}
تعتبر عمليّة البحث عن بدائل للطاقة الهمّ الأوّل للإنسان؛ لأنّ معظم مصادر الطاقة غير المتجدّدة سوف تنفّذ يوماً من الأيام، فالاعتماد على النفط لم يعد مُجدياً للأيام القادمة، وذلك لأنّ كميّاته على مستوى العالم أصبحت قليلةً، وبعد عدّة سنوات ستنفد، ومن المصادر الأخرى للطاقة هي الغاز الصخري، وهو نوع من أنواع الغاز الطبيعي، وغالباً الغاز الصخري يكون مرافقاً للنّفط ولكن قديماً كان يتمّ حرق هذا الغاز حتى لا يسبّب أيّ تلوّثٍ إذا تسرب إلى سطح الأرض.
ولكن فيما بعد عندما أصبح الاستهلاك زائداً عن الحد الطبيعي للنفط اتّجهت الأنظار نحو الغاز الصخري أو الغاز الطبيعي، وذلك لاستغلاله في مختلف المجالات، مثل: وقود محطات توليد الطاقة، وفي التدفئة، وفي المنازل وتسخين المياه، وبعض الصناعات مثل: الأسمدة، والبلاستيك، والألياف الصناعية، ويمكن تحضير بعض المركّبات منه مثل: البنزين، والهكسان، والتولوين.
ويتكوّن الغاز الصخري في الصخور الموجودة في باطن الأرض (نوع السجيل)، ويتكوّن الغاز الصخري بفعل الضغط والحرارة العاليين على المواد كالنفط، والمواد العضويّة الهيدروكربونية الموجودة في صخر السجيل، ويبقى محتجزاً في الصخر حتى تحدث التصدّعات التي تسبب تسربه للخارج.
‘);
}
طريقة استخراج الغاز الصخري
غالباً ما أثار موضوع استخراج الغاز الصخري من الصخور الكثير من الجدل حول الأضرار التي تنتج من عمليّة استخراجه؛ حيث يستخرج الغاز الصخري من خلال حفر آبارٍ أفقيّة للوصول إلى الصخور التي تحتوي على الغاز الصخري الموجود على مسافات كبيرة تحت سطح الأرض، ومن ثمّ يتمّ استخدام الطريقة الهيدروليكية التي تعمل على حدوث التصدّعات في الصخر، وبالتالي خروج الغاز الصخري من بين الشقوق بعد إضافة بعض المواد الكيميائيّة التي تحفّز الغاز بالتحرك، وتحتاج هذه العمليّة إلى الكثير من الماء، لذلك إذا لم تكن الكميّات الموجودة تجارياً فإنّه لا يتم استخراجه؛ وذلك لأنّ صخور السجيل صلبةٌ جداً وليس من السهولة إحداث التشقّقات بها.
وهذه هي الطريقة الحديثة التي تدخّل بها الإنسان للحصول على مبتغاه؛ ففي السابق كان يتمّ الحصول على الغاز من دون أيّ محفزات من خلال الشقوق والتصدّعات الطبيعية التي تصيب الصخر، وبالتالي لم يسبّب أيّ خلل في التوازن الطبيعي، ولكن منذ أن استخدمت الطريقة الهيدروليكية لعمل التصدعات في الصخر سبّب ذلك الاختلالات في التوازن الطبيعي؛ حيث إنّ هذه الطريقة سبّبت زيادةً في فرص حدوث الزلازل في القشرة الأرضية، كما أنّ المياه التي تستخدم في العملية الهيدروليكية تكون ملوّثةً بالمواد الكربونية والنفط والمركبات الكيميائيّة، ولا يمكن استخدمها إلّا بعد إعادة معالجتها، وإذا وصلت إلى مصادر المياه قبل معالجتها فإنّها تسبّب التلوث المائي.