القلب والرّئتان، ويحدث التهاب الفقار المقسط لفقرات العمود الفقري السفلية في معظم الحالات.^[٧]

يوجد العديد من الأعراض التي تدلّ على الإصابة بالتهاب الفقرات المقسط، منها^[٨]:

• من أهم الأعراض التي تدل على التهاب فقرات الظهر أن يحس المريض بآلام شديدة بشكل متواصل في المنطقة السفلية من ظهره، يرافقها حدوث تصلّب في الظهر، خاصّةً صباحًا بعد استيقاظ المريض من النوم، أو بعد جلوسه بنفس الوضعية لفترة طويلة، وتستمر هذه الآلام ما يقارب الساعة أو أكثر.
• شعور المريض بآلام منتشرة في ضلوعه، وعظام الكتفين، والورك، والركبتين، والأرداف على جانبٍ واحد أو على كلا الجانبين، بالإضافة إلى الألم في الرقبة.
• هناك حالات يصاب المريض فيها بألم واحمرار في العين، وعدم الرّؤية بوضوح، إضافةً إلى تحسسه من الضّوء السّاطع.
• مع زيادة مدة الإصابة بالمرض قد يحدث لدى المريض تصلّب وثبات بين فقرات الظهر، وهذا قد يؤدي إلى التّأثير على وظيفة الظهر، وقد يقيّد حركة أي مفصل مصاب بالمرض.
• يصاب المريض بتصلّب في المنطقة السفلية من العمود الفقري، وتقل قدرته على الانحناء حين يقف للمس أصابع القدمين.
• إذا انتشر الالتهاب في المنطقة العلوية للعمود الفقري قد يتسبب ذلك بحدوث انحناءٍ في منطقة الكتفين.
• الأرق وعدم القدرة على النوم.
• الصداع والتعب.
• إذا وصل الالتهاب إلى القدمين يحس المريض بألم في الكعبين وأسفل القدم.
• صعوبة أخذ نفس عميق عندما يتطور المرض ليصل إلى الصدر، مما يجعل التنفس صعبًا ومؤلمًا.
• فشل القلب.
• انسداد القلب، ومواجهة مشاكل في تدفق النبضات الكهربائية التي تتحكم بعضلة القلب.
• التهاب الأمعاء، مثل: مرض كرون، والتهاب القولون التقرحي.

لا يوجد سبب محدد للإصابة بالتهاب الفقار المقسط، لكن يبدو أن العوامل الوراثية قد يكون لها دور في الإصابة به، خاصّةً لدى الأشخاص الذي لديهم جين يسمى HLA-B72، وعلى الرغم من ذلك يصاب عدد قليل من الأشخاص الذين يحملون هذا الجين بمرض التهاب الفقار المقسط.^[٩]

المراجع

1. ^^أبBy Chris Iliades, “When Back Pain Is Caused By Spinal Arthritis”، everydayhealth, Retrieved 2019-10-8. Edited.
2. ^^أبتValencia Higuera (2016-11-28), “Osteoarthritis of the Spine”، healthline, Retrieved 2019-10-9. Edited.
3. ^^أب“Osteoarthritis”, mayoclinic, Retrieved 2019-10-8. Edited.
4. ↑Kavita Trivedi (2019-3-20), “Easy tips to relieve stress-related neck and back pain “، utswmed, Retrieved 2019-10-10. Edited.
5. ↑“Back pain in pregnancy “, nhs Edited.
6. ↑Daniel Lieberman (2016-10-26), “Symptoms of Arthritis of the Spine”، spine-health, Retrieved 2019-10-8. Edited.
7. ^^أبت“Overview of Ankylosing Spondylitis”, www.spondylitis.org, Retrieved 5-10-2019.
8. ↑“Understanding Ankylosing Spondylitis — Symptoms”, www.webmd.com, Retrieved 5-10-2019. Edited.
9. ↑“Ankylosing spondylitis”, www.mayoclinic.org, Retrieved 5-10-2019. Edited.