أدب مي زيادة
٢١:١١ ، ١٤ مايو ٢٠٢٠
![أدب مي زيادة أدب مي زيادة](https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/d8a3d8afd8a8_d985d98a_d8b2d98ad8a7d8afd8a9-1.jpg)
}
من هي مي زيادة؟
الأديبة والشاعرة العربية اللبنانية مي زيادة واحدة من أبرز الشخصيات النسائية التي سطع نجمها في عصر النهضة العربية، كما أنّها من الرائدات في مجال النثر والشعر العربي، كما عرفت زيادة بأنّها مؤسسة لواحدة من أبرز الصالونات الأدبية في العالم العربي وأكثرها شهرةً في الفترة الزمنية ما بين العشرينينات والثلاثينيات من القرن المنصرم، وقد أثبتت وجودها أكثر بعد أن قادت ثورةً شعريةً ونثريةً في العالم العربي بأسلوبٍ نسويٍ بحتٍ وحقيقيٍ، مي زيادة الفلسطينية اللبنانية وُلِدت في ربوع فلسطين سنة 1886 ميلاديًا لأبٍ تعود أصوله إلى لبنان وأم مسيحية فلسطينية، عاشت حياتها بين لبنان وفلسطين وأكملتها في أراضي مصر، وتمكّنت في كل مرحلة من مراحل حياتها من أن تُظهر موهبتها أكثر فأكثر؛ وقد جعل منها تعلم اللغات امرأةً موهوبةً للغاية؛ إذ كانت تتحدث اللغة الفرنسية إلى جانب العربية بكل طلاقة، وأيضًا اللغات اللاتينية والإيطالية والإنجليزية والألمانية والإسبانية وغيرها، مي زيادة تلك المرأة القوية التي جعلت للوجود النسوي مكانةً مرموقةً في الساحة الشعرية بالرغمِ من هيمنة الرجال على الساحة في تلك الفترة، إلا أنّها بذكائها وعلمها وفصاحة لسانها قد تمكّنت من إثبات وجودها[١].
‘);
}
نبذة عن حياة مي زيادة
انضمّت الشاعرة مي زيادة إلى طلبة المدرسة الابتدائية في مدينة الناصرة الفلسطينية، وأكملت رحلة تعليمها الثانوية في عينطورة في لبنان؛ وقد واجهت هناك اندماجًا في الأدب الفرنسي وانخراطًا بالحركة الأدبية الرومانسية الشائعة في تلك الفترة، مع حلول سنة 1907 ميلاديًا ارتحلت زيادة إلى العاصمة المصرية القاهرة برفقة عائلتها بعد أن عُين والدها صحفيًا في صحيفة أسبوعية تصدر من القاهرة، وقد فتح لها والدها الأفق للمساهمة في العديد من المقالات في الصحيفة خلال مرحلة الدراسة الجامعية في الجامعة المصرية، وقد بدأت الموهبة بالتأجّج مرةً تلو الأخرى حتى أصبحت مبدعةً وعظيمة الشأن، وبفضل ذلك تمكّنت من الهيمنة على الساحة الأدبية ككاتبة وشاعرة في آنٍ واحدٍ، ومن الجدير بالذكرِ أنّ مي زيادة واحدة من الرائدات اللّواتي سعين لتغيير صورة المرأة ودمجها في المجتمع من خلال التشكيك بالمعايير التي يؤمن بها المجتمع التقليدي.
أقامت مي زيادة صالونًا أدبيًا خاصًا بها سنة 1912 ميلاديًا في منزلها، وقد فتحت أبوابها لنخبةٍ من كبار المفكرين والأدباء العرب المشهورين، كما توافدت إلى الصالون الأدبي كوكبة من الحركات الثقافية والأدبية والفلسفية ومن بينهم الكاتب والناقد المصري طه حسين والصحفي اللبناني خليل مطران والكاتب والأديب المصري عباس العقاد وغيرهم الكثير من الكتاب والمحامين، وفي غضونِ دراستها في لبنان تأثرت زيادة كثيرًا بالحركة الرومانسية؛ فازدادت علاقاتها التي تربطها برواد الشعراء الرومانسيين الفرنسيين والإنجليز أيضًا[١].
تعرفي على أشهر أعمال مي زيادة الأدبية
من أشهر أعمال مي زيادة الأدبية[٢]:
- سنة 1911م قدمت مي زيادة أول مجموعة شعرية تحت عنوان “Fleurs de Reve” باللغة الفرنسية، وقد تُرجمت إلى العديد من اللغات ومنها العربية، ونُشِرت في إحدى أعداد مجلة الهلال المصرية.
- سنة 1911 أيضًا طرحت مجموعةً شعريةً ثانيةً باسم Aidah Dairy المكتوبة باللغة الفرنسية.
- أنشأت صالونًا أدبيًا سنة 1912م بعد أن انتُخِبت كعضوٍ في رابطة القلم في نيويورك، وقد حرصت على تجميع وعقد التجمعات الأسبوعية مع طرح العديد من المناقشات الفكرية.
- نشرت العديد من الأعمال الأدبية في الصحف العربية والمجلات، ومن أهم المجلات زهور اللبنانية وصحيفة الأهرام والهلال المصرية حتى سنة 1935م.
- نشر كتاب في سنة 1924م عن عائشة التيمورية، وقد قدمت كتابين حولها باعتبارها من الشاعرات المصريات المشهورات.
- قدمت كتاب “باحثة البادية” في غضون شهر مايو سنة 1920م تتضمن شخصيةً نسويةً لها طابع كاريبي.
- ألفت كتاب النسائيات الذي دعت به إلى ضرورة تحرير المرأة في مجتمع تطغى عليه الصور النمطية والذكورية.
ما هو الأسلوب الأدبي الخاص بمي زيادة؟
تميّزت مي زيادة بأسلوبٍ أدبيٍّ خاصٍ بها برز وسطع بواسطة الصالونات الأدبية التي أنشأتها في القاهرة، وقد تمكنت بواسطتها من تحريك الحياة الثقافية في القاهرة؛ فأصبحت مصدر إلهام للمثقفين الذي دأبوا على التوافدِ إلى صالونها باستمرار، كما نشرت أدبها وأشعارها بواسطة الرسائل المتضمنة أحاديث الندوة المنعقدة، وقد تفرد أدبها بتجسيد الشخصيات النسائية القوية في رواياتٍ نشرتها على مر تاريخها، كما كتبت المقالات والشعر والنثر الثقافي والسياسي في معظم المجلات المصرية؛ إلا أن المرأة العربية كانت محط اهتمامها ومحور حديثها، كما أنها قد قاومت النظام الذكوري العربي في المجتمعات بكل بسالة، فقد درست وتمكنت من فهم القيم الثقافية والمعايير الاجتماعية السائدة في تلك الفترة عن كثب لتمضي قدمًا في الدفاع عن المرأة العربية، وقد عكس أدب مي زيادة تمردها ومقاومتها للجهل المتفشي بين النساء العربيات في تلك الحقبة وطالبت بقوة بضرورة تعليم الفتيات منذ نعومة أظفارهن، ولذلك فقد اعتُبِرت رائدةً في إشراك العنصر النسوي ودمجه في الثقافة العربية، وقد وُصفت بأنها الأولى باستخدام مصطلح قضية المرأة.
انطلاقًا من عظمة أدب مي زيادة فقد وُصف صالونها بأنه الأول من نوعه الذي تمكن من استقطاب مختلف الاتجاهات الفكرية ومناقشتها بأسلوبٍ فكريٍ عميقٍ بكل ما يتمحور حول الأدب العربي والثقافة، كما أنها كانت قادرةً على استيعاب جميع التناقضات واستضافتها، ومن الجدير بالذكرِ أن نشأة مي زيادة في كنف عائلة مثقفة قد جعل منها أنثى رومانسيةً ومثاليةً تعج بالأنوثة والرقي منذ صغرها، فقد كانت جوهرةً نادرةً من نوعها بتعليمها وثقافتها، ولم يكن تعليمها مقتصرًا على ما اتخذته في مقاعد الدراسة فحسب؛ بل كان نابعًا من أعماقها وشغفها في حب المرأة والأدب؛ فاجتمع العنصران لديها ودافعت عن الأولى ببسالة باستخدام الأدب والثقافة[٣].
وفاة مي زيادة
عاشت مي زيادة فترةً صعبةً للغاية ما بين 1929- 1931م إذ دخلت في حالة نفسية وكآبة شديدة بعد وفاة والديها وفقدان حبيبها جبران خليل جبران، وقد عاشت حزينةً للغاية وعاودت أدراجها إلى لبنان؛ وأمضت فترةً زمنيةً طويلةً في المستشفى إلى أن تعافت، رجعت مي زيادة إلى القاهرة وفارقت الحياة هناك في اليوم السابع عشر من شهر أكتوبر سنة 1941م[٤].
المراجع
- ^أب“May Ziade: Arab Romantic Poet and Feminist Pioneer”, insidearabia.com,15-2-2020، Retrieved 10-5-2020. Edited.
- ↑“Previously Featured: Life of a Woman”, web.archive.org, Retrieved 10-5-2020. Edited.
- ↑“May Ziade: The Life of an Arab Feminist Writer”, aljazeera ,21-3-2018، Retrieved 14-5-2020. Edited.
- ↑“The Legend of Love and Genius; Mai Ziyada (1886 – 1941)”, blogs.transparent.com, Retrieved 10-5-2020. Edited.