التعلم عن بعد بين فاعلية الأدوات وتلبية الحاجات
١١:١٧ ، ١١ مايو ٢٠٢٠
}
مفهوم التعلم عن بعد
التعلم عن بعد هو أحد أشكال التعليم الذي لا يتطلّب حضور الطالب حضورًا حقيقيًّا وجسديًا في الدرس، وقد ظهر هذا النوع من التعليم بفضل ازدهار الإنترنت الذي قضى على الحواجز بين القريب والبعيد، ويعد التعلم عن بعد أحد خيارات التعليم المرنة التي لا تتطلّب الكثير من المال، كما أنّه يمتلك مزايا تفضّله على نماذج التدريس التقليدية، إلّا أن المعلم الماهر يبقى جزءًا لا يتجزأ من حياة كلّ طالب، ومن هنا يظهر دور التعلم عن بعد في استغلال التكنولوجيا لسد الفراغ المادي بين المعلم والمتعلم، ومن المتوقع أن يمثل هذا النوع من التعلم الجزء الأكبر من قطاع التعليم في المستقبل.
ويمتلك التعلم عن بعد أشكالًا مختلفةً كمؤتمرات الفيديو التي تربط المعلم مع الطلاب في دروس مباشرة مما يوفّر تعلمًّا متزامنًا يتعلم من خلاله جميع الطلاب في نفس الوقت، على عكس التعلم غير المتزامن؛ إذ تكون العلاقة بين المعلم والمتعلم أقل ارتباطًا وأقل تقييدًا كذلك، ويعطى الطلاب مهامًّا تعليميةً ليدرسوا ذاتيًا ويكملوا مُهماتهم، ويجمع التعلم المختلط بين عناصر الأنماط المتزامنة وغير المتزامنة، فقد يتطلب التعليم جدولة بعض الدروس بصرامةٍ أكبر في المواد التي يحتاج الطلاب فيها إلى التواصل المباشر مع المعلم بينما توجَّه الدروس الأخرى ذاتيًا؛ للتكيف مع احتياجات المناهج الدراسية[١].
‘);
}
التعلم عن بعد بين فاعلية الأدوات وتلبية الحاجات
تهدف أدوات التعلم عن بعد عبر الإنترنت إلى تحويل التعلم لعملية ممتعة؛ إلّا أنّها لا تحل مكان المعلم، بل تقدم فرصًا فريدةً للتدريس بطرق مختلفة لا يمكن إجراؤها في الفصول الدراسية التقليدية، فتحسن من طريقة شرح الدروس، وفيما يلي أمثلة لبعضٍ من تلك الأدوات[٢]:
- استخدام مواقع الويب التعاونية التي تسمح بتجميع مقاطع الفيديو في مجموعة واحدة ودمجها؛ فيخلق جوًا من العمل الجماعي.
- إنشاء عرض تقديمي يعرض المادة بجاذبية ومتعة؛ فيعزز من انتباه الطالب وأسلوب المعلم على حد سواء.
- مشاركة الملفات التعليمة بسهولة عبر أدوات الإنترنت وإنشاء روابط لتمكين الطلاب من الحصول على خطط الدروس وغير ذلك.
- إجراء المحادثات الجماعية والدردشات الرائعة، في سبيل التخطيط والاتفاق على مشروع ما.
- إنشاء موقع على شبكة الإنترنت لعرض ما تعلمه الطلاب للعالم وإظهار مدى تعلّمهم له.
هل يكون التعلم عن بعد مفيدًا؟
تدرك مؤسسات التعليم العالي حجم الإقبال الطلابي المتزايد على نمط التعلم عن بعد؛ ممّا ساهم في إحداث التوازن بين أساليب التدريس التقليدية والعصر الجديد؛ وذلك لتمكين الطلاب من تعلم أفضل، والسماح لمؤسسات التعليم العالي بالوصول إلى المزيد من الطلاب وعولمة التعليم، وفيما يلي ذكر لبعض الفوائد والأسباب المشجعة للإقبال على التعلم عن بعد[٣]:
- الاختيار من بين مجموعات متنوعة: فمن أكبر مزايا الحصول على شهادة عبر التعلم عن بعد هو إتاحة عدد هائل من البرامج للاختيار من بينها، مما يميز بيئة التعلم عن بعد بالمصداقية وتنوع الخيارات.
- مرونة الجدول الدراسي وإمكانية تعديله: إذ يتمتع الطلاب بحرية تحديد نمط دراستهم، ومواعيد تقديم المهام النهائية، وتحديد جداول امتحاناتهم مما يساهم في تحديث مهاراتهم ذاتيًا.
- توفير المال والوقت والحصول على نفس مستوى الجودة التعليمي: وذلك بتقليل تكاليف الذهاب إلى الكلية التقليدية، وعدم الاضطرار إلى أخذ استراحات من العمل بالنسبة للأفراد العاملين، وإيجاد برنامج خاص يتناسب مع أعمالهم.
- التواصل مع أشخاص من جميع أنحاء العالم: فيقضي ذلك على العزلة ويجعل العملية الدراسية الانفرادية أبسط، وقد يساعد في تطوير الروابط التي تساعد على النمو المهني.
- الجودة: وذلك بتعليم الطلاب من قبل بعض الأساتذة البارزين في هذا المجال؛ مما يجعل من المستحيل ممكنًا.
- اختيار المجال الشخصي المناسب للطالب: إذ تصمم برامج التعلم عن بعد لتحسين كيفية الدراسة المستمرة وتحليل مجالات التحسن والنجاح.
- تحقيق فعالية أفضل مقارنةً بمخرجات التعلم التقليدي: وذلك بفضل استخدام محتويات الوسائط المتعددة، وأحدث التقنيات التكنولوجية.
تحديات يواجهها التعلم عن بعد
قد يواجه الطلاب أثناء الدراسة عبر الإنترنت بعض التحديات الفريدة، وفيما يلي ذكر لبعضها[٤]:
- الجهل بالتكنولوجيا: إذ يحتاج الطالب إلى امتلاك درجة معينة من الكفاءة التكنولوجية لحضور الفصل الدراسي الإلكتروني، ويشمل ذلك القدرة على تسجيل الدخول والمشاركة في الفصول الدراسية وتقديم العمل والتواصل مع المعلمين والزملاء بنجاح، كما يضم فهم آداب الاتصال عبر الإنترنت ومعرفة حقوق ومسؤوليات الطلاب في بيئة التعلم عبر الإنترنت.
- المشاكل التقنية: إذ يمكن الوصول إلى الفصل الدراسي من أي جهاز متصل بالإنترنت، لكن يلزم توفير اتصال قوي فيه، فقد يؤثر النطاق الترددي المنخفض وضعف الإنترنت على سرعة الاتصال والمشاركة في الفصل.
- إدارة الوقت: فمن المعلوم أن الراحة والمرونة أهم أسباب اختيار الطلاب للتعلم عن بعد، إذ تعد الجدولة المرنة أمرًا رائعًا للطلاب، وغالبًا يلجؤون له لتعدد مسؤولياتهم خارج نطاق الدراسة كالعمل والأسرة، فيشكل ذلك تحديًا يُحلُّ بمهارة إدارة الوقت للوصول للنجاح.
- الدافع: إذ يتطلب التعلم عبر الإنترنت دافعًا قويًا لإكمال المهام وإنجازها وإحراز التقدم، وقد يكون من المغري المماطلة عند عدم الإحاطة بزملاء الدراسة ضمن أجواء تنافسية، فضلًا عن غياب المعلمين في البيئة المادية.
تخطي التحديات التي تواجه التعلم عن بعد
وفي هذا السياق نبحث بعض سبل تخطي التحديات ومواجهتها لتحقيق أكبر فائدة ترجى من التعلم عن بعد[٤]:
- اختيار مؤسسة تعليمية توفر إمكانية الوصول لمجموعة كاملة من خدمات الدعم عبر الهاتف والبريد الإلكتروني والدردشة المباشرة حال وجود استفسارات تقنية.
- اقتناء خدمة إنترنت منزلية عالية الجودة، وتحديد قائمة بالأماكن الموثوقة والمتصلة بالشبكة اللاسلكية التي يمكن زيارتها في أماكن قريبة كالمكاتب العامة.
- استخدام الوقت بحكمة، وتحديد مضيعات الوقت واستخدم أدوات لحجبها أثناء الدراسة إذا كانت عبارة عن تطبيقات.
- تقسيم المسؤوليات، بتحديد قائمة للمهام الأسبوعية أو اليومية المطلوب إنجازها، وإنشاء إجراءات روتينية تجعل إدارة الوقت أكثر اعتيادية وأسهل للالتزام بها.
- طلب المساعدة من أفراد العائلة أو الزملاء في مهمات معينة مع تجنب تعدد المهام؛ لأنه يجعل العمل أقل فعالية وأقل إنتاجية عمومًا، فالتركيز على إكمال مهمة واحدة في كل مرة يساهم نحو التقدم المستمر وتحقيق أهداف أكبر.
المراجع
- ↑“What Is Distance Learning? And Why Is It So Important?”, viewsonic,10-3-2020، Retrieved 8-5-2020. Edited.
- ↑“9 Essential Online Tools For Distance Learning”, elearningindustry, Retrieved 8-5-2020. Edited.
- ↑Tulika Nair, “10 Reasons Why You Should Choose A Distance Learning Degree”، indiaeducation, Retrieved 8-5-2020. Edited.
- ^أب“4 Common Challenges Facing Online Learners and How to Overcome Them”, purdueglobal,7-5-2019، Retrieved 9-5-2020. Edited.