ما هي وكالة ناسا؟
“الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء” التي تُعرَف اختصاراً باسم ناسا هي وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية أُسِّسَتْ في تشرين الأول عام 1958. أحد الأسباب التي دفعَتْ الأمريكيين إلى تأسيس ناسا تفاجؤهم في عام 1957 بإطلاق الاتحاد السوفييتي قمراً صناعيَّاً أسموه “سبوتنيك”. وقد كان الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور هو من تولَّى تأسيس ناسا حيث أعَدَّ مشروع قانون تحت اسم الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء أقرَّه الكونجرس الأمريكي قانوناً سمَّاه القانون الوطني للملاحة الجوية والفضاء الصادر في عام 1958 ثمَّ وقَّعه الرئيس أيزنهاور في تموز من نفس العام. أُنشأت ناسا لتحقيق أربعة أهداف أساسية:
- إجراء أبحاث الطيران.
- إرسال البشر في عمليات ورحلات استكشافية إلى الفضاء الخارجي.
- تطوير تكنولوجيا الفضاء.
- القيام بأبحاث علمية.
أسباب تأسيس ناسا:
أُنشأت ناسا للقيام بوظائف متنوعة من بينها:
- تنظيم الأنشطة التي تقوم بها الولايات المتحدة في الفضاء واستعادة التفوق العلمي والتكنولوجي الذي كان يبدو أنَّ الاتحاد السوفييتي قد سبقها إليه، إذ كان استكشاف الفضاء عنصراً اساسياً في الحرب الباردة التي نشبَتْ بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت.
- أُسِّسَتْ ناسا لاكتشاف مجموعة متنوعة من الأمور المجهولة التي يزخر بها عالم الفضاء كعدد الكواكب، وصفات القمر، واحتمال وجود حياة على أي كواكب أخرى إلى جانب الأرض. حققَتْ ناسا بعض تلك الأهداف عبر برامج مثل مهمة “أبولو11” التي كان من نتائجها صعود أول رجل إلى سطح القمر (رائد الفضاء نيل أرمسترونغ عام 1969).
- أُسنِدَتْ إلى ناسا مهمة تصنيع أقمار صناعية تدور حول الأرض لتساهم في وظائف مثل التنبؤ بحالة الطقس، ونقل المعلومات بين مختلف أرجاء العالم. بعد تأسيس ناسا بوقتٍ قصير نجحت الوكالة في إرسال قمر صناعي إلى الفضاء اتخذ من الأرض مداراً له وسًمِّي “إكسبلورر1”.
- كانت الغاية من إنشاء وكالة ناسا حماية المواطنين الأمريكيين من الهجمات الخارجية لأنَّ إطلاق الاتحاد السوفييتي القمر الصناعي “سبوتنيك1” أثار مخاوف حكومة الولايات المتحدة من إمكانية التعرض لهجومٍ مفاجئ يجري الإعداد له من الفضاء.
- من الوظائف الأخرى التي تقوم بها ناسا تولي مسؤولية ابتكار تقنيات جديدة لاستخدامها في رحلات الفضاء الحالية والمستقبلية. ومن ضمن المشاريع المستقبلية التي تقوم بها الوكالة الآن:
- إطلاق عربة مارس روفر إلى كوكب المريخ في 17 يوليو 2020.
- وتلسكوب جيمس ويب الفضائي الذي من المتوقَّع أن يحل مكان تلسكوب هابل الفضائي في مارس 2021.
- وبوابة المنصة المدارية ليونار وهي محطة فضائية تدور حول القمر من المتوقَّع أن تنطلق في عام 2025.
التحدّيات التي واجهَت ناسا:
لم تُكلَّل جميع الرحلات الاستكشافية التي أجرتها ناسا بالنجاح إذ أُلغيَتْ العديد من المهمات في اللحظات الأخيرة بسبب اعتبارات لها علاقة بالسلامة. وكان ثمَّة إضافةً إلى ذلك عمليات إطلاق لم يُكتَب لها النجاح وحوادث تعرضت لها رحلات الفضاء أدَّت إلى وفاة أكثر من 20 رائد فضاء أمريكي:
- ففي عام 1986 أدى إخفاق عملية إطلاق مكوك الفضاء “تشالنجر” إلى وفاة سبعة رواد فضاء.
- وكذلك أدَّت كارثة مكوك الفضاء كولومبيا إلى وفاة سبعة رواد فضاء في عام 2003.
- كما تحطم القمر الصناعي الذي أطلقته ناسا لإجراء مشروع “المرصد المداري للكربون” وسقط في المحيط الهندي بعد 17 دقيقة من الإقلاع بتاريخ 24 فبراير 2009.
- ومن بين عمليات الإطلاق التي أخفقت ناسا فيها أيضاً عملية “مرصد هابل الفضائي”، وعملية “مسبار جينيسس”، وعملية إطلاق طائرة “ناسا هيليس”.
من التحدّيات الأخرى التي تواجه ناسا هو أنَّ رواد الفضاء الذي يُرسَلون إلى العمل في محطة الفضاء الدولية يتعرّضون لإشعاعات ولا يحصلون على قسطٍ كافٍ من النوم وهذا يُلْحِق الضرر بصحتهم، فالإشعاع الذي يتعرّض إليه البشر الذين يصعدون إلى الفضاء أعلى بكثيرٍ من الذي يتعرضون له حينما يكونون على سطح الأرض، مما يجعل رواد الفضاء معرَّضين للإصابة بالسرطان، وبالتالي يجب على ناسا أن تستمر في البحث عن طرائق للحفاظ على صحة رواد الفضاء وتأمين الراحة لهم في أثناء التواجد في الفضاء.
تُعَدُّ ناسا من أعرق الوكالات العملية على سطح الأرض وقد لعبت منذ أن نشأت في منتصف القرن الماضي دوراً كبيراً في التطور العلمي الذي وصلَتْ إليه البشرية لا سيما في مجال أبحاث الفضاء وعلوم الطيران. لكنَّها من أجل الوصول إلى النجاحات التي وصلَتْ إليها كان لا بدَّ لها من أن تجتاز بعض التحديات والإخفاقات التي عرَّضَت حياة بعض رواد الفضاء للخطر وتسببت في موت بعضهم الآخر.
المصدر