تكتل سوداني لـ”عربي21″: هذه خطواتنا لإسقاط “كارثة” التطبيع

تكتل سوداني لـ"عربي21": هذه خطواتنا لإسقاط "كارثة" التطبيع
مقرر “القوى الشعبية السودانية لمقاومة التطبيع” دفع الله موسى أكد أن “حجم الرفض الشعبي للتطبيع كبير جدا”- عربي21

أعلنت
أحزاب سياسية ومنظمات أهلية وتكتلات إعلامية وشبابية وعلماء، السبت الماضي، عن تدشين ائتلاف ما يسمى “القوى الشعبية السودانية لمقاومة التطبيع” مع إسرائيل،
مؤكدين أن “التطبيع مع إسرائيل يحقق نصرا معنويا وسياسيا لدولة محتلة ظالمة
وخذلانا قاسيا لشعب مظلوم”.

وقال
مقرر “القوى الشعبية السودانية لمقاومة التطبيع”، دفع الله عبدالله تورو
موسى، إن “حجم الرفض الشعبي للتطبيع مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي أكبر بكثير مما
يتصوره البعض، ولن يمر وقت طويل إلا وستشاهدون الشعب السوداني يخرج من كل فج عميق تنديدا
بقرار التطبيع، ويسقطون مَن حاول تمريره أو سعى إليه”.

وأوضح
“موسى”، في مقابلة خاصة مع “عربي21″، أنهم بدأوا بـ “حملة
شعبية، إلكترونية وميدانية، لجمع مليون توقيع كخطوة أولى، وبعدها حملة 10 ملايين ثم
حملة 40 مليون توقيع، وفي أثناء ذلك سوف نعمل على تحريك المسيرات الشعبية الرافضة
للتطبيع، ولدينا عدد من المسارات القانونية التي سنتبعها، فهدفنا هو إسقاط مخطط
التطبيع، وإذا تمسكت به الحكومة فستسقط معه أيضا”.

وأكد
“موسى”، الذي يشغل منصب نائب رئيس الرابطة السودانية لمقاومة التطبيع، أن
“مجلس الوزراء السوداني يتجه نحو تكوين مجلس تشريعي غير منتخب تشمل مكوناته
الكيانات التي ارتضت التطبيع، وهذا أمر يخالف الوثيقة الدستورية، وسيخلق شرخا
كبيرا، بل سيتسبب فى إسقاط هذه الحكومة في أسرع وقت ممكن”.

بداية
الأمر كانت برد فعل شعبي طبيعي رافض لمبدأ التطبيع مع دولة إسرائيل جملة وتفصيلا،
حيث تكونت بعده تنسيقية لمقاومة التطبيع نتج عنها قوى شعبية ضمت العديد من
الكيانات.

القوى
الشعبية حتى الآن تضم عدد من التيارات الإسلامية، ومنظمات مجتمع مدني، وتجمعات شبابية
مستقلة، وقوى دينية من مختلف الجماعات سلفية كانت أو صوفية، وكلها بادرت للانضمام
والالتفاف حول الائتلاف باعتباره جسم صلب سوف يواجه هذه الخطوة غير الموفقة تماما،
ولقد تم الاتفاق على ميثاق قمنا بالإعلان عنه خلال المؤتمر الصحفي، وقدمنا الدعوة
لكل التيارات والكيانات الأخرى كي تنضم لهذا الركب لتواجه هذه الخطوة؛ فليست لدينا
أي تحفظات حول انضمام القوى الأخرى إذا ما رغبت هي في ذلك، ولقد تم بالفعل توجيه
دعوات وأجرينا اتصالات مكثفة مع العديد من الأحزاب والجماعات منها مَن وعد بالانضمام،
ومنهم من طلب إرسال الميثاق، وخلال الأيام الماضية وردتنا الكثير من الاتصالات
التي تستفسر عن كيفية الانضمام.

نعم.
بدأنا إجراءاتها، حيث تأتى هذه الحملة ابتداءً كأولى الخطوات التي بدأنا اتخاذها،
ولقد كانت البداية موفقة، ولدينا خطة لتغطية كافة أنحاء السودان، وبالفعل وجدت
الحملة تفاعلا كبيرا، وسيتم جمع التوقيعات إلكترونيا عبر رابط على شبكة الإنترنت،
وميدانيا من خلال التوقيعات الورقية.

السلطات
السودانية منقسمة فعليا؛ فهذه الخطوة تتنافي مع مبادئ بعض القوى السياسية المشاركة
فى الحكومة الانتقالية، وهنالك أحزاب أعلنت انسحابها من الحكومة لعدد من الأسباب،
ودلالة ذلك أن ما ذهبت إليه الحكومة من خطوة للتطبيع يعتبر خسرانا كبيرا وخرقا
دستوريا عظيما، وإذا تقبلته بعض القوى السياسية لن تتقبله الأخرى، فهذا أمر يجب أن
يُستفتى فيه الشعب أولا.

أعتقد أن مجلس
الوزراء السوداني يتجه نحو تكوين مجلس تشريعي غير منتخب تشمل مكوناته الكيانات
التي ارتضت التطبيع، وهذا أمر يخالف الوثيقة الدستورية، وسيخلق شرخا كبيرا، بل
سيتسبب فى إسقاط هذه الحكومة في أسرع وقت ممكن، لأنه أمر لا يمثل كافة أطياف الشعب
السوداني، والسلطة الانتقالية عموما غير مخولة بالمضي في تنفيذ قرارات مصيرية فهذه
من مهمات الحكومات المنتخبة .

لدينا
خطاب قيد الإعداد سيتم تسليمة لرئيس المجلس السيادي ورئيس الوزراء يوضح موقفنا ضد
التطبيع، والخطوات التي سنتخذها في حالة المضي قدما في هذا الأمر المخالف للإرادة
الوطنية، كثيرة ومختلفة، وسنعلن عنها في وقتها.

من
خلال تصريح رئيس مجلس السيادة لمسنا أن الأمر مرتبط بعملية رفع اسم السودان من
قائمة الدول الراعية للإرهاب كتسوية ارتضاها المجلس السيادي، وهذا كلام غير منطقي
ومخالف حتى للمسارات القانونية التي من شأنها أن ترفع اسم السودان من تلك القائمة
التي وضعنا فيها جورا، فالأمر في مجمله لا يحمل للسودان أي منفعة، بل بالعكس إسرائيل
هي التي ستستفيد من كل هذه الموارد العظيمة، ونحن نستنكر أن تبتز أمريكا السودان،
وفي هذا الوقت بالذات، وتحملنا ما لا طاقة لنا به من تعويضات، وتفرض علينا علاقات
نحن كنّا أول من يرفضها.

الحجم أكبر بكثير
مما تتصور؛ فالسودانيون بطبيعتهم رافضون للعلاقة مع إسرائيل وبهذا اشتهرنا، فكنّا
عاصمة اللاءات الثلاثة عندما كنّا ضمن الجامعة العربية، واليوم ونحن خارجها أصبحت
لنا لاءات أخرى لا للعمالة ولا للاستعمار. الشعب السوداني هو من الشعوب الأصيلة
المصادمة التي عجز المستعمر عن تحقيق مآربه فيها سابقا، بل سمي السودان بمقبرة
المستعمرين، ولن يمر وقت طويل إلا وستشاهدهم يخرجون من كل فج عميق ينددون بهذا
القرار ويسقطون مَن حاول تمريره أو سعي فيه.

بدأنا
بحملة شعبية، إلكترونية وميدانية، لجمع مليون توقيع كخطوة أولى، وبعدها حملة 10
مليون ثم حملة 40 مليون توقيع، وفي أثناء ذلك سوف نعمل على تحريك المسيرات الشعبية
الرافضة للتطبيع، ولدينا عدد من المسارات القانونية التي سنتبعها، فهدفنا هو إسقاط
مخطط التطبيع، وإذا تمسكت به الحكومة فستسقط معه أيضا.

فرص
النجاح كبيرة جدا، خصوصا أن القضية بالنسبة للسودانيين هي قضية مبادئ وقيم، فنحن
سننصر فلسطين ظالمة أو مظلومة، وهذا عهدنا معهم ما حيينا.

لقد
تكلم البروفيسور عبد الرحيم من منطلق معرفته بطبيعة الشعب السوداني وتكويناته، خاصة
أن مَن يحكموننا الآن هم مجرد شلليات من حاملي الجوازات الأجنبية تربوا في كنف الأمم
المتحدة والمنظمات الدولية، وتغيب عنهم الكثير من المفاهيم والقيم الوطنية التي تواثقنا
عليها منذ القدم، ونحن نعتبر أن هذا التطبيع هو مدخل لاستعمار السودان فهو واجهه
للرأسمالية العالمية، ومهدد كذلك لأمننا القومي.

لن
نتفاءل بذلك كثيرا، ولن نعتمد عليه أيضا، فقرارنا الشعبي هو الأرضية التي سنسير
عليها، نأمل أن تكون علاقتنا مع أمريكا، هي علاقة مصالح متبادلة دون محاولة المساس
بأمننا القومي، أو سيادتنا الوطنية، وفيما يتعلق بموضوع رفع السودان من قائمة الإرهاب،
فهذا أمر سيتابع بموجب الخطوات القانونية، ولن نعترف بأي تنازلات أو تعويضات دفعتها
الحكومة الانتقالية، فقضيتنا هي قضية عادلة، لها مسارات واضحة غابت عن السلطات،
وتجاوزتها حكومة ترامب بل ومارست أسوأ أنواع الابتزاز غير المقبول.

Source: Arabi21.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *