تقديم المبتدأ وجوباً وجوازاً
١١:٥١ ، ٩ يونيو ٢٠٢٠
}
تقديم المبتدأ وجوبًا وجوازًا
تتكون الجملة الاسمية من ركنين هما المبتدأ والخبر، ففي حال وجود مبتدأ في الجملة يجب أن يوجد خبر له، والعكس صحيح إن وجود خبر يجب وجود مبتدأ، وذلك لتكون الجملة مفيدة، ويُطلق على المبتدأ مصطلح المُسند إليه، وهو اسم يقع في أول الجملة، ويكون مرفوعًا، ومن الممكن أن يكون المبتدأ اسم صريح، أو مصدر مؤول، وقد يسد محل المبتدأ اسم الفاعل، أو صفة مشبهة، أو اسم مفعول، في حين يعرف الخبر باسم المُسند، ويكون مرفوعًا بالضمة، ويتحقق بوجوده ذكر الفائدة من الجملة، مثل: الشمسُ لامعةٌ، الشمس هي المبتدأ، ولامعةٌ هي الخبر، وقد يتقدم المبتدأ على الخبر بالوجوب أو بالجواز، ويظهر هذا الأمر في عدة حالات هي:[١]
‘);
}
تقديم المبتدأ على الخبر وجوبًا
إن الأصل في الجملة الاسمية أن يكون المبتدأ أولًا ويليه الخبر، إلا أن بعض الحالات البلاغية والدلالية تتسبب في تقديم الخبر عن المبتدأ، لذا ذكر النحويون عدة مواضع يكون الأصل بها وجوب تقديم الخبر عن مبتدئه وجوبًا، وتتمثل تلك الحالات بما يلي:
- عدم وجود أي أمر يميز المبتدأ عن الخبر، وأن يكون كلاهما معرفة، أو أن يكون المبتدأ نكرة صالحة، مثال: أحمدٌ أخوك، يكون أحمدٌ هو المبتدأ المرفوع بتنوين الضم، في حين تُعرب كلمة أخوك: خبر المبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه، وقد يكون القصد في هذه الجملة الإخبار عن أحمد، أما في حال كان الأخ هو المقصود تكون الجملة أخوك أحمدٌ، ويكون إعراب أخوك: مبتدأ مرفوع بالواو، لأنه من الأسماء الخمسة، والكافة ضمير في محل جر مضاف إليه، أما أحمدٌ فيعرب خبر مرفوع وعلامة رفعة الضمة الظاهرة.
- أن يقع الخبر كجملة فعلية، يكون فاعلها ضمير مستتر في محل المبتدأ مثل زيد جاء، ولا يجوز تقديم جاء على زيد، لأن الجملة في هذه الحالة ستصبح جملة فعلية، ويكون إعرابها كما يلي:
- زيدٌ: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
- جاء: فعل ماضي مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقدير هو، والجملة الفعلية المكونة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر.
- أن يحتوي المبتدأ على لام الابتداء، كما ظهر في قوله تعالى: (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) {البقرة: 221} إذ يكون للام الابتداء الصدارة في الجملة، لهذا يجب أن تقدم، وتصبح المبتدأ، ويكون إعراب كلمة لعبد: اللام هي لام الابتداء، وهي حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وعبدٌ: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخرة، مؤمن: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- وجود كلمة إنّما أو إلا، على أن يكون الخبر محصورًا بالمبتدأ بواحدة منهما، مثال: قوله تعالى: (إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ) {هود: 12}، يكون إعراب إنّما: حرف نصب وتوكيد مبني على الفتح، ما: هي ما الكافة، وهي حرف مبني على السكون، أنت: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، نذيرٌ: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.
- أن يكون المبتدأ واحد من أسماء الصدارة، وهي:
- كم: هي كم الخبرية، وإعرابها اسم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- من: هي اسم من أسماء الاستفهام، وأعرابه اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- ما: ما اسم من أسماء التعجب، وإعرابه اسم تعجب مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- من: اسم من أسماء الشرط، وإعرابه اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
تقديم المبتدأ على الخبر جوازًا
يجوز تقديم الخبر على المبتدأ إن لم يكن في الجملة أي لبس، مثال: أنا مسلم، أو مسلم أنا، مثل (وعند جهينة الخبر اليقين) قُدِمت عند جهينة وهي خبر الجملة عن المبتدأ جوازًا، والخبر: هو المبتدأ بالمثل، وذلك لأن الخبر هو العنصر الأساس ومحور الجملة، ففي حال لم يتقدم الخبر عن مبتدئه لن يكون للمثل الوقع نفسه في أذن مستمعه، وبرز ما يساعد على شغل ذهن المخاطب.[٢]
من حياتكِ لكِ
لفهم تقدم الخبر على المبتدأ سنطرح بعض الأمثلة على تقدم الخبر على المبتدأ جوازًا ووجوبًا ومنها ما يأتي:
- وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ {آل عمران: 144}، وهي من حالات تأخير المبتدأ وجوبًا، بسبب وجود إلا في الجملة، ويكون الإعراب كما يلي:
- ما: حرف نفي مبني على السكون.
- محمد: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة.
- إلا: حرف استثناء مبني على السكون ليس له محل من الإعراب.
- رسول: خبر مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.
- أين المفر؟، قدم الخبر في هذه الجملة وجوبًا، ويكون الإعراب كما يلي:[٣]
- أين: اسم من أسماء الاستفهام مبني على الفتح وهو في محل رفع خبر مقدم.
- المفر: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعة الضمة الظاهرة على آخره.
- بنونا بنو أبنائِنا، وبناتُنا
-
-
-
- بنوهنَّ أبناءُ الرجالِ الأباعدِ
-
-
يتقدم المبتدأ على الخبر في هذا البيت وجوبًا، وكان غرض الشاعر من تقديم الخبر عن المبتدأ بالرغم من تساويهما بالتعريف لرغبته في تشبيه الأحفاد بآبائهم، ويكون الإعراب كما يلي:
-
- بنونا: بنو خبر المبتدأ مقدم مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف، ونا ضمير متصل بالخبر مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- بنو: مبتدأ مؤخر مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
- خالي لأنت، ومن جريرٌ
-
-
-
- يَنَلِ العلاء ويَكرُم الأخوالا
-
-
يظهر في هذا المقام تقدم الخبر عن المبتدأ وجوبًا، لوجود لام الابتداء في صدارة الجملة، لذا تقدم الخبر عن المبتدأ، ولذا قدّم الشاعر الخبر عن مبتدئه، وبالرغم من أن التقديم حالة شاذة لا يُقاس عليه، إلا أنها تعرب كما يلي:
-
- خالي: خال خبر مقدم مرفوع بالضمة المقدرة، وقد منع من ظهورها اشتغال محلها بالكسرة، والخبر مضاف إليه، والياء هي ياء المتكلم، هي ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
- لأنت: اللام هي لام الابتداء، وهي حرف مبني على الفتح، وأنت: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ مؤخر.
- أنا جاهزٌ: يدل المثال على الحديث عن النفس والإخبار عنها، وهو دلالة على جواز تقديم الخبر عن المبتدأ، ويمكن عكس الجملة وقول جاهزٌ أنا.[٤]
- أخوك في المكتبة: بدأت الجملة بالتحدث عن أخيك، والحديث عنه بشبه جملة.[٤]
المراجع
- ↑د. محمود سليمان ياقوت، النحو التعليمي والتطبيق في القرآن الكريم، مكتبة المزار الإسلامية: الكويت، صفحة 257-267 ، 288-295. بتصرّف.
- ↑د. عادل محمد جليوي الرفاعي، “التقديم والتأخير في الأمثال العربية الفصيحة”، حولية كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين القاهرة، العدد 33، صفحة 2827-2828. بتصرّف.
- ↑“الجملة الإسمية وركناها تقديم المبتدأ والخبر”، schoolarabia، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2020. بتصرّف.
- ^أب“الجملة الإسمية وركناها تقديم المبتدأ والخبر”، schoolarabia، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2020. بتصرّف.