نتيجة للتقدم الكبير الذي حققه الإنسان المعاصر أصبح الاعتماد على التكنولوجيا والعديد من الكماليات الحديثة في كثير من أمور الحياة ، على سبيل المثال نحن كبشر أصبحنا معتمدين على السيارات والهواتف المحمولة الحديثة وغيرها من الأشياء الأخرى التي لا غنى عنها في تلك الآونة ولكنننا لم ننظر إلى مدى تأثير تلك الأشياء على البيئة حيث أنه من الممكن أن يؤدي النشاط البشري إلى العديد من المشاكل البيئية على سبيل المثال نجد أن النشاط البشري كان السبب في كثير من حالات الانقراض في القرنين الماضيين وهكذا نجد أن الإنسان قد ساهم في تغيير العالم والبيئة بطرق غير مسبوقة .
لقد أصبح التأثير البشري على البيئة أحد الموضوعات الرئيسية في جميع أنحاء العالم ونتيجة لذلك كان لابد من معرفة العوامل البشرية التي أثرت بشكل كبير على البيئة .
التأثير البشري على البيئة
الاكتظاظ السكاني
للبقاء على قيد الحياة كان لابد من أن يتكاثر الإنسان وهذا شيء طبيعي لكن الأمر الغير طبيعي أن تكاثر البشر كان بطريقة هائلة بحيث يصعب على الكوكب الذي نعيش فيه تحمله ، ونتيجة للزيادة السكانية مع انخفاض معدلات الوفيات وتحسن الدواء وإدخال أساليب الزراعة الصناعية كان له التأثير السيء على البيئة المحيطة بنا ، حيث أن آثار الزيادة السكانية كانت شديدة للغاية وأحد أهم هذه التأثيرات هو تدهور البيئة .
مع الزيادة السكانية كان لابد من خلق مساحات جديدة مما أدى إلى تدمير النظم البيئية بشدة ، حيث أصبحت البيئة المحيطة بدون ما يكفي من الأشجار لتصفية الهواء خاصة مع تزايد مستويات ثاني أكسيد الكربون مما يؤدي إلى تلف كل كائن حي على الأرض .
التلوث البيئي
يعتبر التلوث من أخطر التأثيرات البشرية التي أثرت على البيئة ، حيث أصبح التلوث كل مكان على سبيل المثال أصبحت القمامة ملقاة بكثرة على الطريق السريع ذلك بالإضافة إلى التلوث الذي يؤثر على الغلاف الجوي حيث أصبح من الواضح أن التلوث والنفايات التي تؤثر على البيئة لا مفر منهما ، إن التلوث شيء ضار جداً لدرجة أن 2.4 مليار شخص حتى الآن لا يحصلون على مصادر المياه النظيفة وذلك لأن البشر يلوث باستمرار الموارد التي لا غنى عنها مثل الهواء والماء والتربة التي تتطلب ملايين السنين لتجديدها .
الاحتباس الحرارى
يمكن القول أن الاحتباس الحراري العالمي هو أكبر سبب للتأثير على البيئة لأنه أكبر الأسباب التي تنشأ من خلالها مستويات ثاني أكسيد الكربون من التنفس إلى أسباب أكثر ضررًا مثل حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات وذلك لأن البشر يزيد باستمرار مستويات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم ، وكان أعلى مستوى من ثاني أكسيد الكربون في عام 1950 ، ومع ذلك نجد أن القياسات الحالية لمستويات ثاني أكسيد الكربون أكثر من 400 جزء في المليون .
نتيجة لذلك نجد أن زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أدت إلى الزيادة في متوسط درجة حرارة الكوكب ، وكلما زادت درجة الحرارة كلما زادت فرصة ذوبان جليد القطب الشمالي والأنهار الجليدية مما يتسبب في ارتفاع مستويات المحيطات مما يسمح لمزيد من الماء بامتصاص المزيد من الحرارة مما يذوب المزيد من الجليد .
التغير المناخي
يعتبر تغير المناخ من أهم التأثيرات البشرية على البيئة حيث يرتبط تغير المناخ ارتباطًا وثيقًا بالتطور التاريخي للصناعة والتكنولوجيا ، ونتيجة لذلك مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية ستتغير أنماط الطقس في الأرض بشكل كبير ، على سبيل المثال أن بعض المناطق ستشهد مواسم نمو أطول ، كما ستصبح مناطق أخرى قاحلة حيث ستستنفد المياه في مناطق شاسعة ، كما ستتحول كثير من مناطق الأزهار إلى صحاري .
إن التغير المناخي الذي يتسبب فيه البشر سوف يؤثر على أنماط الطقس حيث أنه من الممكن حدوث أعاصير أشد من حيث الحجم بالإضافة إلى تكثيف وإطالة فترات الجفاف وموجات الحر ، بالإضافة إلى ذلك لقد وجدت الدراسات الحديثة أن تلوث الهواء مع ارتفاع درجات الحرارة سوف يدمر النظم البيئية بالإضافة إلى زيادة أمراض الربو والسرطان لدى البشر .
التعديل الجيني
لقد ساهمت الكائنات المعدلة وراثياً في بقاء وازدهار البشر ، حيث يتم اختيار المحاصيل المعدلة وراثيًا أو المحاصيل التي تم زرع الحمض النووي فيها مباشرة من أجل إعطاء ميزة للمحصول سواء كان المحصول يتحمل درجات حرارة أكثر برودة أو يتطلب كمية أقل من الماء أو ينتج المزيد من الثمار ، ولكن نتيجة الهندسة الوراثية نجد أن الإنسان قد استخدم مبيدات أعشاب مصمم للقضاء على الأعشاب الضارة وهي تعتبر أكبر تهديد لأي نبات ، ومع ذلك تمامًا مثلما يمتلك البشر نظامًا مناعيًا قامت النباتات والمحاصيل بتطوير نفسها وأصبح لديها القدرة على مقاومة مبيدات الأعشاب المعروفة ، ونتيجة لذلك ظهرت مجموعة من الأعشاب الضارة التي تهدد الأراضي الزراعية عن طريق بطئ النمو وأصبح أحد الحلول هو حرث الأرض وتقلب التربة لقتل الأعشاب الضارة وإعطاء ميزة مبكرة للمحاصيل المزروعة .
على الرغم من مميزات الحراثة إلا أن لها عيوب حيث تتسبب الحراثة في جفاف التربة بشكل أسرع وقتل البكتيريا الجيدة مما يقلل من خصوبتها بشكل ملحوظ ، ولتجديد التربة المستنفدة يتم استخدام الأسمدة ، والتي تقدم مجموعة جديدة كاملة من المشاكل للبيئة ويمكن أن تكون كارثية للزراعة المحلية على المدى الطويل .
تحمض المحيطات
يحدث تحمض المحيطات عندما يذوب ثاني أكسيد الكربون في المحيط مما ينتج حمض الكربونيك ، وبالتالي يقلل الحمض من مستويات الأس الهيدروجيني في الماء ويغير حموضة المحيطات بنسبة 30٪ وهو مستوى لم يبلغه المحيط قبل ذلك ،
تعتبر حموضة المحيط من أصعب الأشياء على البيئة حيث تستنزف الحموضة تركيزات الكالسيوم مما يجعل من الصعب على القشريات بناء قشرتها مما يجعلها عرضة للضرر ، كما أن ارتفاع درجة الحرارة العالمية وتحمض المحيطات يعمل على إلحاق الضرر بالكائنات البحرية التي تصبح تحت تهديد خطير ، على سبيل المثال تضم الشعاب المرجانية 25٪ من الحياة المائية وكثير منها مسؤول عن الترشيح الطبيعي للمحيط وإنتاج العناصر الغذائية الضرورية الحيوية للحياة تحت سطح البحر وبالتالي فإن تحمض المحيط يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل البيئية .
تلوث المياه
يعتبر التلوث المائي من أهم التأثيرات البشرية على البيئة حيث أنه كل عام يتم إلقاء أكثر من 8 ملايين طن من القمامة في المحيط ، ولا يقتصر الأمر على إدخال القمامة فقط إلى المحيطات ولكن أيضًا الكميات الزائدة من الأسمدة التي تجد طريقها إلى المحيط من خلال الأمطار والفيضانات والرياح حيث يحتوي السماد على النيتروجين وهو عنصر أساسي لنمو النباتات ، ونتيجة لذلك تزدهر العوالق النباتية والطحالب من النيتروجين مما يتسبب في نمو مفرط في ما يعرف باسم المد الأحمر في المناطق ذات التركيزات العالية من النيتروجين ، حيث يكون ذلك نتيجة النمو السريع لمليارات الطحالب التي تستنزف المسطحات المائية من الأكسجين وتسبب تراكم السموم في جميع أشكال الحياة التي تستهلكه بما في ذلك الأسماك والطيور .[1]